الكورد الفيلية و المعاناة الازلية

منذ عدة اعوام و الارهاب يطال الكورد الفيليين و بشكل منقطع النظير و ملفت للنظر و مثير للدهشة و تفجيرات الصدرية الضخمة الهائلة المروعة و المتعاقبة و التي ارهقت ارواح المئات و عوقت المئات و يتمت و رملت الالاف لهي الدليل الحاسم و القاطع لقولنا . و من الغريب حقا ان تتعرض هذه الفئة المسالمة السمحاء و المتعايشة بكل ودٍ و محبة ووئام مع كل شرائح المجتمع و منذ امدٍ بعيد دون ان تتاثر باي عاملٍ من العوامل العنصرية او الدينية او المذهبية و حتى الطبقية و كانت الايام و السنوات تجري بكل احداثها وحوادثها و حلوها ومرها وبقحطها ورخائها وخيرها وشرها.ومع كل تلك التجارب و كل تلك الاحداث والمحن لم يظهر منهم اي موقف مسيء الى اي فئة من ابناء هذا الشعب الطيب حتى صاروا مضرب المثل بالمعايشة الناجحة وفي الالفة الحميمية لمجريات الحياة العملية التجارية والصناعية وغيرها فكسبوا ثقة الاغلبية عربا وكوردا سنة وشيعة مسلمين ومسيحيين وقد لحقهم ما لحقهم من ظلمٍ فظيع قاسٍ شديد على يد النظام السابق ازهق ارواح الالاف من خيرة شبابهم كما انهم جردوا من كل ممتلكاتهم الغالية و هجروا شر تهجير وبشكلٍ اسطوري لا فائدة من سرده من جديد.وكان املهم بل كانت ثقتهم المطلقة ان الحكام الجدد وخاصة بعد الانتخابات الاخيرة سوف ينصفونهم و يعيدون اليهم بعض حقوقهم ويضمدون جراحاتهم ويعيدون اليهم دورهم وعقاراتهم و يحققون في ماسي اولادهم المغدورين الضائعين.ومرت الايام والشهور ثم السنون والقومُ لاهونَ في شؤونهم الخاصة ولم يعطِ اي مسؤول منهم اي اهتمام بشؤون الالاف من ابناء الكورد الفيليين الذينَ لم يرفع عنهم اي حيف ولازالوا في معاناةٍ قاسية ظالمة لا تقل سوءاً عن ما كانَ في ذلك الزمان فمعظم دورهم لازالت مسكونة من قبلِ غيرهم من دون وجهِ حق.فلا قانون يرجع حقهم اليهم و ياخذ الحقَ من ايدي غاصبيهم و ليسَ هناكَ من يسمع ُ نداءاتهم ثم اين الحكومة من هذه التفجيرات الاجرامية التي تطالهم؟؟؟
ان المسؤولين لم يقوموا باي اجراءاتٍ احترازية وقائية بعد التفجير الاول في الصدرية الذي هز بغداد في حينها .لماذا لم يحتاطوا لذلك ؟ لماذا كل هذا التقصير؟؟؟ هذا اذا جازَ ان نسميه تقصيراً. السبب واضح لان هذه الشريحة الكادحة لا اهمية لها بنظرهم وبموازينهم فهم في معظمهم فقراء و مساكين .انهم لا يخيفون احداً حتى يحسبَ لهم حساباً فهم لا يقتلون الناس بالسيارات المفخخة ولا يقذفون بالهاونات على رؤوس العباد الامنين ولا يزرعون العبوات الناسفة كما انهم ليسوا من اصحاب العصابات الاجرامية المختصة بالاغتيال والخطف والقتل والتسليب.فاذا كان هذا حالهم فلماذا الاهتمام بهم والخوفُ منهم ؟انهم اناسٌ مسالمون طيبون لا داعي لاشغال انفسنا بهم الان وحتى في المستقبل...
فلسان حال المسؤولين يقول اننا الان بصدد الذين يهددون كراسينا و امتيازاتنا و مكاسبنا فالاشرار اهم و مفاوضتهم انفع, واغراقهم بالمال والمنصب افضل لنا ولمصالحنا فبماذا ينفعنا الكورد الفيليون ياترى؟؟؟ هذا هو الشعار الذي يدور في صدور المسؤولين الحكوميين والحزبيين في الحكم فعلى الكورد الفيليين ان يعوا هذه الحقائق و ليتحدوا ويتدارسوا شؤونهم ومستقبلهم وليحتاطوا من عمليات ابادتهم فلا دولة تحميهم وليس هناكَ من يشغل نفسه بهم فليعملوا هم لحماية انفسهم و العمل على اخذِ حقوقهم بالشكل الاصولي الحضاري ولكن دون تلكؤ او ضعف او خوف و لينظّموا شبابهم للقيام بواجب الحراسة والمراقبة والنصح والارشاد للدفاع عن انفسهم وعدم التجمع والحذر من ان يكونوا طعما سهلا لاعدائهم.
وصدقَ من قال:ما حكَ جلدُكَ مثلُ ظفرك..

ابراهيم بازكير
السويد ـ 3/6/2007
ibrahimbazgir@yahoo.se