وطن الجميع تحاور نوري علي بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الكوردي الفيلي العراقي

بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لتأسيس الحزب الكوردي الفيلي العراقي أجرت وطن الجميع حوارا مع أحد مؤسسي وقياديي الحزب البارزين الكاتب والاعلامي القدير الاستاذ نوري علي..

بداية نرحب بكم ونشكر لكم اتاحتكم الفرصة لنا لاجراء هذا الحوار:

س 1 _ بعد عام من تأسيس الحزب، بأعتباركم من أبرز المؤسسين كيف تقيمون هذه التجربة ؟
ج _ تجربة غنية بأحداث ومنعطفات هامة وكان لها تداعيات مؤثرة في بلورة التشكيل الواقعي للحزب برغم ما تسببته من تضحيات لكوادر اساسية في الحزب. الشيء الذي يدعو للفخر ان كل من بقي في الحزب ومن غادره متفق على ضرورة استمرار الحزب وتحقيق الاهداف المرسومة له وهذا الموقف يعكس شعورا عاليا بالمسؤولية تجاه الكورد عامة والشريحة الفيلية خاصة.

س 2 _ لقد طرح الحزب نفسه كخطوة في مجال رد الاعتبار للشريحة الفيلية ثقافيا واجتماعيا وسياسيا ، الى اي حد تم تحقيق ذلك ؟
ج _ اولويات الاهداف التي وضعت للحزب اساسا يتقدمها الهدف الثقافي ومن ثم السياسي بما يخدم الكورد الفيلية لأخذ دورهم المناسب في كل مفاصل الحياة والمساهمة الفعالة في اعادة البناء ضمن المكونات الجميلة للشعب العراقي. ان وجود الحزب في الساحة السياسية واستمراره في نشاطه ونقل فعالياته الرئيسية داخل الوطن يعني نجاحه في السير بتحقيق هدفه السياسي وكذلك نشاط كوادره في المجال الثقافي والتوعية الاجتماعية بين اهلنا الكورد الفيلية يؤكد ان نهج الحزب سليم ويسير بما خطط له.

س 3 _ يرى البعض ان لدى الحزب خبرة اعلامية متميزة تكاد تفوق خبرته التنظيمية ، هل هذا صحيح؟
ج _ ربما هناك شيء من الصحة في هذا القول والواقع هو ان الحزب ظهر نتيجة ظروف موضوعية ومتطلبات افرزها الواقع العراقي بعد سقوط البعث الفاشي وما ادى اليه من اصطفافات طائفية وقومية على حساب الموقف الوطني ، لقد ظهر الحزب بعد ان وصل الكورد الفيلية المعروفون بوطنيتهم وحبهم للعراق حافة الضياع بين الصراعات التي نشأت نتيجة تلك الاصطفافات. في هذه الظروف ظهر الحزب ، وهذه الظروف هي نفسها التي جعلته يتصدر ويتشرف بحمل هموم شريحة الكورد الفيلية. لو كانت الخبرة الاعلامية هي الاساس لما استمر الحزب ، فالخبرة التنظيمية هي التي حافظت على الحزب وعلى تماسكه واستمراره رغم ما جابهه من صعاب وازمات.

س 4_ لقد تعرض الحزب خلال عام لهزات كثيرة، كان بامكانها الاطاحة بأي تنظيم سياسي وليد لكن الحزب باق رغم ذلك كيف تفسرون هذا الامر ؟
ج _ نعم اتفق معك تماما في هذا ان الحزب مر بتلك الهزات العنيفة ، فالحزب هو صورة صادقة لواقع الكورد الفيلية الاكثر مأساة من اي مكون عراقي آخر ولاحاجة لشرح المأساة واسبابها وما مر علينا من اهوال وما وصل اليه نسيجنا الاجتماعي ، فقد كان لكل ذلك تأثير على الحالة النفسية وعلى شخصية الكوردي الفيلي وبالتالي كنا نحن داخل الحزب صورة صادقة ومرآة لذلك الواقع المر. الشيء الذي يدعو الى الفخر ان الحزب لم يتعرض الى الانشقاقات اي لم تظهر منه كتلة او جماعة شقت نفسها لتشكل تنظيما آخر، فكل الذين غادروه يتمنون ويدعون في سرهم وعلنهم ان يستمر الحزب وينجح في تحقيق ما كانوا يهدفون هم اليه بعد ان غادروا مركبه. واعتقد ان موقفا كهذا متأت من القيم والاخلاقيات الفيلية الاصيلة.

