المواطنون يطالبون المالكي بالثأر لدماء الصدرية

ثلاث فرق تنتشر في جانبي بغداد وملامح الخطة الأمنية تبرز على الأرض
بغداد ـ الصباح
أظهرت مجزرة الصدرية مطلباً شعبياً بضرورة الاسراع بتنفيذ الخطة الأمنية، تجلّى في دعوات اطلقها برلمانيون ومواطنون لقطع دابر مثل هذه الاعمال الارهابية. وتدل المؤشرات على اقتراب تنفيذ الخطة استناداً

الى معلومات تفيد بتطبيق خطة انتشار رافقها تكثيف واضح في الوجود العسكري، او تنقل القطعات أو حركة المفارز السيارة.وكانت المجزرة التي اوقعت مايقرب من 500 ضحية بين شهيد وجريح مساء السبت أثارت وجدان الشارع ودفعت المواطنين الى البدء بتنفيذ الخطة التي قال عنها مسؤولون: إنها ستكون كفيلة بانهاء العنف.ويعتقد سياسيون وبرلمانيون ومواطنون التقتهم”الصباح “(تفاصيل ص2) أن التأخر في تنفيذها يعني اعطاء الارهابيين متسعاً من الوقت لاقتراف مجزرة أخرى. وطالبوا بأن تبدأ خطة الهجوم على الارهاب من تحت دخان الصدرية التي يجب أن تكون وثيقة على عدم الرحمة بكل من حاول ويحاول هتك الدم العراقي.هذا وكشف الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ اليوم عن ان قائداً عسكرياً كبيراً سيعلن قريباً امام البرلمان انطلاق الخطة الامنية الجديدة خطة( فرض القانون).وقال الدباغ في تصريح صحافي امس الاول: ان قائد خطة فرض القانون سيعلن بدء انتشار القطعات العسكرية ضمن الخطة قريباً امام مجلس النواب العراقي مضيفاً ان هذا اليوم اصبح قريباً جداً.ودعا النائب عن الائتلاف عباس البياتي الحكومة للاسراع في تنفيذ الخطة الامنية على شكل اجزاء اذا لم تكتمل استعدادات القوات المشاركة فيها.وقال البياتي لـ”الصباح“: ان القوى الارهابية تحاول كسب المعركة نفسياً واعلامياً من خلال استهداف الاماكن العامة، مؤكداً ضرورة ان تبدأ الحكومة بتنفيذ الخطة الامنية الجديدة وتضرب بقوة كل من يخرج عن القانون.واضاف” يجب تقسيم بغداد على قطاعات لشن حملات لتطهير هذه المناطق من اوكار الارهاب والجريمة في حال لم تكتمل استعدادات القوات الامنية لتنفيذ الخطة الامنية “.من جانبه طالب الدكتور محمود المشهداني رئيس البرلمان في بيان تلاه في جلسة مجلس النواب، الحكومة باعتماد اسلوب الضربات الاستباقية للجماعات الارهابية والضرب بيد من حديد والتحرك عليها ضمن المعلومات الاستخباراتية المتوفرة لدى الاجهزة الامنية لضمان نجاح الخطة الامنية الجديدة.فيما قال هادي العامري رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان: ان الهدف من الاعمال الاجرامية والارهابية الاخيرة التي استهدفت الابرياء هو تدمير العراق واجهاض العملية السياسية، داعياً الى اتخاذ تدابير امنية مشددة ومحاسبة المقصرين والافصاح عن اسماء الارهابيين القادمين من خلف الحدود.وعلى الارض تفيد المعلومات ان افواجاً من الفرقة التاسعة في الجيش العراقي فضلاً عن افواج مغاوير تابعة للداخلية اعادت الانتشار في بعض مناطق الكرخ فيما بدأت قطعات الفرقتين الخامسة والسابعة التابعتين للجيش بالانتشار في مناطق الكرخ.وتقول هذه المعلومات: ان دوريات جوية تقوم بها قوات اميركية لرصد منصات اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون فضلاً عن القيام باستطلاع عملية الانتشار وطرق المواصلات واية مخاطر قد تحدق بالوحدات اثناء انتشارها.ويرجح مقربون أن تقوم قيادة الخطة باصدار”باجات “ خاصة لجميع المشاركين بالعمليات لتفادي اقتحام الدخلاء لا سيما ان هذه” الباجات “ غير قابلة للتزوير.الى ذلك صرح ضابط اميركي كبير لمراسلي البنتاغون ان القوات العراقية والاميركية المتمركزة شمال بغداد تعد نقاط تفتيش لتصيد المتمردين الذين سيحاولون الهرب من العاصمة تفاديا للوقوع في شبكة مطاردة الارهاب في بغداد.
وقال الكولونيل بريان اوينز، قائد اللواء الثالث ومقره مدينة تكريت، خلال مؤتمر صحفي عبر الاقمار الاصطناعية: في اعتقادنا ان قوى التهديد سوف تحاول الانتقال الى المحافظات القريبة هربا من الضغط في بغداد والبحث لها عن ملاذات آمنة ثم تحاول انتظار ما ستسفر عنه العمليات في بغداد.
ويضيف اوينز ان لواءه، وهو جزء من الفرقة 82 المجوقلة، قد انشأ نقاط تفتيش محصنة عبر منطقة العمليات التي ستزود بجنود وافراد شرطة عراقيين، فضلا عن اجراء عمليات في الملاذات الآمنة المعروفة في محاولة للعثور على هذه القوى التي تشكل مصدرا للتهديد.ويستطرد اوينز قائلا: ان اللواء الثالث والقوات العراقية المشتركة في العملية، كانوا قد اعدوا انفسهم لحصول تدفق من المتمردين الى خارج بغداد خلال الايام الماضية، ولكنه يشير الى ان الاوضاع لا تزال هادئة نسبيا.

المصدر: الصباح، 6/2/2007