في ذكرى قصف المدينة..أهالي حلبجة الكردية يحلمون بالتنمية والتعويض

من رحمان غريب
السليمانية (أصوات العراق)، 12/3/2006
في الذكرى الثامنة عشرة لقصف مدينتهم بالسلاح الكيماوي..حرص أهالي مدينة حلبجة الكردية على الإعراب عن أملهم في أن تتحول الذكرى الى مناسبة "لإعمار المدينة" و "مسح آثار الدمار والحروب"و"رعاية المصابين" و"تعويض المتضررين" ، لا إلى مناسبة لترديد "خطابات سياسية" ، وتكرار "وعود مؤجلة."
قال حكمت فائق الذي استشهد خمسة من أفراد عائلته في القصف وهم "والده ووالدته وشقيقاته الثلاث" إن "مدينتنا مهملة من قبل إدارتي إقليم كردستان والحكومة العراقية الجديدة." وأضاف لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة "بنظرة سريعة على مدينتنا يلاحظ المرء مدى الدمار والبؤس الذي تعيشه المدينة وأهلها" مطالبا المسؤولين "بإعمار المدينة و تعويض المتضررين."
أما شدانة نوري فإنها تطالب الحكومة ببناء قاعة للندوات والفعاليات الفنية والثقافية مضيفة "أتمنى أن تتحول الذكرى الى الإلتفات الجدي للمتضررين وتعويضهم."
وقال عزت حسين "أستشهد شقيقاي ولم أستطع إخراج جثة أيهما من تحت أنقاض منزلنا الى يوم الإنتفاضة 1991."
وطالب حكومة الإقليم ب"تعمير المدينة" والإبتعاد عن "الوعود المؤجلة" ورعاية ذوي الشهداء "وإعتبار شهداء القصف الكيمياوي شهداء الخندق."
ومن جانبها ،تساءلت دلسوز توفيق وهى إبنة شهيد "الى متى نسمع الوعود المؤجلة؟!".."فمنذ سنة 1992 تقام المهرجانات ونسمع الخطابات السياسية..كفى شبعنا من الوعود نحن بحاجة الى إعمار بيوتنا المهدمة فنحن الى اليوم نعيش في تلك البيوت المهدمة."
وطالب جلال محمود قادر وهو أول جريح من ضحايا القصف بان "يتحول مهرجان هذا العام الى مناسبة لوضع حجر الأساس لمجموعة من المشاريع الإنتاجية."
وتابع "وكذلك الإهتمام بذوي شهداء القصف وتعويض المتضررين والإهتمام بشريحة الشباب في المدينة وعدم ترك المدينة على جراحها."
وقالت خلات لطيف التي أستشهد والدها وشقيقها "لم نلحظ الى اليوم وللأسف إهتماما جديا بالمدينة..فالأنقاض على حالها..والوضع النفسي للناس مؤلم."
وطالبت الحكومة الكوردية والحكومة العراقية بتخصيص ميزانية خاصة للمدينة.
ومن جانبه ،قال شاهو محمد سعيد ممثل حكومة إقليم كوردستان في حلبجة إن الذكرى "ستشهد البدء بمشاريع إعمارية حيث خصصت حكومة الإقليم ثلاثة ملايين دولار لذلك."
واضاف ان حكومة الإقليم بدأت ببناء ملعب لكرة القدم يستوعب خمسة آلاف متفرج كما "كانت هناك وعود من قبل وزيرة الإشغال والإسكان لبناء ألف وحدة سكنية وارسال آليات للمدينة."
واشار الى ان الحكومة العراقية تسلمت "مطاليب تعبر عن واقع المدينة وإحتياجاتها ولم نستلم الرد لحد الان."
بينما ،قال آراس عابد رئيس جمعية ضحايا القصف الكيمياوي لحلبجة إن جمعيتهم سلمت البرلمان الكوردستاني مذكرة معنونة الى الحكومة العراقية تطلب فيها " تخصيص ميزانية خاصة للمدينة وتعويض المتضررين، وإعتبار 16/3 من كل عام يوم الشهيد في العراق." واضاف آراس الذي استشهد 12 شخصا من عائلته "نحن ننتظر تنفيذ الوعود التي قطعت لمساعدة مدينتنا وإعمارها."
وكانت مدينة حلبجة قد قصفت في 16 آذار مارس عام 1988،ويقول الاكراد ان القصف الكيماوي للمدينة ادى الى مقتل خمسة آلاف شخص من ابناء المدينة ويتهمون النظام العراقي السابق بتنفيذ القصف.
اط