وزارة الداخلية وسقوط ورقة التوت

في قرار غريب من نوعه وعجيب في مضمونه تدعو وزارة الداخلية كافة منتسبي الأجهزة الأمنية السابقة بالعودة للخدمة في اجهزة الأمن .
اية خدمة تدعوهم اليها يا سعادة الوزير المحترم ! هل هي خدمة القتل في السجون من جديد ام خدمة التعذيب ، ام خدمة القتل الجماعي ، ام خدمة عمليات انفال جديدة وتسفيرات للفيليين مرة اخرى، ام خدمة التجسس على ابناء الشعب.
اي خدمة تريدها من اعوان النظام السابق يا حضرة وزير الداخلية الموقر ! وماذا سيقدمون لك من خدمة هؤلاء المجرمين المنتمين الى الأجهزة الأمنية السابقة ، لماذا تريدون ارجاع هؤلاء القتلة والمجرمين الى الخدمة ؟ هل يوجد عجز في منتسبي اجهزتكم الحالية . ام مثلما يقول المثل من قلة الخيل شدوا على الكلاب سروج . صحيح كما يقال ان الخيل بخيالها واليوم خيالتنا كلهم من الصنف الجبان او من الصنف الذي لا يحل ولا يربط .

كان الحاكم السفير الأميركي بول بريمر شجاعا جدا عندما اعلن عن اعظم قرارين في تاريخ العراق . عجز كل قادة العراق اليوم من الوصول او اصدار مثل تلك القرارات الشجاعة وهي حل الجيش العراقي المهزوم والذي شارك في الدفاع عن حكم النازي المجرم صدام حسين واعوانه لمدة تزيد على ثلاثين عاما وقانون اجتثاث البعث الذي يدعو الى اجتثاث العقول النازية والفكر البعثي النازي العفلقي الذي دمر كل مكونات العراق الحضارية والأنسانية ومسخ الفكر الثقافي ليحل محله فكر نازي مبني على التدمير والقتل .

ان الجيش العراقي وحزب البعث هما مؤسستان نازيتان بل اكثر من الفكر النازي واعمق في الهمجية وحق الحق بحلهما واجتثاث افرادها ، هذه المؤسسات التي شبهها بريمر بالمؤسسات النازية التي سيطرت على المانيا في الثلاثينات والأربعينات والتي جاء الرئيس ايزنهاور ليعلن حلها وتحريم عملها . هل درسنا التاريخ وتعلمنا من تجارب الشعوب التي سبقتنا في قلع جذور الارهاب والنازية والقتلة .

اليوم وبعد اربع سنوات من الجريمة المنظمة التي يقوم بها افراد الأمن السابق ورجال الجيش الفارين وحرس صدام ، يحاول المتخاذلون في الحكومة العراقية الحالية بدءا من رئيس الجمهورية الى رئيس الوزراء الى وزير الداخلية وكل الجوقة من الجبناء بالهرولة للمصالحة مع البعثيين والصداميين والقتلة وافراد الامن والحرس الجمهوري الصدامي خوفا على كراسيهم وعروشهم التي تهتز تحت اجسادهم .

سوف يثأر الشعب ويعلن غضبته عليكم بسبب مبادرات المصالحة والمناطحة والمباهات مع البعثيين والصداميين والقتلة ، هذه الحكومة بدلا من ان تلتفت الى احتياجات الشعب والتي عجزت عن تلبيتها مثل اعادة الكهرباء واصلاح التعليم والبناء ورعاية المنكوبين صار جل همها هو تقبيل خدود البعثيين ومصافحتهم بحجة واخرى وبمبادرات للتنازل المهين سأم منها الشرفاء من ابناء الشعب .

ليس من حق وزير الداخلية ان يطالب بعودة منتسبي الامن في زمن صدام الى الخدمة ، هذه المؤسسة النازية شاركت بتعذيب الملايين من الشعب يجب ان يحال منتسبيها وافرادها من المجرمين للقضاء من دون استثناء ومحاسبة كل منهم على ما ارتكبوه بحق الملايين من الشعب . وعندما يتمادى وزير الداخلية بدعوتهم الى الخدمة فان اقدام واحذية الملايين من ابناء الشعب جاهزة لتدوس على راسه وتمرغله بالوحل ان اقدم على مثل هذا العمل الجبان .

