في ذكرى الباحث الاجتماعي الكبير د.علي الوردي

الحزب الشيوعي العراقي
مركز الإتصالات الإعلامية ( ماتع )

- كم نحن بحاجة الى لطف تحليلاتك ، أستاذنا !
سرت هذه الكلمة بين أوساط المثقفين والمتنورين لاسيما في بغداد ، بلغة خطاب موجه للراحل د . علي الوردي ، أثناء السقوط المخزي للنظام الدكتاتوري في 9 نيسان 2003 ، وبعد أن امتدت يد النهب الشاسع لمؤسسات الدولة العراقية المنهارة .

الدكتور علي الوردي ، بدأ نشاطه العلمي الواسع في علم الاجتماع منذ أواخر الأربعينات ، فقد حصل على شهادتي الماجستير(1948) والدكتوراه ( 1950 ) من جامعة تكساس الأمريكية ، وفي العام الأخير باشر التدريس في كلية الآداب ببغداد .

نشط في مجال التأليف ، وكان مؤلفه الشهير " شخصية الفرد العراقي " الصادر عام 1950 باكورة نتاجاته ، وقد أثار نقاشات ومساجلات كثيرة لما اتسم به من جدة وجرأة في تناول الموضوع .
بعد ذلك أصدر مؤلفات عديدة ، اعتمد فيها لغة سهلة ، مبسطة ، كان منها : وعاظ السلاطين ( 1954 ) ، مهزلة العقل البشري ( 1955 ) ، أسطورة الأدب الرفيع ( 1957 ) ، منطق ابن خلدون ( 1962 ) و دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ( 1965 ) .
ثم انكب على كتابة مؤلفه الكبير " لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث " الذي صدر في ثمانية أجزاء ابتداء من 1969 .
كان د. الوردي يؤلف كتبه معتمدا طريقة طرح الاسئلة ، ولتوضيح ذلك كان يقول :
كن سائلا ، لا مستفسرا .
ترجمت كتبه الى اكثر من عشر لغات حية ، ونشرت أطروحته في أمريكا عام 1981 ، وما زالت دور النشر من عربية وأجنبية تطبع مؤلفاته وتعيد .
ظل متوقد الذهن حتى حين عبر الثمانين من العمر( مواليد 1913 ) ، وبقي نشطا في الكتابة والتأليف والسجال مع مخالفيه في الرأي حتى آخر أيام حياته ، وسبق لجريدة حزبنا الشيوعي "
طريق الشعب " أن حاورته في السبعينات ، وفتحت صفحاتها لنشر وجهة نظره رغم اختلافها معه في أكثر من موضوع أو اجتهاد .
يذكر للراحل الكبير – باعتزاز – أنه لم يسخر قلمه لخدمة الدكتاتورية المبادة أو مدح رأسها الطاغية ، بل ولم يجامل جلاوزته في الميدان الثقافي رغم محاولاتهم جرّه الى ذلك حتى رحيله في 13 تموز 1995 .

المصدر: صوت العراق، 12/7/2007