السفارة العراقية في السويد

لقد كانت السفارات العراقية في زمن الطاغية وكرا للعصابات الرذيلة من أزلام المخابرات التي كانت تلاحق ابناء الشعب العراقي الهارب من الجور والظلم . وكان تعيين السفير العراقي يتم اما بسبب ابعاده عن العراق والتخلص من شروره ، او ارضاء لعشيرته وابناء قومه ، كما كانت حكرا على مجموعة معينة من الناس الذين كان جل اهتمامهم هو ارضاء الحاكم والعمل باوامر رئيس جهاز المخابرات والسلطات الامنية .

واليوم بعد سقوط الصنم تبدل الحال واصبحت السفارات العراقية تمثل انتقالة نوعية في كيفية التعامل وكفاءة الخدمات التي تقدمها رغم بعض القصور هنا وهناك وضعف الأمكانيات المادية ، وحيث ان التغيير يحتاج الى مدة زمنية لكي يتم تدريب الكوادر المختصة والفعالة لكي تقدم خدماتها للناس على افضل صورة.

ان الفارق الكبير الذي كان يفصل بين السفارات في السابق واليوم هو فارق كبير حيث السفارات اليوم تستقبل الكثير من ابناءها ولم يعد المواطن العراقي يخاف من ذهابه الى السفارة بل اصبح المواطن العراقي يشعر ان من واجب السفارة تقديم الخدمات اليه وهي الممنونة ، وهذا ما يحصل اليوم ، كما يشعر المواطن ان الخدمات يجب ان تقدم اليه من دون منة من احد من العاملين في السفارات .

ان تلبية سعادة السفير العراقي في ستوكهولم الدكتور احمد بامرني لمأدبة الافطار التي اعدها لفيف من المسلمين من الكورد الفيلية في مسجد السجاد في ستوكهولم العاصمة في تنستا بمناسبة شهر رمضان هي دليل على حكمة سعادة السفير وبساطته الكبيرة التي ادهشت الموجودين ، لقد تربع الجلوس مع اخوته من الكورد الفيليين وشاركهم في افطارهم البسيط الشهي اللذيد الذي اعاد لهم البسمة بان الزمن الماضي قد ولى ، حيث ابدى لهم سعادته انه بين اهله واستمع الى مطاليبهم وافهمهم بان مشكلة الكورد الفيليين هي مشكلة غير خافية على المسؤولين في الدولة ، وان الجميع متعاطف ومتفهم لمشاكلهم وان بعض الأمور لا تزال متعلقة وانه سيوصل كل ملاحظاتهم والمشاكل التي يعانون منها والتي لا تستطيع السفارة من التعامل معها أو حلها بسبب الأشكالات القانونية ووعد بتسهيل كل ما يستطيع عمله من اجل خدمة كل العراقيين ومن ضمنهم الكورد الفيليين ابناء العراق الذي ضحوا بالغالي والنفيس من اجل الصمود بوجه الطاغية وحكمه البغيض .

واخيرا لا يسعنا الا ان نقدم الشكر والامتنان لسعادة السفير العراقي في ستوكهولم الدكتور احمد البامرني لشهامته ولطفه وبساطته وادبه في التعامل من اخوته وابناءه من الكورد الفيليين ونأمل ان يكون مثل هذا السلوك هو السائد في التعامل في كل السفارات العراقية لانها تمثل الوجه الحضاري الجديد الذي نطمح له .

شباب الكورد الفيلية في السويد
21/10/2006