كلمة في الذكرى السنوية لشهداء الكرد الفيليين

ان من دواعي الوفاء و من مقتضيات قيم الخلق القويم ان نقف بكل اجلال وخشوع لنستذكر بكل تقدير شهداءنا الاعزاء نقف لنحيي هذه الذكرى المقدسة التي تحل في مثل هذه الايام و بداية من يوم 4 نيسان 1980 عسى ان نوفي و لو جزءا يسيرا من تضحيات اولئك المضحين بارواحهم الغالية من اجل وطنهم العراق كل العراق وطنا وشعبا وبكل مسميات اهله الطيبين كما و انهم ضحوا بارواحهم العزيزة من اجلنا نحن الكرد الفيليين ابناء هذه الشريحة الاصيلة الطيبة من ابناء الامة الكردية. شريحة الكرد الفيليين الذين تعودوا ان يعطوا و لا ياخذوا فكانوا مواطنين مخلصين اوفياء لوطنهم مضحين دون مقابل مناضلين دون جزاء فكانوا الشجرة المثمرة التي تعطي ثمارها لمن ترميها بالحجارة , اخواتي و اخواني الاعزاء ـ لااجد ضرورة لاستعرض ماسي و الام تلك السنين العجاف التي مرت على الكرد الفيليين و لا اذكر تضحياتهم الكبيرة فذلك سجل طويل و معروف لديكم لكن الاهم الذي يجب قوله هو اننا جميعا لم نحقق لاخواننا و لانفسنا مكسبا ذا عمل و انجازا مهما حتى لو كان صغيرا فاذا كانت الضروف الصعبة الشائكة التي يمر بها وطننا العزيز تتحمل بعض الاسباب في تهميشنا و في نسيان و اهمال حقوقنا.
فان تقصيرا كبيرا جدا يقع على عاتق الذين بيدهم الحل و الشد الذين يديرون دفة الحكم في العراق فليس من العدل ان نلقي باللائمة على الظروف فقط و نبرئ المقصرين الناكثين للوعود و العهود .اخوتي الاعزاء لا يجوز ابدا ان نبرئ انفسنا من التقصير و التراخي تجاه حقوقنا و ابناء شعبنا فالى متى هذا التفرق و التشرذم و التشعب في احزاب و جمعيات و تكتلات اليس هذا علامة من علائم الضعف و ضياع الهيبة و القوة و الحقوق ؟
ان الفرقة لا تجلب حقا و لا تنصف مظلوما و ان التفكير في المصالح الذاتية الضيقة هو خطا كبير و بعيد عن مصالح الجماهير و استهانة بتضحياتهم فما اشد حاجة الكرد الفيليين الى الاتحاد و الوحدة و التظافر و التلاحم و توحيد الجهود و الاحزاب و الجمعيات و الافكار و السير وفق منهج علمي واضح يبدا بالاهم ثم المهم و الا فلا امل في خير يرجى اذا بقينا كما نحن .
اخوتي الاعزاء اننا و بهذه المناسبة نتقدم الى السادة المسؤولين في الحكومة العراقية و بشخص رئيسها السيد نوري المالكي و الى الاخوة في مجلس النواب و الى كل الكتل و الاحزاب العراقية ان يلتفتوا الى الكرد الفيليين و رفع الحيف عنهم في الغاء كل ما في قوانيين الجنسية القديمة و الحديثة من غبن و تفرقة و اضطهاد و ان يصدروا قانونا للجنسية ينسجم مع الدستور في نظرته الى المواطنين بعين سواء و بعدل مطلق و ان يرفعوا هذا الظلم الازلي كما و نطالبهم بالمساعدة في ارجاع جميع الحقوق المسلوبة التي لم تعد الى اصحابها رغم مرور اربع سنوات كاملة على سقوط ذلك النظام الجائر .اخواتي و اخوتي يكفي الكرد الفيليون فخرا انهم كانوا و لا زالوا يفخرون باخلاصهم ووفاءهم تجاه شعبهم و تربة وطنهم حتى صار اخلاصهم مضربا للامثال فلم يسبق ان انحرف احد منهم في خيانة للوطن او تجسس عليه لانهم اعطوا انفسهم و ارواحهم و بكل رضا و سعادة للعراق و تجدهم و هم منتشرون في كل دول العالم سواء كانوا سعداء ام تعساء فان قلوبهم تخفق للعراق و ارواحهم ترنو اليه .
فسلام على شهداءنا الابرار
و سلام على المضحين الفاقدين لاعزاءهم من الامهات و الاباء و الابناء و الاخوة و الاخوات
و سلام على يوم الشهيد
و سلام على الخالدين في القلوب و الخالدين عند الله في جناته الوارفة .

ابراهيم بازكير
السويد في 2007-04-04