مؤتمر اسطنبول تتويج لرئيس جبهة التوافق زعيما للارهابيين

نزار حيدر في محاضرة في غرفة مجلس النواب العـراقي على البالتوك:
مؤتمر اسطنبول تتويج لرئيس جبهة التوافق زعيما للارهابيين
قال نزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، ان مؤتمر اسطنبول توج رئيس جبهة التوافق العراقية زعيما للارهابيين، بعد ان ظل يتستر على حقيقة مواقفه طوال الفترة المنصرمة.
واضاف نزار حيدر الذي كان يتحدث في محاضرة في غرفة مجلس النواب العراقي على البالتوك:
ان هذا المؤتمر اسم على غير مسمى، فهو ليس لنصرة العراق وشعبه، وانما لدعم الارهابيين وجماعات العنف والقتل، التي تبذل قصارى جهدها من اجل العودة بالعراق الى عهد الاستفراد بالسلطة من قبل الاقلية على حساب اغلبية الشعب العراقي التي ظلت مهمشة عقود طويلة من الزمن، انه مؤتمر طائفي لدعم الارهاب، الا ان العراقيين الذين تذوقوا طعم الحرية بعد عقود الكبت والاستبداد، وتذوقوا طعم الشراكة الحقيقية في السلطة بعد عقود التهميش والحرمان السياسي، لا يمكن ان يستسلموا لمثل هذه المحاولات، وهيهات هيهات ان ينجح الارهابيون في مسعاهم.
وقال نزار حيدر؛
لقد سعى منظموا المؤتمر الى خداع الراي العام الاسلامي والعربي، عندما اطلقوا عليه هذه التسمية، فهم لا يخافون من اطلاق التسمية الحقيقية عليه، كما اتهمهم بذلك الدليمي، وانما حاولوا سحر اعين الناس وارهابهم من خلال الكذب والخداع والتهويل ورسم صورة ملفقة لحال الاقلية السنية في العراق، على غرار ما فعله فرعون وسحرته، كما في قوله تعالى {قال ألقوا فلما ألقوا سحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم}.
لقد تذرع فرعون، لتبرير حربه على نبي الله موسى عليه السلام، بحرصه على عقائد شعبه وخوفه عليها من الانحراف ودمار بني اسرائيل اذا ما اسلموا لموسى وآمنوا بربه، كما في قوله تعالى {وقال فرعون ذروني اقتل موسى وليدع ربه اني اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر في الارض الفساد} انظروا الى التزييف والخداع الذي مارسه فرعون، ويتكرر المشهد اليوم في اسطنبول.
وها هم المؤتمرون على خطا فرعون وملئه، يتذرعون بالخطر الوهمي المحدق بالسنة في العراق، ليشنوا حربهم الطائفية اللعينة على العراقيين، وفي حقيقتهم انهم يقاتلونهم لاعادة العراق الى سابق عهده تحكمه الاقلية، وهيهات.
لو كان المؤتمر لنصرق العراق واهله من دون تمييز، ومن دون نوايا طائفية وعنصرية مبيتة، فلماذا لم يدع لحضوره بقية ممثلي شرائح المجتمع العراقي؟ ولماذا لم يدع له علماء العراق ومثقفيه وفقهائه وقادته ورموزه وزعمائه الحقيقيين؟ لماذا حضره، اذن، لون واحد من انصاف الفقهاء، وجلهم من فقهاء التكفير المعروفين بكفرهم بقيم الديمقراطية وادواتها، والمشهور عنهم تبريرهم للانظمة الوراثية الاستبدادية الشمولية التي تحكم بلادهم؟.
