جيش المهدي ومفارقات السيد رئيس الوزراء..

ثمة تصريحات ومواقف للسيد المالكي ربما عن حسن نية وقلة مراس في السياسة العراقية المعقدة.
لقد سبق أن لاحظنا هذه الظاهرة، من ذلك أخيرا تصريحه بأن الوات العراقية مستعدة لتسلم الملف الأمني على طول العراق وعرضه. سرعان ما تراجع السيد رئيس الوزراء بالتأكيد بأن العراق لا زال بحاجة لوجود القوات المتعددة الجنسيات للغايات الأمنية. التصريح الثاني مصيب جدا في حين أن التصريح الأول كان متسرعا وغير مفهوم.
إن التفجيرات الإرهابية وآخرها فاجعة كركوك تتواصل كل يوم، والجنوب لا يزال تحت سيطرة المليشيات، خصوصا جيش المهدي المؤتمِر بتعليمات خامنئ وأحمدي نجاد وحرسهما الثوري.
إن الطريقة الصحيحة لحماية أمن العراق وشعبه تتطلب محاسبة ومعاقبة جميع من ينتهكون النظام، ويعيثون دما ودمارا في العراق، وأيا كانوا، سواء من القوى الصدامية أو القاعديين وجيش المهدي على السواء وبلا تمييز لهذا الاعتبار أو ذاك. فماذا دل التطبيق على غير محاباة جرائم الصدريين برغم سلسلة الفتن الدموية بما فيه خطف أكثر من مائة شخص من وزارة التعاليم العالي؟! كلا. هل تمت المحاسبة على سلسلة الفتن الدامية منذ أسابيع في المدن الجنوبية؟! كلا مع الأسف.
لقد أعلن قائد عسكري أمريكي منذ يومين بأن جيش المهدي صار يهدد القوات المتعددة الجنسيات أكثر من القاعدة في المناطق الغربية نفسها وأن له آخر الأسلحة الحديثة، طبعا المستوردة من إيران. لقد صرح السيد رئيس الوزراء قبل حوالي الأسبوع بأن جيش المهدي موجه ضده شخصيا، ثم نسمع من أقطاب الصدريين أن المالكي تراجع عن تصريحه ولذلك سيعود نوابهم للبرلمان.
لقد أعلن قبل يومين أن السيد رئيس الوزراء سيزور طهران ليطب منهم وقف دعمهم القوى المسلحة في العراق. نقول صح النوم فالتدخل الإيراني مستمر منذ 9 نيسان 2003 دون أن تفتح الأحزاب الحاكمة بحرف واحد عن ذلك بل سمعناهم عشرات المرات يكذبون وجود هذا التدخل! يضاف إلى ذلك، أننا لا نتصور أن السيد المالكي حتى لو أراد قادر على إقناع طهران بالكف عن تدخلها التدميري الذي هو لغايات معلومة، أي عرقلة كل مسيرة ديموقراطية حقيقية وتصفية الحساب مع الدول حول البرنامج النووي العدواني والتمدد على نطاق الخليج كله. إن أول مطلب لوقف التدخل الإيراني هو حل جيش المهدي واعتباره قوة إرهابية كالقاعدة والصداميين.
نعتقد من موقع الحرص الوطني بأن حكومة قائمة على المحاصصة عاجزة عن النهوض بحماية الأمن العراقي ومواجهة كل تعقيدات الوضع وتكالب الأعداء داخليا وإقليميا.
هذا رأي أكدناه مرارا، ونعيد التأكيد عليه اليوم متمنيا للسيد رئيس الوزراء بالتحرر من المفارقات!

عزيز الحاج
17 تموز 2007