كان المفروض من وزير الداخلية ان يفكر بعودة الضحايا وابناء المقابر الجماعية للخدمة اولا وعودة المهجرين الى ديارهم قبل ان يستعرض علينا عضلاته بارجاع المجرمين للخدمة ويتودد اليهم باحالتهم على التقاعد بدلا من احالتهم على القضاء لينالوا جزاءهم العادل .

بدأ المسوؤلون في الدولة يتخاذلون واحدا بعد الاخر ، لقد بدأ رئيس الجمهورية مشروع التخاذل بدعواته اليومية والمتواصلة للمصالحة مع البعثيين بحجة انهم يختلفون عن الصدامين ومحاولة حصرهم بفئة قليلة وتسميتهم بالصداميين ، ان البعثيين هم صداميون ويجب معاقبتهم ومحاسبتهم كل حسب نوع جريمته فلا يوجد بعثي جيد وبعثي غير جيد ان افضلهم على اقل تقدير هو من كتب تقريرا ليكسر بتقريره رقبة مسكين ويحيل حياته الى جحيم .

ان مبدأ العفو عند المقدرة لا يعني ان تعيدهم الى نفس مستوياتهم التي كانوا عليها يوم سقوط الصنم ، لقد تهاون رئيس الجمهورية في عقوبة المجرم نزار الخزرجي بطل مجزرة الأنفال وساهم في هروبه الى خارج العراق كما تهاون في عقوبة ومحاسبة المجرم وفيق السامرائي بل والأنكى والأدهى تم تعيينه مستشارا في ديوان رئاسته ، ونفس الكلام ينطبق على هروب عائلة صدام الى الأردن وهم محملون بمليارات الدولارات والتهاون مع من نهبوا البنوك والمصارف والمتاحف والسماح بملاذ آمن للوزراء الحرامية امثال الشعلان ومشعان الجبوري وايهم السامرائي وغيرهم الكثير .

يخرج علينا وزير الداخلية الذي فقد العراق في عهده وفي زمن حكومته الأمن والأمان ، يريد ارجاع منتسبي الأمن ورجال الامن في زمن صدام للعمل في دوائر الأمن من جديد ، يا للخيبة والعار الذي اصابكم يا رموز حكومة المالكي ، هل هذا هو العهد الذي قطعتموه للناخبين ، هل هذا هو القسم الذي اقسمتوه للشهداء ، هل هذا هو الجزاء الذي تقدموه لمن ناموا في المقابر الجماعية .

يا وزير الداخلية عليك الأهتمام بعودة المهجرين في ديالى الى ديارهم ومن ثم حمايتهم وعليك بعودة الامن في البياع والدورة والفضل والأعظمية وكل المناطق الساخنة ، اذا كنت عاجزا اترك الكرسي لغيرك ، ولا تورطنا معك بعودة المجرمين من منتسبي الأمن في زمن صدام . يا وزير الداخلية فكر بايقاف من يقوموا بتفجير الجسور ، عليك بايجاد المجرمين من اعوان النظام وضباط الأمن السابق منفذي مجازر الصدرية ومن قتل الكرد الفيليين في الساحات العامة بشاحنات كبيرة مفخخة ، لتكن اولوياتك الوقوف مع الشعب المسكين وليس مع المجرمين .
هل تدلنا يا سعادة الوزير من هم منفذي تفجيرات السيارات المفخخة بالكلور وحامض النتريك .

ان الجيش النازي تم حله بقرار شجاع من السفير الأميركي بول بريمر وهو اشرف واشجع منكم يا قادتنا المنتخبين ، لقد نفذ حكم الشعب بدلا منكم ، لقد اثبتت الأيام انكم المتخاذلون وبريمر هو الشجاع .

اذا كنت يا وزير الداخلية لا تستطيع ان تحمي موقعك ومنطقتك الخضراء عليك بالأستقالة فورا ، واذا كنت لا تستطيع ان تحمي الشعب من الأرهاب فعليك بالبحث عن منصب اخر في مركز امانة العاصمة .

