الكورد الفيليون ومسلسل أين حقي

علي احمد
على مر السنوات الثلاث المنصرمة اشتكى الكورد الفيليون مما يجري لهم على أرض الواقع حيث يعانون كثيراً لدى مراجعاتهم الدوائر الحكومية الخاصة بملفاتهم ومتعلقاتهم فدوائر الجنسية التي ما تزال تجعل الى كوردي فيلي يعاني السأم والممل من جراء المعاملة الروتينية ذات الحلقة المفرغة الى جانب المماطلات والتسويفات التي لا مبرر لها ولاداعي فضلاً عن أن الكثير من الدوائر تطالبهم بالشهادة الجنسية العراقية التي حرموا منها بأرادة البغي الصدامي أترى ان الساسة الجدد لا يعرفون ابعاد اللعبة ومكمن المأساة في قضية الكورد الفيليين خاصة وأن العديد منهم عاش وسطهم أيام المعارضة رحمها الله وحيث بقاع العالم المختلفة تعج بالعراقيين من كل صوب وحدب

ان عدم استشراع قوانين حاسمة بشأن حقوق وقضايا الكورد الفيليين يعتبر من أسوء ما يتجلى به الاداء الحكومي حيال هذه الشريحة التي للعراق والعراقيين الشيء الكثير من دماء ابنائها واموالهم ونضالاتهم في معمعة نضالات القوة الوطنية في سبيل عراق ديمقراطي قائم على المساواة والحرية والعدالة الى جانب مساهماتهم في المجالات الفكرية والثقافية والعملية حين برز من صفوفهم العديد من رجالات السياسية والفكر والذين لعبوا دوراً ايجابياً في مسيرة العراق الحديث فكان ان كافأهم صدام على ذلك بالتهجير والنفي ومصادرة الاموال واذا فعل الطاغية ذلك بهم فأنها جزء من شروط نظامه القائم على القمع والارهاب ومصادرة الهوية الوطنية الحقة وذبح المواطنين الشرفاء بسيف الدولة الباغي والآن ومع انبثاق العهد الجديد منذ ثلاث سنوات ماذا جرى بشأن احقاق حقوقهم؟!
ان التبرير لمشكلات العراق الاتحادي وتجلياتها وبخاصة التداعيات الأمنية الخطيرة وراء تعطيل وتأخير كل ما من شأنه أزالة آثار النظام المقبور وسياساته الطائشة فأن مثل هذا التبرير بعد هذه السنين الثلاث يفقد الكثير من مصداقيته على خلفية الكم الهائل من الآلام والمآسي التي حلت بالكورد الفيليين.
ان بناء العراق الجديد يتم من خلال بناء تماسكه الاجتماعي وفق مبدأ الاعتراف بحقوق الآخرين وفي مقدمتها حقوق الشعب الكوردي فهي تشكل قضية الكورد الفيليين جزء اًاساسياً منها .
ان تجاوز الاخطاء والسلبيات والتطلع نحو منهجية الاداء ووضع مكامن الخلل والتحرر من النظرات الضيقة والنظر بعين الموضوعية لكل الملابسات التي تحيط بمشكلات الكورد الفيليين من شأنها وضع حل جذري لهذه المشكلة وحتى تحقيق تقدم جدي وملموس على الطريق نحن منتظرون.

جريدة افاق الكورد، 19/9/2006