جلال جرمكا: الكورد الفيلية ... شموع وقرابين ـ الحلقة ألأولى

كلمة لابد منها :

أن ما جرى لأولاد عمومتنا ـ الكورد الفيلية ـ تعتبر وصمة عار على جبين المجتمع الدولي و المؤتمر ألأسلامي وكافة جمعيات ومنظمات حقوف ألأنسان .

لقد مارس النظام المقبور أبشع الجرائم بحق أناس شرفاء أعزل ، ذنبهم الوحيد أنهم ـ كورد ـ ويحبون شعبهم ويساندون قضيتهم المركزية ويدافعون عنها بالمال والدم... ، ومتى كانت الدفاع عن النفس والوجود جريمة كبرى؟؟.

++++++++++++++++++++

بأمكان جميع ألأنظمة الشمولية أن تجعل من ألأسود أبيضاٌ وبالعكس ، ولو ( لفترة زمنية محدودة) ، ولرب سائل من يسأل ، لابل من حقه أن يرفع صوته ويصرخ ويقول:

ـ ما هذا الكلام يارجل؟؟.

للرد وببرودة أعصاب أقول له :

أن لجميع الحكومات حتى لو كانت حكومة ( جزيرة واق واق) ماكناتهم ألأعلامية ، للتظليل أولاٌ ولتمجيد (السلطان) ثانياٌ وأخيراٌ ، وجعله رسولاٌ مابعد رُسل ، وأقواله وآوامره بمثابة ـ كلام مُنزل ـ!! ، وياترى من هو المجنون الذي بمكانه أن يناقش شخصاٌ يحمل كل تلك الصفات؟؟.

ومن جهة أخرى ، التكرار المستمر ( لأي شىء) وبواسطة أجهزة ألأعلام المختلفة ( المقروئة والمسموعة والمرئية ) أن تولد قناعات لدى شريحة واسعة من المجتمع من ( عامة الناس) ، ناهيك عن وجود( أجهزة قمعية وبوليسية ) لاترحم والقبضة الحديدية سبباٌ مهماٌ لأسكات من يريد أن يسأل ويقول :

ـ ياترى ما الذي يجري؟؟.

أذن في النتيجة وتحصيل حاصل بأمكان ( تلك ألأنظمة الشمولية ) أن يجعلوا من ألأسود أبيضاٌ وبالعكس ولو لفترة محدودة!! ، والأهم هنالك ( طابوراٌ ) من المنافقين والجواسيس ، شغلهم الشاغل تضخيم ألأمور كما يشتهي السلطان وجعل ( الديك حماراٌ ) أذا أقتضت الضرورة!!.

وأخيراٌ وجود مسؤلين ( عديمي الضمير وألأنسانية ولاحول لهم ولاقوة ) ينفذون أوامر السلطان وبس من دون أن يحاول أحدهم ويقول مع نفسه :

ــ ياترى لماذا كل هذا ألأجحاف والظلم؟؟!!.

أذن أعلاه كلها عوامل تأييد لتطبيق وصحة نظرية الكاتب ( العبد الفقير ) ، وهنا من رفع صوته أو ( همس ) بأذن أحدهم عن ما يجري ، فلقد جلب الكارثة لنفسه ولأهله وأقربائه لاحتى لجاره أيضاٌ ، حينها ( ألأجهزة القمعية ) بالمرصاد والسجون والمعتقلات بـ ( الخدمة ) والمحاكم ( الصورية ) لاتؤخره سوى دقائق وحينها الحكم جاهز المقصلة بأنتظاره!! ، وسعيد الخظ من ينال المؤبد ( عشرون عاماٌ ) بالتمال والكمال ، وحينها يقضي زهرةشبابه في دهاليز السجون والمعتقلات!!..

هكذا يحكي لنا التأريخ... هكذا ( عشنا وشفنا ) ، وألأدلة بالمئات ، وكاتب المقال قد ( رأى نجوم الظهر ) بسبب موقف معين من جرائم السلطة........ أذن لم العجب؟؟؟.

لأولاد عمومتنا ( الكورد الفيلية ) معاناة ومآسات بحاجة الى مجلدات وندوات ومؤتمرات ، وأذا ما ذُكرت بالتفصيل للناس ألأحرار في المجتمعات الراقية قد يدخلونها في خانة ( المبالغة والتضخيم ) وشخصياٌ عانيت الكثير من خلال اللقاءات الفردية ومن خلال الجلسات والندوات وحتى المؤتمرات ، حينما كنا نتطرق الى مآساتهم كنا نلاحظ عشرات ألأسئلة ترسم على الوجوه!!.

ماعدى الكورد الفيلية :

أي شعب أعتقل من شبابه بالمئات وبلمحة بصر فقدوا والى ألأبد؟؟؟.
أيشعب أبعدوا عن وطن ألأباء وألأجداد الى دولة أخرى لايعرفون حتى لغتهم؟؟.
أي شعب حجزت ممتلاكتاهم وأرصدتهم و( حلالهم ) وأصبحت جميعها من أملاك (جلالة السلطان) وبالتالي يوزعها على أبناء ( ديرته وعشيرته وأزلامه ) ؟؟.
أي شعب حُرموا من أبسط مقومات المواطنة ( الشهادة الجنسية ) والوظائف العامة وجواز السفر والتعليم العالي وحق المواطنة؟؟.
أي شعب قسمت عوائله الى أقسام وكل قسم في بلدوبالأكراه؟؟.
نعم لقد أستهدفوا ( أولاد عمومتنا ) لالشىء سوى :

لكونهم أصحاب أموال وتجارة حرة وأصحاب معامل ومصانع وأصبحوا هم ألأوائل في أسواق العراق المركزية ( الشورجة والجميلة والصدرية ) وألأسواق ألأخرى في بقية المحافظات الجنوبية!!.
ساندوا شعبهم الكردي وحركتهم التحررية بكل الوسائل .
لعبوا أدواراٌ رئيسة في كافة مجالات الحياة ( السياسية والفكرية والرياضية ).
وقفوا وبشجاعة مع بقية شرائح المجتمع في أحياء ذكرى أستشهاد سيد الشهداء ـ الحسين ـ عليه السلام.
حينها شعروا ـ الجماعة ـ أن وجود هؤلاء المتميزون على الساحة يشكلون خطراٌ على ( مسيرة حزبهم وأنقلابهم ألأسود ) ، لذلك قاموا بجريمتهم النكراء!!! ، معتقدين أن هؤلاء الشرفاء قد أنتهوا والى ألأبد!! يا للسذاجة!!......... هل سمعتم شعباٌ مناضلاٌ ومكافحاٌ أنتهى من الوجود؟؟؟؟؟؟؟........ لا أعتقد!!.

ـ لنا حلقات أخرى بأذنه تعالى ـ
* كاتب وقاص وصحفي كردي / مقيم في مدينة ـ زيورخ ـ السويسرية ، عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو

المصدر: صوت كوردستان، 7/6/2006