الصابئة المندائيون - ملائكة السلام

يعيش في العراق أقوام عديدة متعددة الاصول والأعراق كما نزحت الى ارضه أاقوام متعددة وتوطنت وعاشت فيه وأكلت من خيراته وشربت من ماء دجلة والفرات ان طائفة الصابئة المندائيين يرجع تاريخ وجودها في العراق الى حقبة زمنية تتجاوز الألف عام وقد ورد ذكرهم في القران الكريم وذكر نبيهم في اكثر من آية يقطن الصابئة المندائيون في اراضيهم التي ولدوا بها وعاشوا وسكنوها منذ زمن طويل وهي موطنهم الأصلي ويتمركز المندائيون في المناطق المحصورة في مناطق عيلام والطيب وعلي الغربي والعمارة في جنوب العراق ويتوزعون طلب للرزق في انحاء عديدة من العراق

الصابئة المندائيون أناس يمتازون بالطيبة والتسامح والخلق السمح ولطافة المعشر ، عانوا من ظلم الحكومات المتعاقبة على حكم العراق ومورس بحقهم شتى أنواع الأضطهاد والأهمال وإنكار لحقوقهم القومية والدينية بشكل مميز ، هاجر العديد منهم الى الدول الأوربية طلبا للحرية الدينية والرفاه القومي تحررا من الضغط المستمر الذي يدورون في دوامته

عمل العديد منهم في ممارسة المهن الحرفية مثل صياغة الفضة والذهب وفي صناعة الأدوات الزراعية في المناطق الريفية واشتهر فيهم العديد من الشعراء الذين تميزوا بالاصالة والأبداع كما برز منهم من أثرى التراث الغنائي الريفي الشعبي العذب وتميزوا بطور من الغناء سمي باسمهم وهو الطور الصبي نسبة الى الصابئة كما انتشر معلموهم في جميع المدارس

كانوا من الذكاء والتسامح ان شاركوا المسلمين بكافة مناسباتهم فكانوا يشاركون في المواكب الحسينية وفي الأحتفالات الشعبية وفي جميع المناسبات الوطنية والدينية مشاركين اخوتهم المسلمين والمسيحين في كافة الظروف في السراء والضراء

نلمس في هذه الأيام ومع الأسف خنقا لهذه الطائفة الأصيلة والمتجذرة اصولها في تربة وماء العراق ، نلمس ممارسات تؤدي الى تشريدهم وابادتهم وتعمل على انقراضهم من خارطة الوطن العراق ، ان البلدان الراقية تحاول حماية الحيوانات النادرة والأصيلة في اراضيها ونحن مع الأسف لم نستطع ان نحافظ على هذه الأمة التي علمتنا فن النقش على الذهب والفضة وعلمتنا كيف يكون التعايش مع الأخرين لا نريد ان نفقدهم مثلما فقدنا قبلهم الأخوة من الديانة اليهودية

ان تعاليم دينهم كلها تعاليم سمحاء تدلك على القيم الأصيلة والروح الهادئة في تعاملاتهم وعلاقاتهم
نلمس في هذه الأيام وفي زمن ضاعت فيه القيم وتفشت فيه الرذيلة المتلبسة لبوس الدين تارة ولبوس العروبة تارة ولبوس القومية تارة اخرى لكي تتفن في تنفيذ جرائم بشعة اقلها وحشية هي ابادة الجنس البشري لقوميات اصيلة ومتجذرة في عمق وفي لب حضارة العراق وتاريخه

ان الجهل وقلة الوعي والطبيعة الأجرامية المتفشية اليوم في مجتمعنا العراقي بسبب ما قام به وما غرسه النظام الفاشي في عهد الطاغية المجرم صدام واعوانه ومن ثم الحملة الشرسة التي اعقبت حكمه وتسلط القوى الظلامية والتكفيرية وتغييب المبادئ الأنسانية زادت من الهجمة الشرسة على اخواننا من الطائفة المندائيين وبدأت تطالهم يد الجريمة والغدر بشكل مخيف

نحن نتسائل مع كل الشرفاء والمخلصين من العراقيين هل سمعتم باي فرد من افراد الصابئة قام بتفجير نفسه في مكان ما وهل سمعتم باي ارهابي كان من بينهم وهل كانوا في يوم من الأيام من النشطاء ضمن التيارات المشاغبة او الفاعلة في عملية الغوغاء او القتل على الهوية او الجريمة المنظمة

ان الأخوة من الطائفة المندائيين هم ارفع من ان يصلوا الى هذا المستوى من الجريمة او من هذا الخلق المتدني ، انهم اناس مترفعين عن الجريمة وعن القتل على الهوية انهم ورود السلام وحمائم الأمان وشموع الأديان

نناشد الساسة والقادة الشرفاء ان يلتفتوا وبسرعة لوضع حد للابادة المنظمة ضد الصابئة المندائيين وخصوصا ان اعدادهم بدأت بالتناقص بشكل مخيف وهجرتهم الى الدول المجاورة تشهد على نوع الاضهاد الذي يلحق بهم رغم قلتهم

نطالب بوقفة جادة وحملة وطنية لمناصرتهم وحمايتهم قبل فوات الأوان ، ان الخسائر اصبحت قاسية ومؤذية ومؤثرة بحقهم ولا من مغيث ولا من سامع ولا من مهتم لأمرهم

نطالب ونناشد السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس الوزراء وكل المرجعيات الدينية والقوى الوطنية ومجلس النواب وكل الأحزاب الوطنية ان تشحذ الهمم وتتفاعل للدفاع عن هذه الطائفة المناضلة المجاهدة والصابرة

ضياء السورملي - لندن
4/6/2006