مرة أخرى عن عصابات الإرهاب الصدرية!

أكد السيد وزير خارجية العراق ما أشارت له الأوساط والصحافة البريطانية في حادث خطف الجنود البريطانيين في بغداد، من ضلوع جيش المهدي وأعوان الصدر في الشرطة العراقية. من الواضح أن أصابع إيران وراء هذا الخطف، الذي هو أسلوب للرد على حملة القوات الأمريكية والبريطانية ضد الإرهابيين المهدويين،، وللرد على اعتقال ضباط الحرس الثوري في كل من أربيل وبغداد.
لقد عاد الإرهابي الطائفي مقتدى، تابع خامنئي وأحمدي نجاد، ليشن سلسلة جدية من عمليات الإرهاب، هذه المرة باسم منازلة الاحتلال. عاد هذا الشخص الأمي في الفقه، والمدعي للقب " حجة الإسلام"، ليستمر في نشر الموت والدمار، جنبا لجنب مع أعوان صدام والتكفيريين. لقد عاد ليضيف حملة ضارية جديدة ضد العراقيات بإصداره فتوى بأن كل من لا تلبس الحجاب الطالباني هي فاجرة تستحق الحبس في البيت. هذا ما ورد في بيان ما يدعى بقواعد جيش المهدي، وهو البيان الذي علق عليه الدكتور عبد الخالق حسين في مقال أخير له.
لقد تبين من المحادثات الأمريكية ـ الإيرانية في بغداد أن نظام ولاية الفقيه لا يمكن أن يكف تدخله في العراق، وما عودة مقتدى الصدر إلا دليل جديد على ذلك. إن ما تريده إيران هو فرض الوصاية على شيعة العراق وعلى العراق نفسه.
لكننا نقف لنتساءل: أين حكومة المالكي من عمليات خطف تجرى في قلب بغداد وفي مبنى أمني حكومي؟! في العام الماضي خطفت قوات من الشرطة العراقية وجيش المهدي أكثر من مائة عراقي من وزارة التعليم العالي وفي وضح النهار. هل جرى تحقيق ما؟! هل تمت ملاحقة المجرمين؟! كلا مع الأسف. ونسأل السيد رئيس الوزراء الذي تحترم إخلاصه ونزاهته، ترى متى ومتى ينفذ بنود الدستور في تحريم وجود مليشيات مسلحة، ومتى يفي بوعوده المتكررة حول حل المليشيات؟!
إن الوضع العراقي مأساوي وخطير جدا، والعراق في مأزق لا يبدو في الأفق أي أمل جدي في الخروج من نفقه المظلم. وعودة السيد مقتدى، بعد تلقي تعليماته الجديدة من الحرس الثوري، تهديد جديد لأمن العراقيين وسلامة المواطنات والمواطنين.
إننا نقول: مادام السيد وزير الخارجية يؤكد ضلوع جيش المهدي في خطف البريطانيين، فأين هي ضغوط الجبهة الكردستانية والقائمة العراقية على السيد المالكي للإقدام أخيرا على حل هذا الجيش الإرهابي، واعتقال الصدر لما اقترفه ويقترفه أنصاره من جرائم يومية وبشعة؟؟
ألا تؤكد الأحداث كل يوم على أن الحكومة، ومهما كانت نزاهة السيد المالكي وحسه الوطني الصادق، عاجزة عن حل المليشيات، وعلى أن الوضع العراقي الخطير للغاية بسبب تفاقم موجة وسعة عمليات الإرهاب، التي تنفذها يوميا قوى البعث الصدامي والتكفيريون وعصابات الجريمة المنظمة، يتطلب إعلان الطوارئ وقيام حكومة مستقلة وقوية ومصغرة من عسكريين ومدنيين لتركيز كل الجهود على المسألة الأمنية، وضرب جميع قوى الإرهاب ومنها جيش المهدي، بلا هوادة ولا تنازلات. كما أن مثل هذه الحكومة، التي سبق أن اقترح قيامها عدد من الكتاب الوطنيين العراقيين، هي وحدها قادرة على تنظيف القوات العراقية من كل العنصر التابعة للمليشيات المتسللة إليه بكثافة.
إن الوضع الراهن لتركيب الشرطة خاصة، وضلوعهم مرارا في عمليات الخطف والقتل في البصرة وبغداد، يثيران لدينا كل الشكوك حول جدوى وفاعلية نقل القضية الأمنية للسلطات العراقية في الوقت الراهن. إن تطهير جهاز الشرطة هو من الشروط الأساسية لضمان نجاح الحملة ضد قوى الإرهاب المجرمة.

عزيز الحاج
31/5/2007