ياغريباً ـ الى روح المرحوم أبو صلاح (ضياء اسكندر)

أيْ سـلاماً ،
أيها النائمُ في أحضانِ همٍّ
لا يُجارى.

حسـبُـكَ النومُ ،
ففيهِ تقتلُ الحزنَ
جراحاتُ الحيارى

أيْ سـلاماً ،
بينَ آهاتٍ
يئنُ الصخرُ منها
والصحارى

كيفَ للموجوعِ أنْ يلقى سـلاماً
وارتياحاً
واصطبارا

ولقد أنختْ
بأكتافِ الرجالاتِ
رزاياها انحسارا

ياغريباً ،
تثقلُ الغربة ُ عينيهِ
وزنديهِ
احتصارا

أينما ألقيتَ رحلاً
خُضتَ في العسـر الغِمارا

وتلقيتَ صدى الشـوقِ
إلى أرضكَ
جرحاً
وانكسـارا

ياغريباً ،
جنة ُ الدنيا
على الأفئدةِ الثكلى
صحارى

زمزمُ الغربةِ تحسـوهُ
على غصٍّ
سـعيراً
ومَرارا

ياغريبَ الوجهِ
والأحلامِ
كمْ عانيتَ سـراً
وجهارا

كيفَ للموجودِ بالعشـقِ
وباللهفةِ
أنْ يُخفي الشـرارا ؟

ياغريباً ،
أنتَ والأيامَ عسـفاً
ونزيفاً
تتبارى

غاية ُ الانسـانِ
أنْ يرقى مع الطيبِ
إلى الشـمس
اقتدارا

قبسـاً منها يُسـاقي
ويناغيها
صلاة ً
ومزارا

ويضمُ النورَ في عينيهِ
عشـقاً
وانطلاقاً
ومدارا

إنما الغربة ُ أغلالٌ
كوابيسٌ
وحلمٌ
يتوارى

وكؤوسٌ تنزفُ الخمرة َ
والسُـكرَ
على الأفواهِ
نارا

ياغريباً ،
سـطوة ُ الأيامِ
والتاريخِ
أنْ تلقى العِـثارا

ما تواريتَ
وهاجرتَ
عن الأوطانِ
حباً
واختيارا

كلٌّ منْ هاجرَ مغصوباً
ومظلوماً
على الأرضِ
فدارا

يردُ الأنهارَ
والجنة َ
يلقاها جفافاً
وغبارا

عبد الستار نورعلي
الجمعة 9 حزيران 2006

المصدر: صوت العراق، 10/6/2006