ان المؤتمر، اضاف نزار حيدر، حلقة في سلسلة التحريض الطائفي، التي بدأت بمقال احد ازلام النظام السعودي في احدى الصحف الاميركية، مرورا ببيان فقهاء التكفير الذي صدر الاسبوع الماضي، لتحط رحالها اليوم في اسطنبول، جامعة شملها وموحدة صفوفها، لينتظم فيها كل الطائفيين الارهابيين الذين يتأبطون شرا، ويضمرون للعراقيين الدمار والخراب، ولذلك فان على العراقيين ان يتحدوا ويتوحدوا ويجمعوا شملهم لمواجهة تنامي خطر العنف والارهاب والحرب الطائفية المقيتة، وان على عقلاء العراقيين، وعلى وجه التحديد، عقلاء السنة، ان يتحلوا بالوعي والنباهة والحكمة حتى لا تنطلي عليهم مثل هذه الخدع، الحلوة في خطابها المسمومة في نواياها واهدافها.
واضاف نزار حيدر يقول؛
ان الدليمي، الذي القى في المؤتمر كلمة طائفية تحريضية يسيل منها السم الزعاف وتكشف عن حقيقة نواياه التدميرية التي تتربص بالعراق شرا مستطيرا، زعيم كتلة برلمانية يفترض انه يعبر عن رايها في مثل هذه المؤتمرات والتصريحات والخطابات، فهل يا ترى عبر بصدق وامانة عن رأي الكتلة؟ اذا كان الجواب بنعم، فيجب ان يبادر مجلس النواب العراقي الى طرد كل اعضاء الكتلة من صفوفه، بعد ان وقع السيف بين الجبهتين، اما اذا كان الجواب بلا، وانه لم يكن يعبر عن راي الكتلة وانما جاء خطابه ليعبر عن رايه الشخصي، اذا اردنا ان نحسن الظن بالجبهة، فعلى الاخيرة ان تبادر فورا الى التبرؤ من خطابه ببيان واضح وصريح لا لبس فيه، والا فهي شريكة معه في كل كلمة تفوه بها، وانها ستتحمل عاقبة ذلك وستكون شريكة في تحمل مسؤولية كل قطرة دم تراق بسبب تحريض هذا الطائفي على العنف والارهاب، اذ لا يمكن ان تظل الجبهة تتلفع بالنفاق في مواقفها السياسية، فالعراقيون لا يسمحون لها بان تأكل من صحنين، في الليل تشارك الارهابيين الانخاب فتشرب معهم دماء العراقيين، وفي النهار تشاركهم الجلوس تحت قبة البرلمان، فالى متى تظل الجبهة تمد يدا لاميركا واخرى للارهابيين؟ انه لأمر مرفوض وغير مقبول ابدا بعد الآن، وان عليها ان تتأكد بانها سوف لن تجن حصادا يذكر، بهذه السياسة، وانا سوف لن تحقق هدفا ملموسا بها، ابدا .
ولم يستغرب نزار حيدر الازدواجية في مواقف الجبهة، فالهاشمي في واشنطن يعلن عن رفضه الانسحاب الاميكي من العراق، والدليمي في اسطنبول لدعم الارهاب وهو يذرف دموع التماسيح على من يسميهم بسنة العراق، والسنة في العراق منه براء.
وحيا نزار حيدر عشائر الرمادي وديالى التي انتفضت ضد الارهابيين ومن يريد بالعراق سوءا، متمنيا ان تحذو بقية العشائر الاصيلة في المناطق التي يتخندق بها الارهابيون حذوها، من اجل المساهمة في ارساء الامن والاستقرار، من خلال التعاون وتقديم المصالح الوطنية العليا على المصالح الضيقة، معتبرا ان تعامل العراقيين الايجابي مع الوقفة الشهمة لهذه العشائر دليل الوطنية التي يتحلى بها العراقيون الذين يغلبون الحس الوطني على الحس الطائفي والاثني والمناطقي.
وأضاف؛
اننا عندما عارضنا نظام الطاغية الذليل صدام حسين ليس لأنه سنيا، وانما لكونه حاكما مستبدا، كما اننا عندما وقفنا بوجه النظام البائد ورموزه الذليلة كطارق عزيز وعزيز صالح النومان واضرابهم، ليس لأن الاول مسيحيا والثاني شيعيا، ابدا، وانما لان هؤلاء واضرابهم كانوا الاداة الطيعة بيد النظام الشمولي البائد، يصول ويجول بهم قتلا وتنكيلا بالعراقيين.
