موفق الربيعي ومسؤوليته الأمنية

من يستمع الى موفق الربيعي وهو يتحدث عن الأمن والأستخبارات سوف يقف مشدوها امام ما يقوله ويصرح به هذا المستشار الداهية ، وعندما تنتهي من سماع حديثه مباشرة يتبين لك حقيقة الموقف على الأرض الذي لا يعرف به أحد من المسؤوليين الأمنيين في العراق سوى المستشار موفق الربيعي وهم كثر والحمد لله وكلهم مختبئون في جحور تشبه الجحر الذي كان يختبأ به صدام حسين ولكن بطريقة مرفهة.

ان موفق الربيعي الذي عينه السفير الأميركي بول بريمر بعقد خاص ، كان يتوجب عليه لو كان وطنيا ان يترك منصبه بعد احداث الكاظمية وكارثتها التي راح ضحيتها اكثر من الف شهيد ، تم غدرهم وقتلهم وغرقهم وتسميمهم وضاعت مصيبتهم ونسيت وطواها الجهل الامني ،والسبب هو تسليم الملف الأمني لشخص جاهل بشؤون الأمن واسراره وجعل هذا الشخص مستشارا لمنصب لم يتفق على تسيمته . مرة يسمونه منصب مستشار الأمن القومي ومرة يسمونه منصب مستشار الأمن الوطني وبعد ان زاد اللغو حول التسمية وتم الصراع بين موفق الربيعي وقاسم خلبوص في زمن السيد اياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق تم استحداث منصبين هما مستشار الأمن الوطني ومستشار الأمن القومي واليوم يتم الخلط بين التسميتين لان مستشار الأمن القومي هي تسمية بعثية صرفة وهم من ينادون بالأمن القومي العربي ، ولا ندري هل ينادي موفق الربيعي بالامن القومي الأيراني ام الأمن القومي العربي ام الأمن القومي التركي لاننا فعلا ضيعنا امننا القومي بكل احداثياته العربية والكردية والعراقية .

ليس هدفنا في هذا المقال النيل من موفق الربيعي ولكن نقول كان المفروض به ان يتحمل المسؤولية عن فشله في كارثة الكاظمية ويعلن للعالم وللعراقيين بانه لايفقه في هذا المجال وعليه ان يتسلم هذا المنصب شخص له المام بهذا المجال وكان المفروض ان يعلن استقالته مثلما يفعل كل المسؤولين في دول العالم بعد حدوث كوارث هم المسؤولين .

ان الخطابات الربيعية الرنانة التي لا تنفع سوى للاستهلاك الأعلامي المحلي ، حيث اقام الدنيا ولم يقعدها في خطبة تلفزيونية اشبه ما تكون بخطب الصحاف المشهورة حول بنات صدام حسين وقائمة طويلة عريضة بالأسماء وانه سوف يوظف جميع دوائر الأنتربول في العالم لجلب هؤلاء المجرمين ومضت الأيام واثبتت الأحداث ان كلامه كله صراخ وعويل على جثه حمار ميت في الشارع العراقي المنكوب بعقلية الربيعي وامثال الربيعي والظاهرة الربيعية وبقيت رغد تعيش برغد في الأردن وبقي حازم الشعلان طليق وبقي مشعان الجبوري يدير اعلام الأرهاب من سوريا وبقي الصحاف يضحك من بعيد على من يقلده وينافسه في الأداء من امثال الربيعي . حتى اصبحت عندنا ظاهرة جديدة مضحكة وهي الظاهرة الربيعية للامن القومي بدلا من اقوال الصحاف المشهورة والعلوج التي طواها النسيان لجسامة ما يحدث اليوم في العراق الآمن بقيادة ابطال وزراء الملف الأمني ومستشاريه .

