جند السماء

ما حدث في النجف من احداث دموية وقتل وتدمير والغموض الأعلامي ومن ثم تغييب الحقائق لا يفسر الا على ان ما حدث في النجف هو نسخة جديدة في زمن آخر لأحداث الدجيل الدامية في زمن المقبور صدام وبادوات تنفيذية مشابهه له من حيث الأسلوب والمعدات والقوة والقسوة وهوية الضحايا والأتهامات الموجهة لهم .

تخبطت الحكومة متمثلة بالمتحدث الرسمي عنها علي الدباغ ومن ثم مستشارها للأمن المفقود قوميا ووطنيا ومحليا اصلا من اول يوم تعين فيه هذا المستشار ، ومن بعدها على لسان مستشارها للأمن الوطني ولا ادري من يقود من ،خصوصا وان القتل اصبح مثل المنشار يتم عند الذهاب والأياب ، ولا ادري هل ان الامن الوطني يقود الأمن ويوجهه في العراق ام وزارة الدفاع والداخلية ام الامن القومي ،ام المليشيات الشيعية والسنية ام فرق الحمايات الخاصة ، ومن ثم جاءت تصريحات محافظ النجف ونائبه ويبدو من التصريحات ان الجميع نائمون في الظل وارجلهم في الشمس ، لان كل منهم يدلو بدلوه بشكل يدل على ان المسؤولين مشتتين او في الحقيقة مجتمعين في حفلة طرب للكاولية في المنطقة الخضراء وهي في هذه الايام اصبحت منتشرة في بيوت المسؤولين هناك ، حفلات ماجنة لا تدل الا على انحطاط اخلاقي كبير وبدأت افلام وصور حفلات الرقص الماجنة والدعارة تتنقل بين الشباب ويتباهون بها ، وبعدها يصرح مستشار وزارة الدفاع ليفحم الجميع بالخبرات الجبارة في وزارة الدفاع المنهوبة والمغلوب على امرها ، لم نفهم من كل هؤلاء اي شئ حقيقي لان الحقيقة غير موجودة في تصريحاتهم لا من قريب ولا من بعيد . مع الأسف اصبح هؤلاء القادة دمى متحركة باتجاه بوصلة الأموال والسرقات والمقاولات الكبيرة .

تساؤلاتنا هل ان ما حدث في النجف هو صراع شيعي – شيعي؟ ونقصد بذلك هل هو صراع على الممتلكات المنقولة وغير المنقولة الموجودة في المراقد الكبيرة في النجف الأشرف وكربلاء وما تدره على القائمين بالأمر من اموال خيالية يسيل لها لعاب المعممين وغير المعممين مثلما حصل في زمن وزير الدفاع السابق الهارب من وجه العدالة حازم الشعلان عند ضرب النجف ومحاصرتها في زمن رئيس الوزراء الأسبق السيد أياد علاوي ، انه صراع تجاري على الثروات يمثل شكلا رهيبا باسم سيد الشهداء وباسم تضحياته ، صراع بين المرجعيات الحقيقية والمزيفة ، صراع بين رجال الدين انفسهم من جهة وبين الأدعياء بالدين من جهة اخرى ، ومن ثم صراع الافكار لكل المقلدين داخل هذا المذهب المهم فيما بينهم خصوصا وان عدد ايات الله اصبح يمثل رقما كبيرا ويفرخ كل يوم حسب الأهواء فكل من هب ودب اصبح يلقب نفسه بهذا اللقب ، وكأن الله سبحانه وتعالى بحاجة الى مثل هؤلاء المتخلفين ممن يسمون انفسهم زورا آيات الله مع شديد احترامنا للمرجعيات الكبيرة المعروفة بتواضعها ونبلها وقدسيتها وشتان بين المرجعيات الحقيقية والمرجعيات المزيفة .

هل هو صراع بين العراقيين الشيعة مع الأيرانيين الشيعة؟ بحيث يترك الصراع آثاره الدامية بهذا الشكل المرعب ، ام انه صراع الولاءات الشيعية لمرجعياتها من اجل السيطرة على واحدة من اهم المدن المقدسة في العالم وهي مدينة النجف الأشرف ومدينة كربلاء مثلها مثل مدن مكة المكرمة والقدس وحاضرة الفاتيكان وكانتربري ، ان الحكومة لم تتوفق في توضيح حقيقة الصراع لانها مشغولة بصراعات النهب والسلب الشرعي للمناصب الحكومية ونهب المال العام وتوزيع الثروات بين ابناء عوائل محدودة استولت على الحكم بمساعدة الأميركان وحلفائهم عن طريق استغلال الدين ابشع استغلال من اجل اهانة الانسان العراقي والحط من كرامته بقتله من دون اي انسانية او من دون ادنى حرمة للبشر .