واليوم، اضاف نزار حيدر، عندما نقف بوجه تمادي الدليمي واضرابه في غيهم، ليس لانهم سنة، كما اننا عندما نحيي الشيخ الشهم ابو ريشة ليس لانه تشيع، ابدا، وانما لان الاول واضرابه يعملون ضد العملية السياسية وبالتالي ضد مصالح العراق وشعبه الابي، فيما ان الاخير وامثاله من العراقيين الطيبين يبذلون جهودهم من اجل خير العراق والعراقيين.
واضاف نزار حيدر بالقول؛
لقد اثبت خطاب الدليمي في المؤتمر انه واضرابه ليسوا شركاء في العملية السياسية الجديدة الجارية في العراق، وان يده التي امدها للعراقيين الذين يؤمنون بالديمقراطية، لم تكن حقيقية ولم تكن النوايا صادقة ابدا، انها كف يهودية، تبايع بيد وتنقض باخرى، ولذلك فان على العراقيين ان يحذروا من مثل هذه اليد التي ظلت تتآمر على مر التاريخ لتدمير العراق وشعبه الابي، ولذلك اقول بصراحة ووضوح، ان العراق من دونهم، كل شئ، وان العراقيين من دونهم، بخير، انهم مصيبة العراق ومصيبة على العراقيين.
واستغرب نزار حيدر، متسائلا؛
اين، اذن، قانون مكافحة الارهاب الذي دونه وشرعه مجلس النواب العراقي؟ لماذا لم يجر تفعيله؟ ولماذا لم تتخذ الحكومة العراقية اي اجراء قانوني ضد من يحرض على العنف والارهاب؟
وكيف تسمح لهذا وامثاله بان يعود للعراق من دون اية محاسبة، بعد ان نثر سمومه في كل مكان، وحرض على العنف والارهاب في العراق؟ رافضا ان تكون مشاركة امثال هؤلاء في العملية السياسية، مظلة لهم ، تمنحهم الحصانة، وترفع عنهم العقوبة عند ارتكاب الجريمة السياسية، اذ لا بد ان يكون القانون فوق الجميع، أكانوا في السلطة أم خارجها.
ودعا نزار حيدر من ظل يرفض رفع الغشاوة عن بصره، الى ان يبادر فورا الى ازالتها عن عينيه وقلبه وبصره ليرى الامور على حقيقتها، فيتعامل معها بواقعية اكثر وبصراحة اوضح، اذ لم يعد للمجاملة والتشكيك مكانا في العراق بعد ان سالت كل هذه الدماء الطاهرة بسبب التحريض على العنف والارهاب، ليس من قبل البسطاء والمهمشين، وانما على لسان الزعماء والقادة الذين يقولون انهم مع العملية السياسية كذبا وزورا، ولذلك لا يمكن ان نبرر للتحريض ولا يمكن ان نغض الطرف او لا نعير للمحرضين اهتماما.
عن ما يسمى بمؤتمر المصالحة المنعقد في بغداد، قال نزار حيدر؛
لقد ولد المؤتمر ميتا، وان نوعية الحضور، والكلمات التي القيت في جلسة الافتتاح، والتي كشفت عن خلافات متباينة وعميقة جدا في المواقف من القضايا المطروحة الى حد التناقض، بالاضافة الى الانسحابات التي شهدها اليوم الاول من المؤتمر، ان كل ذلك دليل واضح على فشله، والسبب في ذلك، هو ان الجميع لا يتحدثون بوضوح وصراحة، وانهم يجاملون على حساب الحقوق والواقع المرير الذي يعيشه العراقيون، وان اخشى ما اخشاه هو ان ينتج عن هذا المؤتمر جبهات جديدة تمزق الساحة السياسية، وتضيف عقدا الى العقد الموجودة حاليا، وتدخل العملية السياسية في دوامة ازمة جديدة، المستفيد الوحيد منها هم جماعات العنف والارهاب، ومن يدعمها ويحرضها على القتل والتدمير.

نزار حيدر
NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM
16 كانون الاول 2006