الدكتور عبد الهادي الخليلي والسيد بدر عبد الحسن

اطلعت على مقال ظهرعلى موقع كتابات بعنوان "شخص إيراني يشغل منصب الملحق الثقافي في السفارة العراقية بواشنطن" بأسم "بدر عبد الحسن"

ولقد أعتدنا على مثل هذه "المقالات" التخريبية التشهيرية وهي وكأنها تتبارى في التهافت تدهشنا كل مرة لا بسلامة المنطق وقوة الحجة ولكن بالشتيمة الرخيصة والتهم التي تكال جزافاً.
وفي اغلب الأحيان نغض النظر ونتجاهل هذه الإعتداءات لأن ما فينا يكفينا وعندنا ماهو أهم من المشاكل وبلدنا يحترق .

الا اني هذه المرة شعرت بشئ أكثر من الدهشة والأستنكار والغضب والأشمئزاز، شعرت ان هذا تجاوز كل الخطوط الحمراء والخضراء والبنفسجية حتى، ولايمكن السكوت عنه .
يتضمن "المقال" جملة تقريرية بسيطة : "والمعروف أن كافة عناصر السفارات العراقية يمارسون التزوير وبيع جوازات السفر" ...أنظر هنا الى كلمة "كافة" هذه، أي ليس فقط العاملين في القنصليات وإنما كافة العناصر بضمنهم المنظفين والسواق والدبلوماسيين. كل ماأقوله هو إذا كان الأمر هكذا لماذا لايقدم الكاتب - وهو على هذا الإطلاع الواسع - خدمة لوطنه وهو العراقي الأصيل الغيور وينشر مالديه من الأدلة ضد "كافة العناصر" في سفارتنا في واشنطن مثلاً ولاسيما وهو قد استهدفها .

ثم يمضي الكاتب الى هدفه فيقول .. "وكمثال على سلوك الغنائم للعصابات والأحزاب تم تعيين المدعو هادي الخليلي ملحقاً ثقافياً في السفارة العراقية بواشنطن وكلنا يعرف أن عائلة الخليلي هي عائلة إيرانية قح وقد سبق أن سفروا من العراق الى إيران". هكذا أسقط الدكتور عبد الهادي الخليلي بأن ألصق به صفة إيراني وحجته الدامغة هي العمل الأجرامي المشين الذي قام به صدام وزبانيته في تهجير بعض العراقيين الى إيران بتهمة "التبعية" .

ولاأدري إن كان من عائلة الدكتور الخليلي من اعتدي عليه بهذه الطريقة القذرة، لان تعيينه كان على أساس كفاءته لا حسبه أو نسبه، و لكن لابد لي ان اسأل و باسم كل من هجر على يد صدام حسين هل كان هؤلاء المهجرون إيرانيون فإن كانوا كذلك فماذا كانوا يفعلون في العراق تاركين بلدهم ؟ أم انهم كانوا عراقيين حاول اجدادهم الخلاص من ظلم الدولة العثمانية والتي كانت تريد تجنيد ابناءهم الزاميا؟ ترى هل يجعل هذا المنطق كل العراقيين اللذين منحتهم الدولة العثمانية جنسيتها اتراكا؟ لقد كانت مأساة تهجير العوائل العراقية وتشريدهم على الحدود مما ادى الى موت الكثير منهم ومن ابنائهم ونساءهم في حقول الالغام أو جوعا او عطشا أو فرائس للحيوانات الوحشية وصمة في جبين النظام الصدامي وكل من أيده في ذلك ويستحق من عانى منها كل مواساة وتعاطف لا كل تجريح.

وبعد، فاني أعرف بأن الدكتور عبد الهادي الخليلي هو من أقرب الناس الذين تعرفت عليهم في حياتي الى نموذج المواطن العراقي المثالي، وأن العراق هو الذي يفخر به وبأمثاله ولاحاجة له هو أن يفاخر أو يتاجر بأنتمائه العراقي كما يفعل البعض. إن تحصيله العلمي وإنجازاته الكبرى وخدماته الطويلة للعراق أوسمة معنوية يتقلدها ولو قلد أحد مثلها أوسمة مادية لضاق بها صدره مهما اتسع. وهو الى ذلك أنسان من الطراز الأول مثال في الكياسة والأدب والذوق والخلق والرحمة وحب المساعدة والتسابق الى الخير والترفع عن الصغائر. يشرفني أن أعرفه وأن أعمل معه . ولقد طلبت منه خلاصة لسيرته العلمية فأعطاني وثيقة بـ (36) صفحة كل صفحة منها بل كل سطر مفخرة، أرفقها لكم لأطلاع قرائكم .

هذا هو العراقي الفذ الدكتور عبد الهادي الخليلي فمن أنت ياسيد بدر عبد الحسن ومالذي قدمته للعراق "وللمثقف العراقي الشريف" الذي تتنادى بأسمه. قدم نفسك لنعرفك ويعرفك القراء ويقارنوا ويحكموا بأنفسهم. ولاتنسى أن تعطي عنوانك إن كنت تعيش في بلد يحترم القانون ليكون بإمكاننا التعامل معك ومع تشهيرك وفق القانون.

وهنا لابد من ملاحظة أخيرة أوجهها الى موقع كتابات حيث أن الموقع مثل أي صحيفة يومية أو قناة تلفزيونية عليها أن تكون مسؤولة وتمنع التجاوزات الشخصية والتهم غير المقترنة بأدلة وان تكون كما عودتنا وسيلة لجمع شمل العراقيين لا تشتيتهم .

سمير شاكر الصميدعي
سفير العراق في الولايات المتحدة
واشنطن في 21 كانون الأول 2006

المصدر: كتابات، 23/12/2006