مازال الشعر رافضيا

كان الشيعه ونتيجتا الى منوائتهم الى الحكومات منذ ان شعروا بسلب حقوقهم ومنها شعورهم بسلب حق الامام علي وخلافته(عليه السلام) .وبعد ماتحولت الخلافه من الامام الحسن (عليه السلام) بعد تنازله حقننا للدماء. اصبحوا الشيعه هم الذين يمثلون المعارضه على طول فترة حكم هذه السلالات والدول.كان هذا سبب الذي جعل الشيعه ان تكون دائما في الجانب المعارض واقرب للخروج او كما يقول الكاتب حسن العلوي أن السنة والشيعة عند تأسيس العراق الحديث رضخوا لقسمة كان كل منهم فرحاً بنصيبه منها، فالسنة أخذوا الوطن والشيعة أخذوا الوطنية، ومن يأخذ الوطن يأخذ معه القانون والثروة والتعليم والجيش المدجج والسفارات والسيادة المطلقة، ومن يأخذ الوطنية يأخذ أدواته المعهودة، منشوراً سرياً، وشعاراً على الجدران الخربة وبندقية صدئة في الأهوار، فالشيعه اقتنعوا وقبلوا في هذا المنصب الذي نصبهم به مواقفهم وتمسكهم وولائهم الى ائمتهم وعلمائهم. اما السبب الاهم فهو فاجعه الامام الحسين عليه السلام في كربلاء حيث كان لها الاثر الاكبر في اغناء التراث االادبي العربي في شعر الرثاء الفاجعه التي حلت في ريحانه المصطفى وخلقت العبره في النفوس وكذلك شعر الهجاء الذي هو كان المحور في دفاع الشيعه عن اعتقادهم وتمسكهم في احياء الشعائر الحسينية حيث كان الشعر يلعب دورا في تحريك القضية وايصال ما يراد ايصاله ولدور الشعر المعروف في ذلك الزمان حيث انا القضيه اذا اراد لها ان تنشر نظمه شعرأ.وكذلك في فضح زيف الانظمه المتعاقبه التي لم تكن تحفظ للشيعه حقوقهم . هذه الاسباب كانت وراء انفراد الشعراء وانحياززهم الى القضيه الشيعيه و تفرد الشيعه في ميدان الشعر حيث برزوا شعراء كثيريين او قل ان اغلب شعراءعصر صدر الاسلام والعصر الاموي والعباسي تغنوا بفاجعه الطف عندما يسمح لهم وضعهم وغياب الرقيب لانه لطالما قطعت الايدي وسملت العيون من اجل بيت من الشعر لذلك حافظوا الشيعه علي اشعارهم واخفوها كما فعلوا مع تشيعهم سرا.وقد كان العراق هو مصنع لهؤلاء الفحول .فقد كان العراق وبسبب وجود مدارس البصره والكوفه الاثرالاكبر لنشاءت جيل الشعراء ولان ارض العراق هي ارض لائمه اهل البيت وعلى ترابها استبيح دم ابي الشهداء فقد تغنوا بملحمه الخلود وسفر المقاومه الخالد الامام الحسين حتى دخل النصارى واصبحوا يزاودون المسلمين على وصف الامام الحسين وواقعه كربلاء فاصبح عبد المسيح الانطاكي يزاود دعبل الخزاعي وقصيده شاعر الجنوب عبدالرزاق عبدالواحد وهو صابئي الديانه لا تقل نظاره عن عينيه الجواهري. والعشرات الاخرين .وما يهمنا الان هو ما ذكر على لسان عميد الادب العربي (مازال الشعر رافضيا) حيث لم يكن الكلام منقصتا وهو أول كاتب من المتأخرين أسقط تهمه عبدالله ابن سبأ عن الشيعة حيث قال هذا من مختلقات اعداء الشيعة او قولا طائفيا مثلما كان كلمه توصيف لما هو عليه الفكر الشيعي المتصف بالرفض لكل الحكومات المتعاقبه بل كان قوله في اشار الى الشعر والخصوصيه الحسينيه لان هذا الشعر كان له نكهته الخاصه التي تميزه عن غيره فقد كان يقال الى الشاعر الذي يحسن القصيده انه يترفض والاكثر من ذلك فقد كان اكثرشعراء العرب والعراق من هذا النوع الذي اراده الكاتب طه حسين فالكثرمن شعراء العرب والعراق من هذا النوع وكان اغلبهم من الشِّيعة وهم على طبقات
الأُولى: طبقة الصَّحابيين : وأعاظم شعراء هذه الطبقة كلّهم من الشِّيعة ، أوَلهم النابغة الجعدي ، شهد مع أمير المؤمنين عليه السَّلام صفين ، وله فيها أراجيز مشهورة ، وعروة بن زيد الخيل ، وكان معه بصفين أيضاً ، ولبيد بن ربيعة العامري نصَّ جماعة على تشيِّعه ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة المشهور ، وابو الأسود الدؤلي ، وكعب بن زهير صاحب ( بانت سعاد ) ، وكثير من نظرائهم الطبقة الثانية: المعاصرة لطبقة التابعين : كالفرزدق ، والكميت وكثير عزَّة ، والسيِّد الحميري ، وقيس بن ذريح وأقرانهم . الطبقة الثالثة: من بعدهم من أهل القرن الثاني : كدعبل الخزاعي ، وأبي نؤاس ، وأبي تمّام ، والبحتري ، وديك الجن عبدالسلام ، وأبي روى نصر بن مزاحم في وقعة صفين للنابغة الجعدي جملة من الابيات الشعرية ألقاها في أيام تلك الواقعة منها
لَيتَ شِعري إذا مَضى ما قَد * مَضى وَتَجَلّى الامرُ للهِ الاجَل
مـا يـُظـنن بـناسٍ قَتلوا * أهلَ صفين وَأصحابَ الجمل
أيـَـنـامونَ إذا ما ظَلَموا * أم يـَـبيتـُون بخَوفٍ وَوَجَل
قال ابو الفرج الاصبهاني في الاغاني كان لزيد الخيلَ ابن يقال له عروة ، وكان فارساً شاعر ، شهد القادسية فحسن بلاؤه فيها ، وشهد مع علي بن أبي طالب عليه السلام صفين ، وعاش إلى إمارة معاوية ، فاراده على البراءة من علي عليه السلام ، فامتنع عليه وقال
يُحاوِلُني معاويةُ بنُ حَربٍ * وَليسَ إلى الذي يَهوى سَبيلُ
على جَحدي أبا حسن عَليّا * وَحَظي مِنْ أبا حَسنٍ جَليلُ
الشيص ، والحسين بن الضحّاك ، وابن الرومي ، ومنصور النمري ، والأشجع الأسلمي ومحمَّد بن وهيب وصريع الغواني وبالجمله فجلّ شعراء الدولة العبّاسية في هذا القرن والَّذي بعده كانوا من الشِّيعة ، عدا مروان بن أبي حفصة وأولاده
وكذلك الطبقة الرابعة أهل القرن الرابع من الثلاثمائة فما بعد مثل متنبي الغرب ابن هاني الأندلسي وابن التعاويذي والحسين بن الحجّاج صاحب المجون والمهيار الديلمي وأمير الشعراء الَّذي قيل فيه بُدى الشِعر بملِك وختِم بملِك وهو أبو فراس الحمداني . وكشاجم والناشئ الصغير والناشئ الكبير وأبو بكر الخوارزمي والبديع الهمداني والطغرائي وجعفر شمس الخلافة ، والسري الرفاء ، وعمارة اليمني ، والوداعي ، والخبز أرزي والزاهي وابن بسّام البغدادي والسّبط ابن التعاويذي ، والسَّلامي ، والنامي