ان الفضائح التي تحدث اليوم في العراق لا تحتاج الى جهد وتفسير كبيرين لمعرفة الفاعلين لها ولا تحتاج الى مستشار همام من امثال موفق الربيعي والظاهرة الربيعية المخزية لكي يوقف هذا النزيف وهذه الفضائح التي تحدث في مدن واحياء العراق وفي وسط واطراف بغداد والتي لا تبعد امتار عن مقر الربيعي وحمايته الكبيرة التي تدل على ان الرجل خائف حتى من ظله الذي يسير خلفه ، انها مهزلة الأمن ومستشاريه التي جعلت من العراق ساحة للقتلة والمتخلفين والمخنثين يعبثون به فسادا وقتلا ونهبا وسلبا في وضح النهار بسبب الفلتة والفهيم المستشار العظيم .

هل يستطيع ان يخبرنا السيد المستشار الأمني من هم الذين يختطفون الناس الأبرياء كل يوم ومن هم الذين اختطفوا اكثر من مئة شخص ظهر هذا اليوم من احدى دوائر التعليم العالي في بغداد وفي منتصف النهار وبسيارات سوداء اخر موديل ومظلله ويلبسون ملابس المغاوير ، هل هم من الجن ام هم من كوكب اخر . المثير للسخرية ان الخاطفين اتجهوا بهم الى مكان قريب من دائرة المستشار الأمني القومي الوطني المتعدد الجنسية في الكاظمية .

هل يستطيع المستشار ان يحدد لنا من هم الضحايا المغدورون في الشوارع العراقية من دون هوية ؟ هل هم عراقيون ام أجانب من دول اخرى ام انهم المجانين الذين وصفهم محامي طارق عزيز وقال ان الاميركيين يجمعون المجانين من الشوارع ويفخخونهم في الشوارع لقتل العراقيين ، لماذا لا يستفاد المستشار الأمني من هذا المحامي الفهيم وهو يتحدث علنا عن قتل المجانين وتفخيخهم ، ام ان هذه المعلومة ليست مفيدة لمستشارنا الامني . واذا كانت معلومات محامي طارق عزيز غير صحيحة لماذا لا يزال طليقا وهو يصدر مثل هذه التهمة بحق مجانين العراق وهم كثيرون هذه الأيام وبحق الأميركان المساكين .

اذا كانت لك ذرة من الغيرة وذرة من الحياء يا موفق الربيعي فما عليك الا أن تستقيل من منصبك وترجع وتجلس في احدى الحسينيات اللندنية لكي تعالج نفسك ومرضاك من المصابين بالأمراض النفسية قبل ان تتدهور حالتك الصحية والنفسية وعندها لا ينفع معها لا علمك ولا تطبيبك ولا تنفع الاموال التي تجمعها والتجارة التي تقيمها والعقود التجارية التي تبرمها ويومها لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .

إن كبارالمسؤولين العراقيين في لندن الذين تركوا مناصبهم وقبلوا بالأمر الواقع المر كلهم مشتاقون ان تكون بينهم يا حضرة المستشار الأمني القومي وتقدم لهم استشاراتك السديدة ونصائحك العظيمة لكي يعيدوا بناء احزابهم ومستشاريهم ليستفيدوا من خبراتك في استغلال المواقف الصعبة والضحك على المسؤولين من امثال بول بريمر ومادلين اولبرايت وجاك سترو وتوني بلير والمسؤولين في ايرلندا ونفخهم بالبطولات الوهمية التي لا تؤدي الا الى كوارث كبيرة لا تقل بحجمها ومصيبتها من كارثة الكاظمية التي راح ضحيتها اكثر من الف شهيد وسرقة الأموال المليونية التي جمعوها باسم هؤلاء الشهداء الأبرياء . فهل تعلم ايها المستشار الأمني انك انت وليس غيرك المسؤول قانونيا وامنيا عن تلك الكارثة وليس غيرك بطلها ومستشارها الأمني والوطني والقومي وسياتي اليوم الذي ينال منك القضاء على جميع بطولاتك الكارثية.

ضياء السورملي – لندن
14/11/2006