صادق الموسوي...في ضيافة افاق الكورد

أجرى الحوار :أحمد فاضل
الاعلام العراقي ومنذ تأسيس الدولة العراقية كان اعلاما سلطوياً مرتبطاً كلياً بأجهزة الدولة الرسمية وان القائمين عليه كانوا من ابناء تلك السلطات ومن اجل السيطرة التامة قامت الدولة في حقبات تاريخية معينة بتأسيس اقسام للرقابة والسيطرة على البرامج الاعلامية للصحف والمجلات وكذلك بالنسبة للأذاعة والتلفزيون
ومن تلك المؤسسات المؤسسة العامة للصحافة التي لم تكن سوى مقصلة للصحافة العراقية بالأضافة الى ربط تلك الاجهزة الاعلامية بالاجهزة الأمنية ومعاقبة كل من يخرج على سياساتها أشد العقوبات من سجن أو تغيب في المقابر الجماعية ولكن، وبعد سقوط النظام السابق وهبوب نسمات الحرية الصحفية سارع المثقفون واصحاب الاقلام الى اصدار صحف ومجلات ونشرات ثقافية وسياسية بالأضافة الى أنتشار الفضائيات العراقية فمع هذا الكم الهائل من النشاط الثقافي كان لابد من مؤسسات توثق العلاقة بين الاعلام الداخلي والخارجي وبشكل يضمن سلامة نقل الاخبار بصورة حقيقية والعمل دون تشويه الحقائق ليكون الرأي العام العالمي على دراية كاملة بالحياة العراقية وفي مختلف الاوقات من خطورة هذا العمل واهميته قامت جهود طيبة من الكوادر المثقفة على تحمل عبء هذا العمل مؤسسة باسم مؤسسة العراق للاعلام والعلاقات الدولية كان على رأسها الاستاذ صادق الموسوي المثقف والسياسي المعروف فكان لنا لقاء معه للتعريف بهذا العمل الشاق ذي الاهمية الكبرى ومن خلال اسئلة وقفنا على عمل هذه المؤسسة وبدورنا نعرف القارئ الكريم بهذا الجهد الجبار وبعد الترحيب بالسيد صادق الموسوي رئيس المؤسسة ضيفاً على صحيفة آفاق الكورد أجاب مشكوراً على اسئلتنا.

* بصفتكم كرئيس مؤسسة العراق للاعلام والعلاقات الدولية ما دور هذه المؤسسة في المرحلة الحالية وما هي استراتيجيتها المستقبلية، ومدى تواصل هذه المؤسسة مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية؟
بالنسبة لهذا السؤال فأن مؤسسة العراق لها دور في صناعة الخبر في العراق كون الاخبار تصنع بشكل مربك هنا... ودور صناعة الاخبار في البلد هي من صنع اجنبي فالخبريصنع اجنبياً ويسوق اجنبياً ونحن نحاول ايجاد خبراً عراقياً ونسوقه عراقياً أما بالنسبة للعلاقات الدولية فان دور مؤسستنا يتمثل بأن نكون وسطاء بين مؤسسات المجتمع المدني في العالم والتي تحاول ان تعلم عن الوضع العراق السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى العسكري وهذه المؤسسات تحتاج لمؤسسات ترشدها الى الوضع العراقي لا حكومة ترشدها الى ذلك وبالتالي فأن دور مؤسستنا يتمثل بالوساطة بين مؤسسات المجتمع المدني في العالم وحكومة وشعب العراق. فنقدم لهم الخدمات ونضع لهم خطة لما يحتاجونه... واما عن تخطيط المؤسسة للمستقبل فقال السيد الموسوي ان هناك خطة للمستقبل تبدأ من الاعداد للصحفيين الجدد الذين يتخرجون من كلية الاعلام وحتى الراغبين في العمل ضمن الاطار الاعلامي ونعمل من اجل تدريس هؤلاء الخريجين على يد مجموعة من الاساتذة الاكفاء... وكذلك عملنا يتمحور من اجل خلق جيل جديد وتوجيهه ليخدم الوطن.

* ما علاقة مؤسستكم بالمنظمات الاعلامية الكوردية داخل وخارج كوردستان؟
نحن نعتبر ان كل المنظمات والمؤسسات الكوردية هي مؤسسات عراقية ويهمنا ما تنتجه ولدينا النية في فتح مكتب في اقليم كوردستان لأن أي خبر يصنع في كوردستان يهم العراق كله وأي خبر يصنع في العراق بالتأكيد يهم كوردستان .. ونريد الاعتماد على كتاب كورد ويستطيعون ترجمة الاخبار التي تصنع عربياً وينقلونها للغة الكوردية لأبناء الشعب الكوردي.

* مدى أهتمام مؤسستكم بشريحة الكورد الفيليين... وما رأيكم حول مشاكل هذه الشريحة المظلومة... وهل بأعتقادكم تم اعطاؤها ما تستحق من الأهتمام؟
الكورد الفيليون في نظر مؤسستنا هي شريحة ظلمت أكثر من مظلمة وأكثر ما ظلموا فيه هو مسألة الهوية... ونريد ان نتعاون مع مؤسسات كوردية من اجل وضع دراسات لمعاناة هذه الشريحة لأن تضحياتهم كانت كبيرة جداً... وحقهم في شهادة الجنسية التي وضعت فيها كلمة(تبعية ايرانية) ونفت عنهم حقهم في ان يكونوا عراقيين... لذا فأن هذه الشريحة أبسط ما تستحقه هو التعويض نتيجة مالحق بهم منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد الآن .

* هل نجحت مؤسستكم في الوصول الى رؤيا ناضجة وتصورات صائبة بشأن معاناة هذه الشريحة التي تعرضت الى مآسي التهجير وغياب الابناء بسجون الطاغية ومشاكل تتعلق بالعودة الى الوطن والاموال المحجوزة؟
مؤسستنا لا تستطيع ان تقول عنها انها وصلت الى درجة الكمال في الوصول الى رؤيا كاملة بشأن معاناة الكورد الفيليين فعلينا في البدء ان نؤرشف كافة التفاصيل التي مر بها الكورد الفيليون وظلامتهم التي مروا بها بسبب قوميتهم وانتماءاتهم الطائفية والمذهبية ونحتاج الى ارشفة كل ذلك وايضاً نحتاج الى التعاون مع المؤسسات الكوردية الفيلية من اجل وضع الوثائق الدامغة بيد المحكمة الجنائية من اجل معاقبة صدام... وعلينا ان نراجع مسألة تعويض الفيليين من قبل مجلس النواب... وكذلك يجب اعتبار الكورد الفيليين مواطنين من الدرجة الأولى وبدون تمييز.

جريدة افاق الكورد، 19/9/2006