تهجـير العـوائل: خيـوط طائفيـة لا تريـد التهـدئة والاسـتقرار

بغداد ـ الصباح

الحكومة مطالبة بالوقوف ضد هذه الظاهرة بحزم
رغم استنكار احزاب وقوى سياسية الا ان عملية تهجير العوائل الشيعية من بعض المناطق ذات الاغلبية السنية وبالعكس ما زالت موجودة. ويلفت المواطنون انتباه الحكومة الى خطر هذه الظاهرة
وما قد تؤديه ضد التهدئة التي يسعى الساسة ورجال الدين الى تطوير ركائزها لخلق مجتمع موحد متجانس غير مهدد بالفتنة الطائفية البغيضة.
وابلغ القسم الاعلامي لمكتب الشيخ جلال الصغير ان عصابات في منطقة ابو غريب استهدفت المواطنين الشيعة الساكنين في منطقة الحصوة التابعة الى ابو غريب بوابل من قذائف الهاون ثم اجبار العوائل على مغادرة المنطقة وترك بيوتهم حيث وصل عدد العوائل المهجرة الى (71)عائلة استقرت في مدينة الشعلة. وفي السياق نفسه قال مكتب الشيخ الصغير انه تم اجبار العوائل الشيعية الساكنة في منطقة الحي العسكري في الفلوجة ومن ثم احرقت بيوتهم امام اعينهم. في هذا السياق اشار بيان لحزب الدعوة الاسلامية الى عملية تهجير يتعرض لها المواطنون الشيعة في الطارمية. وقال البيان ان عوائل اجبرت على ترك منازلها ونزحت الى منطقة الشعلة هرباً من الموت، علما بان هذه الحالة ليست الاولى من نوعها بل سبقتها عشرات الحالات على مدى العامين المنصرمين. وقال البيان: نحن اذ نستنكر بشدة هذه الاعمال نهيب بعلماء السنة وفعالياتهم السياسية والدينية ان يقفوا وقفة مسؤولة للتأثير في الجماعات وابناء المناطق لايقاف هذه التصرفات ووضع حد لارتكاب من هذه الجرائم، والا ستخلق حالة من الفوضى وخاصة اذا كانت النفوس قد فقدت الصبر ونخشى ان تكون المعاملة بالمثل هي ردة الفعل على هذه التصرفات وهذا ما لا نرضاه ولا يرضاه كل عراقي غيور يضع الوطن فوق المصلحة ويتعامل مع العراقيين كل العراقيين بمستوى واحد بغض النظر عن انتمائهم العرقي او المذهبي. من ناحيته نفى الشيخ موسى الساري ما اشيع بشأن قيام مجاميع من التيار بالطلب من بعض العوائل من سكنة الرصافة بالرحيل. وقال في حديث خص به” الصباح “ امس ان التيار الصدري يؤكد ضرورة جمع الكلمة بين جميع الاطياف العراقية لحماية البلد ونبذ الطائفية والتفرقة . واوضح ان التيار الصدري لايقبل بتهجير اي عراقي من اية بقعة وتحت اي سبب كان. واعلن الساري عن استعداد التيار الصدري للدفاع عن اية مظلمة لاي عراقي مشيراً الى ان استخدام مثل هذه الاعمال تؤثر في استقرار البلد وامنه بما ينافي اهداف وتطلعات التيار. ووجه الساري عتبه إلى بعض المجاميع التي تهدد العوائل الساكنة في منطقة الطارمية والتاجي وتطالبها بترك منازلها وقال ان العراق للعراقيين ومن حق اي عراقي السكن في اية بقعة داخل حدود الوطن ولاينبغي تركها تحت اي ضغط او تهديد، داعياً الحكومة العراقية اتخاذ اجراءات سريعة للحد من هذه الظاهرة والتأكد من عدم انتشارها. واعرب المواطن ابو نجاة من منطقة الحسينية شمال بغداد عن استنكاره لما يتردد في منطقته من قيام مجاميع مجهولة مسلحة بتهديد عوائل لترك”الحسينية “. وقال موجهاً عتبه إلى الكيانات السياسية التي تم انتخابها والتي لم تتآلف حتى الان لتشكيل الحكومة وبين ان ما يجري على ارض العراق هو انعكاس للخلافات التي لم تحسم حتى الان بين هذه الكيانات. واكد المواطن عمر المشهداني من منطقة الطارمية ان اهالي الطارمية براء من المجاميع التي تحاول تهجير العوائل الشيعية التي تسكن فيها.
وقال ان عشيرته ارسلت مسلحين لحماية المجمع السكني الذي تقطن فيه عوائل من مدينة الكوت مبيناً ان بيوت جميع ابناء المنطقة مفتوحة للعراقيين لاظهار التآخي والتلاحم بين المواطنين على اختلاف اطيافهم ومذاهبهم.
من جانبه بين المحامي علاء الطائي احقية العراقي السكن في اية بقعة داخل حدود العراق وقال ان القانون العراقي ينص على احقية العراقي امتلاك العقار داخل الحدود الرسمية للعراق وبموجب هذا القانون فان من حق العراقي الساكن في زاخو الاستيطان في البصرة ومن حق مواطن الانبار استملاك الاراضي والعقارات في النجف. وقال ليس على الحكومة او اية جهة رسمية او غير رسمية تهجير اي مواطن الا بتقديم الاسباب القانونية التي توافق عليها الجهات القضائية او التشريعية، كأن تكون منطقة الاستيطان موبوءة بمرض معين او غير صالحة للسكن او فيها ما يخص مصلحة العراق كأن تكون منطقة نفطية يراد استثمارها او بناء منشأة ذات نفع عام كالشوارع والجسور والمعامل … وهذا لايجوز الا بصدور امر قضائي.

المصدر: جريدة الصباح، 28/2/2006