نداء أستغاثة عاجل... الى أنظار القيادة الكردية الحكيمة

شعب عريق ( ألصابئة ألمندائية ) يتعرض اليوم للفناء والزوال .. فهل من عون ورجاء ونجدة
في خضم ما يجري في عراق اليوم من أحداث دراماتيكية مذهلة وبلاء وأقتتال ومفخخات ومافيات طائفية مسلحة تحكم فعليا الشارع العراقي وتتلاعب فيه على هواها وهي ملتهية بقضم مغانم وسلطة أكثر ، في هذا المناخ السياسي الشاذ والمعيب انسحقت تحت الأقدام الباطشة شريحة عراقية مسالمة عزلاء من كل حماية .. شعب صغير حساس وشفاف ومتعلق بالمعرفة ألأنسانية اين له من حماية نفسه وسط بطش ألأقوياء وألسفهاء ( عدد نفوس المندائيين في الداخل والمهاجر 140 ألف نسمة ) .
أننا لا نجانب الصواب اذا ما قررنا هنا أن المسيحيين وقد أكتوا هم أيضا بنار الأضطهاد والتفرقة العنصرية وطوفان الموجات الأصولية ( سنية وشيعية ) وقد هاجر أو هرب من البصرة فقط 40 ألف مسيحي هربا ألى دول الجوار والفقراء منهم وجدوا ملاذا أمنا يحفظ حياتهم في بطاح وأودية سهل نينوى الخضراء ، والصابئة أين ينهزمون .. يولون ألأدبار .. أين يحطون أكواخهم بعد أن لاحقتهم نار التفرقة الدينية في الجنوب ، فقد بوغتوا في عقر دارهم ومحلات عملهم ( صياغة الذهب والفضة ) خطفا وقتلا واسرا ونهبا وأغتصابا ، شريحة منهم تمكنت بقدرة قادر من الهرب الى سوريا وهم يفترشون الأرض ويلتحفون ألسماء ، ينامون في الحدائق وألاسواق وعلى قارعة الطريق .
المهم وما هو المهم وضروري وعاجل أننا هنا ومن هذا المنبر الحر ندق عنيفا ناقوس الخطر المحدق .. خطر فناء أقدم وأعرق شعب حضاري في أمة عراقية عتيدة ، ألعراق بدون صابئته يصبح ناقصا بزوال ركن مهم من أركان بنيانه وحضارتة وموزائكه الجميل .
أن ما يضحك ويبكي حسب ألأنباء أن التسابق على صيد الصابئي المعزول من قبل المافيات المسلحة صار تجارة سهلة رابحة بدون رقيب أو حسيب ، بل أن بعضهم من تجار الذهب جرى بيعهم لأكثر من مرة من مافية لأخرى .. حقا ما أسهل وأربح هذا الصيد فقيرا او غنيا .
لآ نريد هنا ألأطالة عن حكاية هذه المأساة ألأنسانية ألبشعة .. فشبح أنهيار شعب مندائي هو حقيقة لا تقبل النقاش ، شعب يهلك أو في طريقه ، ولم يبق أمامنا سوى أن نناشد قيادتنا ألكردية ألأنسانية الحكيمة وهي أدرى بغيرها لكثرة ما عانت من أضطهادات وشوفينيات القومية ألأكبر .. شعب أحبّ الحياة فأستجاب له القدر .
نقول لأصدقائنا الكرد من عمق هذه المرارة والبؤس رجاءًا .. رجاءًا .. أنقذوا ما تبقى من الصابئة المندائية في العراق ، أوجدوا لهم ملاذا آمنا عاجلا في كردستان العراق .. خصصوا لهم مساحة أرض على شكل ملاجئ يبنون فيها أكواخهم وهم آمنين والبقية سوف يتكفل فيه الصابئة أنفسهم وسيجعلون من هذا الملجأ قدوة ومثالا يفتخر به في أسناد عملية بناء كردستان حرة سعيدة مزدهرة ، وهي بايواء هذه الشريحة ستكون كردستان أجمل وأروع لكل الشعوب العراقية المضطهدة .
لا نبالغ اذا قلنا أن هذا الشعب الصغير الموهوب بالفطرة سوف يساهم مساهمة فارقة في بناء كردستان جميلة .
شمس المندائيين ألتي صنعت أشعاعاتها حضارة سومرية مندائية عريقة ستتوهج في كردستان العراق وتمتزج بكل خصالها وتراثها مع الشعب الكردي والكلدوآشوري واليزيدي والتركماني .. حقا ما أجدر هذا الشعب الصغير بحجمه والكبير بتأريخه وحضارته بالحياة والعطاء ، لنا كل الثقة بالقيادة الكردية وبحكمتها ورويتها ، وألأمر كله يحتاج الى خطوة انتشال سريعة وألا فلا تنفع الندامة والحسرة والبكاء على أطلال المندائيين .

صباح نعمو صادق .. عضو منظمة المجتمع المدني وحقوق ألأنسان العراقية

الخميس 11/05/2006

المصدر: موقع كوردستان، 11/5/2006