وبالجملة : فأكثر شعراء ( يتيمة الثعالبي ) ـ وهي أربع مجلدات ـ من الشِّيعة ، حتى اشتهر وشاع من يقول : وهَلْ تَرى مِنْ أديبِ غيرَ شيعي
وإذا أرادوا أنْ يُبالغوا في رقة شعر الرجل وحسنه قَالوا يَتَرفَّض في شعره
وقد يُعدّ المتنبي وأبو العلاء أيضاً من الشِّيعة وربما تشهد بعض أشعارهم بذلك
هذا سوى شعراء الشِّيعة من قريش خاصة ، مثل : الفضل بن العباس ابن عتبة بن أبي لهب ، المُتَرجَم في الأغاني وغيره وكأبي دهبل الجمحي وهب بن ربيعة.
أو من العلويين خاصة . كالشريفين الرَّضي والمرتضى والشريف أبي الحسن علي الحِمّاني بن الشريف الشّاعرِ محمَّد بن جعفر بن محمَّد الشَّريف بن زيد بن علي بن الحسين عليهم السَّلام وكلّهم شعراء وكان الحِمّاني يقول : أنا شاعر وأبي شاعر وجدي شاعر. ومحمد بن صالح العلوي الَذي ترجمه في الأغاني وذكر له نفائس الشعر ، والشريف ابن الشجري . . .الى كثير من أمثالهم من شعراء الشيعة العلويين
كما في كتاب ( نَسمة السحر فيمن تَشيَّع وشعر ) للشريف اليماني فسيجد نبذة صالحة منهم بل ومن شعراء الأمويين الشيعة كعبد الرحمن بن الحكم أخي مروان ابن الحكم ، وخالد بن سعيد بن العاص ، ومروان بن محمَد السروجي أموي شيعي هكذا ذكره الزمخشري في ربيع الأبرار.
فالمتتبع الى تاريخ الادب والشعر العربي في كل اشكاله وعصوره سوف يجد الكثير من ذلك وسوف يعلم ان مايفتخ به العرب اليوم من تراث ادبي محفوظ في بطون كتب التاريخ والملاحم هو ما ابدع به الشعراء كان جلهم من الشيعه كانوا هؤلاء حاضرين في المعارك يضرمون الحماس في نفس العسكر كما كان يفعل المتنبي وابو فراس الحمداني او يردون عن الاسلام واهل بيت الرسول كما فعل الفرزدق المهيار ودعبل هذا غيض من فيض مما ذكر في كتب التاريخ وماخفي كان اعظمَ

عقيل عبدالله الازرقي
akeeloff@yahoo.com
19/5/2007