البحث في المقابر الجماعية وحقوق الملكية

الكرد الفيليون من اقدم الاقوام البشرية التي سكنت في المناطق المحصورة بين شرقي دجلة وجهتي جبال زاكروس ومنهم اللوليون والكاشيون والعيلاميون والميديون. ومدلول كلمة فيلي، تعني الرجل الشجاع او الرجل الفدائي. وأتت هذه الكلمة من الملك بيلي الذي حكم عام 220 ق.م وقد تحولت كلمة بيلي بمرور الزمن الى فيلي.

ومنذ تأسيس الدولة العراقية وحتى سقوط الطاغية تعرضوا الى موجات تسفير كونهم كرداً وكونهم شيعة فصودرت ابان النظام الفاشي الاسود كل ممتلكاتهم وهجروا خارج موطنهم وتفكيك عوائلهم وأعدم شبابهم. وللاطلاع على معاناة الكرد الفيليين الذي تقدمه لهم المنظمة الخيرية كان لنا هذا اللقاء مع سمير يوسف محمد، مسؤول العلاقات الذي قال: تأسست المنظمة بداية الثمانينات في المنفى بعد التهجير القسري من قبل المهجرين والمهاجرين وتحول عملها الى الداخل في 2003/1/18 اي قبل سقوط النظام وكان عملها سرياًَ وبعد زوال نظام الطاغية تحولنا الى العمل العلني.
والمنظمة خيرية اجتماعية وثقافية مستقلة هدفها خدمة الكرد الفيليين ولم شملهم والسعي للحصول على حقوقهم واعادة املاكهم والبحث عن الشهداء والمفقودين والبالغ عددهم اكثر من عشرين الفاًَ علماً اننا لم نحصل على مستمسكات سوى 1000 شهيد وهؤلاء اعدموا بذرائع مختلفة، وواجهوا تهماً سياسية لاعطاء التبرير بالاعدام.
وعن اهم المشاكل التي يعاني منها الكرد الفيليون هو ضياع ممتلكاتهم وبهذا الشأن اوضح المنسق العام للمنظمة عن اشتراكهم في قانون اعادة الملكية بواسطة المكتب القانوني لدى المنظمة التي لم تستطع تحقيق ما تطمح اليه الا بنسبة ضئيلة وذلك بسبب العراقيل والبيروقراطية في دوائر الدولة. وعدم الاكتراث لحل مشاكلهم من قبل الحكومة والذين تعرضوا لاقسى انواع الظلم من لحظات التهجير وحتى الان، واضاف حاولنا مساعدة ذوي الشهداء الذين تم فصلهم زمن الطاغية لاسباب سياسية وقومية وقد استطعنا اعداد وثائق تؤيد اعدام ذويهم، او حجزهم في ابي غريب او تسفيرهم.
اما بالنسبة لحقوق الشهداء فلم نحصل سوى الوعود وثمة مساعدات قدمت لذويهم على شكل رواتب شهرية (رمزية) من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني، بعد تقديم الوثائق الثبوتية وحتى المحجوزون تم تقديم رواتب لهم. وقمنا باحصائية عن المفقودين في الداخل والخارج فقد تجاوز عددهم العشرين الفاً واغلبهم من طلبة الكليات والمهندسين والاطباء، وبضمنهم 350 امرأة تم اعدامها مع اطفالهن في (نقرة السلمان) اللواتي وضعن في الاعتقال بداية الثمانينات وهناك وثائق تؤيد ذلك من اهمها وثيقة لعائلة (حسين اغالي) التي اعدمت بالكامل مع رضيع عمره 6 اشهر.
ثم عكف على اهم اهداف المنظمة وهي اعادة المهجرين الى وطنهم وتعويضهم مادياً ومعنوياً لما لحق بهم من النظام المقبور والبحث المستمر في المقابر الجماعية والكشف على الاشخاص الذين تسببوا في اعدام وتعذيب الالاف من الكرد وتقديمهم للمحاكمة لينالوا جزاءهم وتعويض ذوي الشهداء.
وعلى الرغم من كل الجهود فلم نحصل على املاكنا والكلام للمنسق العام للمنظمة، وهي الان محجوزة لرجال المخابرات والاستخبارات وكبار البعثيين الذين استحوذوا عليها وحتى هذه اللحظة لم تسلم لاصحابها الشرعيين، فضلاً عن تهديدات من استحوذوا على الممتلكات وبذلك تبددت احلام من اعتقد برجوع ممتلكاته. وها نحن بانتظار ان تعود هذه الممتلكات مرة اخرى وان لا تكون نهباً لدوائر التسويف والاجراءات الروتينية.
ومن نشاطاتنا الاخرى انشاء مستوصف صحي لخدمة المواطنين بسعر رمزي اما في حالة حصولنا على مساعدة انسانية فاننا نوزعها على العوائل المتعففة واضاف حاولنا مساعدة ذوي الشهداء الذين تم فصلهم من دوائرهم في زمن الطاغية لاسباب سياسية وقومية.
كما أسسنا نادي الكرد الفيليين الاحرار وهو امتداد لنواد اسست عام 1946 والتي اغلقت عام 1970 من قبل النظام الفاشي فهو الى جانب الرياضة اجتماعي ترفيهي تثقيفي وثمة دورات في الكومبيوتر يقدم خدماته لجميع العراقيين.

عبد الجبار خضير عباس
المنظمة الخيرية للكرد الفيليين الأحرار

المصدر: صوت العراق، 23/7/2006