طريق التآخي ـ الكورد قومية واحدة لا تتجزأ

صدرت عن وزارة المهجرين والمهاجرين استمارة خاصة بالعائدين من المهجرين والمهاجرين العراقيين لثبيت المعلومات عنهم وهذا شأن الوزارة لادخل لنا فيه، ولكن ما استرعى انتباه المثقفين الكورد وكل من اطلع على هذه الاستمارة انها في الفقرة (5) وتحت باب القومية ادرجت الاستمارة انواع القوميات الموجودة في العراق فذكرت خمس قوميات وهي:
(عربي)-(كوردي)- (كوردي فيلي) -(تركماني) -(اشوري) -(ارمني) -(اخرى تذكر)
ويبدو ان وزارة المهجرين استهوتها فكرة الهجرة وانغمست فيها الى حد انها شرعت في تهجير التاريخ والواقع الى مالم يأت به التاريخ وما ليس من الواقع. هل هناك قوميتان الاولى القومية الكوردية والثانية القومية الكوردية الفيلية؟ ايجوز هذا التجاوز على الواقع الاثني لشعبنا الكوردي.
اذا كان هذا جائزا افلا يحق لعرب الجنوب ان تكون لهم قومية هي غير قومية عرب الوسط في العراق؟! وان يكون تركمان تلعفر هم غير التركمان المتعايشين مع اخوتهم الكورد في كركوك؟ ولماذا لايكون للعرب العلويين في سوريا قومية عربية ثانية الى جانب القومية العربية في سوريا ومثل ذاك لماذا لايكون لاهل الاحساء في المملكة العربية السعودية قومية عربية مستقلة عن العرب في الحجاز وهكذا.
لانعتقد قطعا ان خطأ ما قد حصل بل ان الرغبة في تشظية الشعب الكوردي هي الدافع الاول والاخير في مثل هذه التخريجات التي بات الكورد يلاحظونها وازدادت جذوتها في السنوات الاخيرة.
ان لكل شعب من شعوب العالم مناطقه الجغرافية ولهجاته وحتى بعض اشكال التباين في لباسه فأهل المغرب لايلبسون او يتكلمون مثل اهل مصر او الشام واهل الاردن لايماثلون العرب في السودان في كل شيء لكنهم كلهم عرب وفي كل التصنيفات الاثنية هم (عرب)... وهكذا نحن الكورد بيننا السوران والبادينان والفيليون واللور والهورمانيون... الخ من اللهجات واشكال اللباس لكننا كلنا قومية واحدة تسمى القومية الكوردية.
لانعلم المصدر الحقيقي لتسويق مثل هذا المصطلح ولكن لافتة زاهية تريد ان تحكي اطياف العراق مثبتة على اكثر من جدار من جدران مجلس الوزراء هي بدورها قد فتت وشظت شعب العراق الى اجزاء على غرار (كوردي فيلي) ولكن باثنيات ومعتقدات اصغر فاصغر.... نحن لا ننكر واقع الالوان الزاهية التي هي مكونات العراق لكن ان يحسب الجزء من القومية قومية قائمة بذاتها امر نحن نحمله محمل عتاب شديد لانه تدخل في الكينونة القومية لوجودنا نحن ابناء الشعب الكوردي.. والكورد الفيليون جزء لايتجزأ من امة الكورد باسرها وكانوا وقود الثورة الكوردية وسر ديمومتها في كل المساعدات اللوجستية فضلا عن المشاركات الخطيرة والحساسة للاخوة الفيليين في القيادة الكوردية... فقد كان سكرتير اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني كورديا فيليا... اي الشخصية الثانية في الثورة الكوردية بعد البارزاني الراحل ولسنوات عديدة.. لانعتقد ان مثل هذه المعلومات خافية على وزارة المهجرين والمهاجرين في العهد العراقي الجديد.

الدكتور بدرخان السندي ـ رئيس التحرير
6/4/2006