قضية الكورد الفيلية في برلمان الملا خالد عطية

لا اعرف ما الذي حدث بالضبط فعندما اعتلت السيدة سامية عزيز المنصة لتطرح قضية الكورد الفيلية ، فجاة ومن دون مقدمات راينا اسرابا من من العمائم المهتزة تتحرك باتجاه ابواب الخروج وخفقانا للعبائات والشيلات والعصابات وكانها كومة غربان تتعرج مسرعة للحاق بسرب العمائم المتارجحة ، افندية بربطات عنق ومن دون ربطات عنق بدأو بالزحف بعيدا عن كراسي نوم الهنا البرلمانية. هرج ومرج، وخروج جماعي للشيعة واللسنة، لتفرغ مقاعد البرلمان الا من بعض اختار ان ينشغل بالحديث مع مجاوره ليحدث ضوضاء وجلبة تعطي انطباعا بان هذا المكان ليس برلمانا انما سوق للصفافير، وزاد في الضوضاء كبير الصفارين او البرلمانين ملا خالد العطية الذي ملأ القاعة بصوته الاجش مشوشا على صوت سامية عزيز الناعم، الامر الذي دعاها لمنادته بيا سيادة الرئيس!!
لكن من دون فائدة فقد استمر الملا المعمم بنقاش عالي النبرات مع زميل له على مسالة خارج الموضوع.
النائبة سامية عزيز التي ربما تفاجئت بموقف النواب وتصرفاتهم غير المنضبطة وعدم رغبتهم بالاستماع الى مشكلة الكورد الفيلية، طلبت منهم الاصاغ والاستماع الى مداخلتها لفهم ابعاد المشكلة، لكن هؤلاء لم يأبهوا لها واستمروا في لغوهم وهذرهم المعتاد، هذرا ولغوا يتقاضون عنه الاف الدولارات ويحضون بامتيازات تذكرنا بالانظمة الدكتاتورية التي تحاول شراء الذمم والضمائر.
الاغرب ان المسؤول عن ضبط الصوت في البرلمان تصرف تصرفا يثير العجب والاستغراب، فكلما ورد اسم مجلس قيادة الثورة المنحل يقوم هذا الكنترول بقطع الصوت، وكلما ورد اسم البعث يقطع الصوت ايضا، وكانه لا يريد الاساءة الى البعث ونظامه. لقد تعمد مراقب الصوت وضابطه بقطع جمل كاملة من مداخلة السيدة النائبة، وشوش على مداخلتها بشكل واضح لا يتبعه الا الذين يعادون الحقيقة والحرية والديمقراطية، ثم قررت الفضائية العراقية قطع الارسال جملة وتفصيلا دون ان يكون هناك نشرة للاخبار او موعدا للاذان او خبرا عاجل او مؤتمرا صحفيا، بل ولعدم وجود برامج معدة اضطرت فضائية الـ الصدر لبث بعض الاغاني عن الفريق العراقي لكرة القدم.
لا نعرف اذا كانت السيدة سامية عزيز قد استمرت في مداخلتها عن محنة الكورد الفيلية او انها نجحت في الحصول على موافقة او وعد بدراسة امر شهادة الجنسية العراقية للكورد المسجلين في نفوس ،1957 ام ان الملا خالد العطية استمر في تشويشه وهذرته و الجالسين قد استمروا في احاديثهم الاخوانية او غادروا القاعة لاداء الصلاة التي لن يقبلها الله ، فالله لا يقبل صلاة المراوغيين . لا نعرف ان كان قد تحقق للسيدة النائبة ما كانت ترجوه من هذه الشخوص وهذه الهياكل التي اثبتت مسيرة السياسة في العراق انهم ليسوا مؤهلين لقيادة البلد فقط، بل يستغلون مراكزهم ونفوذهم في الحصول على اجور وامتيازات من غير تقديم شئ يذكر، فنواب البرلمان العراقي بين غائب جسديا لا يحضر نهائيا وبين غائب روحيا وفكريا وحاضر جسديا كاي دمية حديثة تتحرك بالريموت كونترول
فلقد كان على الملا خالد العطية ان يستخدم سلطته الرئاسية ويطلب من الحاضرين عدم مغادرة القاعة او ان يطلب من الجالسين السكوت، وان يحرص على ان تنقل مداخلة السيدة سامية عزيز عبر وسائل الاعلام، لانها تخص احد المكونات العراقية الاصيلة التي وقع عليها ظلم واجحاف واجرام لا يطاق، والى الان وبعد سقوط نظام البعث لم يحصل الكورد الفيلية على حقوقهم ومستحقاتهم ولم تعاد لهم ممتلكاتهم التي سلبت منهم.
كل الوعود الانتخابية، كل الشعارات السياسية، كل الافلام الوثائقية ، التي تخص محنة الكورد الفيلة والجرائم التي ارتكبت بحقهم وتهجيرهم وفرهدة اموالهم وبيوتهم وتجارتهم وسلب الجنسية العراقية منهم، كل مقولات وتعهدات الاحزاب العراقية كانت لغرض الدعاية والانتخاب فقط، اما الاحزاب الاسلامية فلقد تبين كذبها وغشها وخداعها ليس للكورد الفيلية فقط بل لجماهيرها الشيعية بشكل عام، الامر الذي يدعونا ان نطرح التساؤل التالي
متى كان اصحاب العمائم والخواتم يحرصون على الشعب العراقي ليحرصوا على حقوق الشعب الان.؟
فلقد كانوا مع الاقطاع الظالم في اضطهاد الفلاحيين ولم يصدروا فتوى واحدة ضد الممارسات الاقطاعية الظالمة، ولم يقودوا مسيرة او يطالبوا الحكومات العراقية بالاهتمام في المناطق الجنوبية ولا اعمار محافضاتها التي بالاضافة الى الناتج النفطي الكبير بصفته المورد المالي الاساسي للدولة، كانت ايضا سلة العراق الغذائية . على العكس من هذا كله، عندما جاء الزعيم عبد الكريم قاسم الرجل الذي خدم الناس بصدق فاغلب المشاريع التي نراها لحد الان هو الذي اسس لها وبناها، وقفت هذه المرجعيات الدينية بمرجعياتها وبمعمميها وفتاويها الظلامية ضده وضد الشعب وضد الاحزاب الوطنية وتامروا مع البعث للانقلاب على ثورة تموز الخالدة ورغم المجازر التي احدثها هذا البعثيون لم تدن اي مرجعية هذا الانقلاب الدموي ولم تنتقد نفسها وتبين خطل فتاويها الظلامية.
فهل نتامل من هؤلاء ان ينصفوا الكورد الفيلية.؟ او ان ينصفوا المظلومين.. انهوا وهم كبير ايها السادة، فجل اهتمام هؤلاء هو في المساجد والجوامع والحسينيات والاخوة الاسلامية والمحصاصة الطائفية والحذوا حذو السعودية او ايران ...

مالوم ابو رغيف

المصدر: صوت العراق، 26/7/2007