س 5 _ برنامج الحزب وتوجهاته تضعه بجدارة الى جانب القوى الليبرالية والديمقراطية، لكن هذا التوجه ليس بالسهل لاسيما في ظل الاوضاع التي يعيشها العراق حاليا حيث هيمنة الفكر الديني والانحيازات الطائفية ، الا يؤثر ذلك على انتشار الحزب جماهيريا ؟
ج _ نعم منذ اولى الحروف التي كتبناها لتأسيس الحزب كانت العلمانية والليبرالية والديمقراطية هي اصطفافنا ، ايمانا منا ان حقوق الكورد وبضمنهم الكورد الفيلية لايمكن الوصول اليها وتحقيقها الا في المناخات العلمانية الليبرالية الديمقراطية، واعتقد ان الايام قد اثبتت صحة وسلامة تصوراتنا، فكم من العصي وضعتها القوى الدينية امام حقوق اهلنا في كوردستان! وكم من اللف والدوران تقوم به لعرقلة عودة الاجزاء المقتطعة مثل كركوك الحبيبة الى حضنها الأم كوردستان! حيث مازال الكثير من العائدين في الخيم وامام اعينهم دورهم وعقاراتهم ومتاجرهم مغتصبة من قبل الآخرين. اما من حيث الانتشار ازاء محاولة القوى الدينيةالهيمنةعلى الشارع واصطفافها معهم ، فهذا امر غير ثابت وان الايام كفيلة باعادة التوزان لهذه الحالة الشاذة المؤقته، واني ارى ان الامور ليست في صالحهم وان الشعب بدأ يدرك اين مصلحته بعد ان مل الوعود الكاذبة والممارسات المرفوضة وارهاب الميلشيات الدينية وتدخلاتها في الحياة الشخصية للفرد العراقي الواجب احترامها وعدم المساس بها.

س 6 _ كيف توفقون بين موقفكم العلماني الليبرالي وموقف الحركة التحررية الكوردستانية باطيافها القومية ؟
ج _ اعتقد ان الجواب السابق كاف للاجابة على هذا السؤال. اني اؤمن بشكل مطلق ان حقوق الكورد لا يمكن إحقاقها مهما كان حجمها إلا تحت خيمة نظام ديمقراطي، وان الماضي القريب اثبت صحة ذلك . دفاعي عن الكورد في ايام النضال لم يكن بسبب انتمائي القومي رغم اعتزازي وافتخاري بهذا الانتماء ولكن بسبب الظلم الواقع عليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم القومية . لقد كان عملي من اجل القضية الكوردية وتحملي وعائلتي الكثير الكثير رغم اني لم انتم في حينه الى اي حزب كوردي، ليس مرتبطا بمجرد احساسي القومي. فقد كنت عضوا في الحزب الشيوعي العراقي وكانت القضية الكوردية هي جل اهتمامي وتفكيري لكوني كورديا أعيش وسط الكورد اشعر بمعاناتهم وآلامهم وممارسات الحكومات العنصرية الطائفية ضدهم. لا ارى ان الانتماء القومي امر مهم للشعور بهول جريمة الانفال وحلبجة انها مأساة انسانية قبل ان تكون احساسا او تعاطفا قوميا.

س7_ ما هو موقفكم من وحدة التنظيمات الكوردية الفيلية؟
ج _ حقيقة هذا سؤال هام جدا...الامر الذي يبعث على السرور والتفاؤل ان هناك تيارا ثقافيا ينتشر بين الكورد الفيلية يدعو الى وحدتهم ، وان التظيمات الكوردية الفيلية التي ظهرت على الساحة في الفترة الاخيرة تدعو جميعها الى ذلك واعتقد ان هذا مؤشر الى ان الجميع يسير بالاتجاه الصحيح وبالتالي سيستطيعون تحقيق نوع من الوحدة. اقول لك امر اني على ثقة تامة ومطلقة انه سيكون للكورد الفيلية شأن هام في الحياة العراقية. لاتنسي ان عمالقة الثقافة واللغة والفنون بكل اشكالها والرياضة هم من الكورد الفيلية ناهيك عن دورهم البارز والريادي في قيادة الاحزاب السياسية العراقية .

س 8 _ يأخذ البعض على الحزب عمل أمينه العام الدكتور برهان شاوي في بغداد على رأس فضائية الحرية التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني، فكيف تنظرون انتم الى ذلك ؟ ج _ هذا شرف ان يساهم اي من التكنوقراط او المثقفين الكورد الفيلية مع مؤسسة اعلامية او اقتصادية او ثقافية تعود لأي جهة سياسية كوردية ، فبالتالي نحن اهل ونحن شعب واحد. هناك حقيقة لايجب ان تغيب عن البال( نحن كورد .. نحن كورد .. نحن كورد) فحضن اهلنا الكورد هو الادفأ وهو الأئمن. ويشرفنا ان اهلنا هم الان حملة لواء الديمقراطية في العراق وهم من سيضمنون تحقيق النظام الديمقراطي فيه. فطوبى لهم...

س 9 _ بجملة واحدة ماذا تعني (وطن الجميع) لنوري علي ؟
ج _ الحبيبة وطن الجميع ... انها تعني وطن الجميع .. وطن لجيمع الاقلام العراقيةالوطنيةالشريفة.

أجرى الحوار: فيروز حاتم

المصدر: صوت كوردستان، 23/4/2006