يبدو ان الزعماء الكرد تخلوا ايضا عن مطالبهم بحل الجيش العراقي السابق ، وصار كل واحد منهم يتسابق بالدعوة للمصالحة مع البعثيين ، صاروا خائفين ومرعوبين على مناصبهم ، فهذا نائب كردي فاشل بكل المقاييس السياسية يخرج علينا يوميا يمسح بانفه وينادي بالدعوة للمصالحة مع البعثيين بحيث يعتبرهم كوادر متقدمة ويجب الأستفادة منهم .

نقول لكم بلسان الشعب هل استنفذتم الأستفادة من الشرفاء والوطنيين يا سيادة النائب الكردي المحترم حتى تبادر بالدعوة للمصالحة مع الكوادر البعثية ، هل دعوتم الكوادر الكردية والعربية في الخارج ووفرتم لهم كل المتطلبات والمستلزمات التي تجعلهم يعودون الى ديارهم ؟ هل قدمتم لهم نفس الامتيازات التي قدمتوها لظافر العاني البعثي الصدامي الذي اوصلتموه للبرلمان بالقبلات ؟ هل دعوتم الناس الشرفاء في دول اوربا واميركا وبقية ارجاء العالم ؟ ام انكم تفكرون ليل نهار فقط بالمطلق والضاري والعاني والدليمي ومن على شاكلتهم من المتهورين والموتورين ، هؤلاء الذين تساندوهم هم من يقود الأرهاب بكل اصنافه ومن دول مجاورة للعراق تعرفونهم حق المعرفة ولكنكم تتجاهلون خوفا على مناصبكم .

هل نذكركم بما قاله بريمر في بداية تسلمكم عرش الحكم الشهري ، قال بريمر أن الزعماء الأكراد داخل العراق أخطروه بنيتهم الإنفصال والاستقلال إذا لم يُحل هذا الجيش . والمقصود حل الجيش العراقي الصدامي البعثي العقائدي ، هل نسيتم اقوالكم ، انها مدونة ومكتوبة ومسجلة ومحفوظة يا قادتنا الكرد ام ان المناصب قد اعمت بصيرتكم وأنستكم الأنفال وحلبجة والتسفيرات والأبعاد القسري في كركوك وما جرى بحق الفيليين .

ان الجيش الصدامي المهزوم لم يتم حله لقد عاد افراده تباعا الى الخدمة بسبب تخاذل المسوؤلين وجبنهم ، لقد استسلم من سلمناهم القيادة امام الضربات القوية التي يوجهها اليهم الارهابيون ، ليس لان الأرهابيين اقوياء بل لان المسؤولين الحاكمين معظمهم سراق وحرامية وجبناء وفاسدين اداريا ومعنويا وقد وصل بهم الفساد الأخلاقي والمجون على حساب الشعب المنكوب بقياداتهم المتهرية والجبانة حدا لا يوصف وصار يزكم الأنوف واصبحت السمكة ذات رائحة كريهة من رأسها الى ذيلها . ان حفلات المجون في المنطقة الخضراء سيتم الكشف عنها وسيفضحكم جهلكم وبعدكم عن الشعب وستلقون المصير المناسب في الوقت المناسب .

نريد حكومة قوية تساند الشعب وتعمل معه وتسانده ولا نريد حكومة تسرق اموال الشعب وتطعنه بالظهر ، لا نريد حكومة تسرق الشهادات العلمية ويدعي معظم اعضاءها انهم حملة شهادات عليا ودكتوراه ووحقيقة الأمر ان شهاداتهم العلمية مزورة ، يا خيبتكم ويا خيبة مناصبكم التي وصلتم اليها بالشهادات المزورة .

لا يصمد امام الحق من كان كيانه مزورا ولا يصمد امام الأعداء من كان كيانه مهزوزا ولا يصمد طويلا من كان في عقله لوثة فساد إداري وفساد مالي وفساد اخلاقي وفساد سياسي وفساد اجتماعي ، لا يستطيع ان يغير مجتمعا من كان جاهلا ويحتاج الى تغيير .

ان الشعب سوف يزلزل عروشكم وستنزلون الى الهاوية من قمم اهراماتكم ، ستطيحون مثلما طاح الصنم الصدامي من قبلكم ولن تنفعكم الأموال والبيوت والقصور التي سرقت من افواه الناس ومن قوت الشعب ، سوف يدوسكم الشعب ولن يدوم الظلم والتاريخ خير شاهد على ما نقول .

ضياء السورملي

المصدر: الاخبار، 19/05/2007