هل ان الصراع الذي حدث في النجف هو حقا بين القاعدة من جهة وبين الشيعة من جهة اخرى؟ اذا كانت هذه الفرضية صحيحة ، لماذا يقتل المدنيون الأبرياء الشيعة وغير الشيعة معهم ، ولماذا لم يتم تطويقهم من قبل جيش المهدي العقائدي الذي اتخموا اسماعنا به ليل نهار ، ولماذا لم تتحرك منظمة بدر لتتدارك الموقف قبل وقوعه وتستعرض عضلاتها الشيعية على انصار القاعدة ؟ وكيف وصل هؤلاء القتلة الى النجف بهذا التحرك الكبير والتنظيم الكبير ، في اي الفنادق الفخمة كنتم نائمون يا قيادي بدر ! واذا كانت قوات بدر وقوات جيش المهدي لم تتمكن من كشف المؤامرة فاين محافظ النجف واين كان قبله محافظ كربلاء ، لولا تدخل القوات الاجنبية في الوقت المناسب لكانت حدثت كارثة كبيرة مثل التي حدثت عند جسر الكاظمية فهل يتعظ مستشار الأمن القومي النائم في الكاظمية ويتوقف عن تصريحات الرنانة وهو الذي فشل في تنفيذ عملية اعدام صدام بشكلها الصحيح .

ثمة سؤال اخر هل ان الصراع هو نتيجة تدخل من السنة ؟ بعد ان وصل الأمر الى حد العلاقة الكارثية بين الشيعة والسنة بسبب تصريحات مخبولة لعدنان الدليمي في تركيا وتصريحات وفتاوى الضاري في كل مكان وبعد ان شعرت العائلة المالكة في السعودية بان عرشها الملوكي سوف يتزلزل بسبب قوة الشيعة القوة المنافسة لهم من جهة حدودهم الشرقية فحركت اموالها وبيادقها من السنة المخبولين من امثال الضاري والدليمي والحثالات المتعددة من السلفيين من اصحاب الفتاوى القابعين في قماقمهم في جدة وفي المملكة .

هل سيقدم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وكل مساعديهم الى محكمة الجنايات الكبرى في العراق بسبب مقتل اكثر من مائتين شخص بالطائرات والمدفعية الثقيلة والرشاشات واستخدام القوة المفرطة في صد الهجوم مثلما حدث في الدجيل ، هل سيعود القاضي رؤوف عبد الرحمن لكي يقف بمواجهة الرئيس العراقي الجديد واركان حكومته بسبب احداث النجف ام ان الموضوع مختلف والظرف مختلف وان القضاء له عدة اوجه . انها مسائل قانونية نريد ان يفتي بها لنا اصحاب القضاء ، وهل ان القضاء سيطالهم اليوم ام بعد ثلاثين سنة مثلما حدث لصدام واعوانه .

من الأسئلة المهمة التي نحتاج الى اجابات عنها ، من هم هؤلاء الذين يدعون انهم يمثلون المهدي المنتظر؟ وهل يوجد قانون دستوري او تشريع ديني او مذهبي يحدد اسس ظهور الحجة المهدي ويضع حدا لكل مخرف يدعي انه المهدي ويلعب بعقول البسطاء من الناس الذين شغلهم الفقر والجوع عن التفكير السليم ويقودهم بعد ذلك الى المهالك ويزج بهم في أتون حرب قاتلة .

من سيحاسب هؤلاء الذين تخمت بطونهم من المال الحرام ، وأين تذهب الأموال الخاصة بالوقف الشيعي وكيف تصرف ومن المسؤول عن طريقة الصرف والتصرف بها ، من سيفضح ويحاكم السراق للمال الحسيني ومن سيفضح التجارة الحسينية ونهب الفقراء واللعب بعقولهم ومن سيوقف الخرافات والتصرفات المبتذلة والطائشة التي تمارس باسم الحسين ( ع) ، نريد قانونا واضحا ومدروسا وتشريعا صحيحا يمنع الدجل والخرافات ويحمي تراثنا وديننا من البدع ومن الأدعياء الكاذبين المارقين .

لا يستتب الامن في العراق ولا تستطيع قوة ان تغير ما موجود في العراق اذا كان حاميها حراميها مثلما يقول المثل ، نحتاج الى انقلاب على هؤلاء الحكام الحرامية والمليشيات المارقة ، نحتاج الى انقلاب على اصحاب العمائم المزيفين الذين اساؤا الى الدين بكل قيمه واخلاقياته ، نحتاج الى انقلاب على الذات الشريرة التي تسيطر على مقاليد الأمور والحكم في العراق ، نحتاج الى تغيير شامل لكل هؤلاء الذين نسميهم اليوم الرموز ، انهم رموز الحرام ورموز الرذيلة ورموز الشر ، لقد عاثوا بارض العراق الفساد ، ونهبوه لقد حان الوقت للثورة على الطغاة الجدد ، حان الوقت للثورة الشاملة على الفاسدين المتهورين القتلة الذين استعملوا الدين واسماء الصحابة والأئمة جسورا للمرور على جثث القتلى من العراقيين ، لقد زوروا وشوهوا الحقائق والوقائع ، نحن بحاجة الى ثورة لتطيح بالرؤوس العفنة من مستشاريين أمنيين ومحافظين ووزراء سراق ونواب متخلفين ورئيس جمهورية غافل عما يجري في البلاد .

ضياء السورملي

31/1/2007