من يقف وراء جريمة تفجير مقامي الإمامين علي الهادي وحسن العسكري في سامراء ؟

الجريمة النكراء والخطيرة التي طالت مقامي الإمامين علي الهادي وحسن العسكري [ رضوان الله عليهم ] في سامراء ، والتي جرى تنفيذها من قبل عناصر حقيرة لا قِيمَ لها ولا أخلاق ، ولا إيمان بدين أو قِيمٍ إنسانية ، عناصر باعت نفسها بثمن بخس لمن دفعها للقيام بهذه الجريمة الشنعاء لتحقيق هدف أكثر خطورة وأفضع .
أنهم يستهدفون إشعال نيران الحرب الأهلية الطائفية باسم الدين والعقيدة ليحرقوا العراق وشعبه ، وستكون هذه الحرب أشد فضاعة من الحرب الأهلية في لبنان ، إذا ما استمرَّ المسؤولون في تجاهل الأخطار المحدقة بشعب العراق ، وفسحوا المجال واسعاً للعناصر الجاهلة التي يغلب على سلوكها التعصب الطائفي الأعمى لصب الزيت على النار ، هذه النار التي كما يدرك كل العقلاء أنها قد تبدأ بشرارة أو عود ثقاب ، وها قد بدأت ، ولكنها وبسبب الأجواء العراقية المحتقنة والخطيرة ، والصراع السياسي المكشوف على السلطة فإن نيران الحرب الطائفية ستنتشر كما تنتشر النار في الهشيم ، وعند ذلك لن يكون في مقدور احد السيطرة على الحريق ، وسيدفع الشعب ثمناً باهضاً من أرواح أبنائه ومن ممتلكاته مما لا أحد يستطيع تقديره .
إن الوضع الحالي الموشك على الانفجار يتطلب من كل الحريصين على مستقبل العراق وشعبه أن يعملوا وبأسرع ما يمكن على إطفاء نيران الحرب الطائفية قبل انتشارها ، وليكف الجميع عن الحديث الطائفي سنياً كان أم شيعياً ، وليعلم الجميع إن الإسلام الحقيقي يرفض رفضاً قاطعا هذا التخندق الطائفي ، ويدعو إلى الوحدة والتآلف والتعاون لما فيه خير الإنسان ، حيث يخاطب الله تعالى في كتابه الكريم المؤمنين قائلاً : [ يا أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله اتقاكم ] .
ولم يقل الله عز وجل أنا قلقناكم شيعة وسنة لتتخاصموا ويقاتل بعضكم بعضاً
لقد آلمني وأنا أطالع في صفحات الانترنيت دعوات مجنونة في التحريض وصب الزيت على نار الفتنة ليحرقوا العراق بأهله ، بعضهم بغير وعي منهم وآخرين بوعي وتصميم من أجل تحقيق أهداف ومكاسب سياسية في الصراع المكشوف على السلطة ، وهم يستهدفون تحريك الجماهير البسيطة غير الواعية والمنضبطة ، ودفعها إلى أتون الحرب الطائفية من أجل الإمساك بالسلطة حتى لو دُمر العراق ، وقضى مئات الألوف ، وربما الملايين على مذبح السلطة الملعونة .
اليوم وردني بريد الكتروني يحمل بياناً باسم شيعة العراق يشن فيه كاتبوه حملة شعواء على السيد رئيس الجمهورية الأستاذ جلال الطلباني ، والسفير الأمريكي زلماي خليلزاد وأضاف لها الطائفة السنية حيث يقول :
نؤكد مرة أخرى على أن المواقف والتصريحات وأساليب الإلتفاف السياسي الغادرة التي إنتهجها جلال طالباني، وبعض الشخصيات الكردية المساندة له، والقوى السنية المساندة للإرهاب الطائفي، والهوامش البعثية الخاسرة هي التي تدعم التحرك الإرهابي بكافة أشكاله ومواقعه ضد الشيعة في العراق. كما نشير إلى أن تصريحات وتحركات السفير الأمريكي الطائفي زلماي خليلزاد الأخيرة ساندت وبشكل واضح التحركات الإرهابية الخسيسة والجبانة التي تستهدف الشيعة في العراق، وكانت تلك التصريحات واللقاءات هي المشجع لمثل هذه الجرائم.
ثم يطالب المتحدثين باسم شيعة العراق بتحقيق ما يلي :
فك الإرتباط السياسي وبشكل كامل مع جلال الطالباني لأنه اثبت أنه لا يمكن أن يكون شريكاً سياسياً يستحق الإحترام والثقة.

فك الإرتباط وإلغاء التحاور والتفاوض مع القوى السياسية السنية التي تدعم الإرهاب والقتل الذي يستهدف الشيعة في العراق.

إيقاف قنوات اللقاء والتفاهم مع السفير الأمريكي الطائفي زلماي خليلزاد، والذي أثبت أنه لا يقل طائفية وغدرا عن الإرهابيين. ونطالب بأن يعود هذا السفير الطائفي فورا إلى بلاده وبلا عودة واستبداله بشخصية متوازنة تقدر الوضع الجديد في العراق.


وبودي أن أسال من أصدروا هذا البيان هل أن مهاجمة رئيس الجمهورية ، واحد أعمدة القائمة الكردستانية التي لا تستطيع القائمة الإئتلافية تشكيل الوزارة بدون التحالف معها يصب في مصلحة التحالف الشيعي ومصلحة العراق ؟
وهل يدرك كاتبوا البيان أن السفير زادة ينطق بما ترسمه السياسة الأمريكية ، وأن من يحكمون العراق اليوم ما كان لهم أن يجلسوا على كراسي الحكم ، بل لن يجرأوا على دخول العراق متخفين لولا الدبابات الأمريكية التي جاءت بهم على سدة الحكم .
وهل بمقدور حكامنا اليوم أن يتصرفوا خلافاً لمشيئة الحكومة الأمريكية ورئيسها بوش ؟ فأي جهل هذا لواقع الوضع في العراق ، وإلى أي مصير تريدون دفع العراق بهذا الطريق ؟
العراق أيها السادة العراق بلد محتل لا يملك شيئاً من السيادة ، وعليكم أن تدركوا هذه الحقيقية ، لا أن تقفزا فوقها ، وأن تتعاملوا مع هذا الواقع كي تستطيعوا تحقيق ما أمكن للعراق وشعبه بالوسائل السلمية ، ولن يفيدكم ، ولا يفيد الشعب العراقي هذا الصراخ ، وهذه الدعوات الفارغة .
إن من يسعى إلى دفع الجماهير بهذا الاتجاه الخطير سيتحملون مسؤولية كبرى أمام الله أولاً ، وأمام الشعب العراقي المغلوب على أمره ثانياً عن كل النتائج التي ستنجم عن هذا السلوك .
وعلى السلطة الحالية تقع المسؤولية الكبرى لمعالجة الوضع الخطير الناشئ عن الجريمة النكراء والمفجعة بقدر كبير من التعقل والحكمة ، وتهدئة الجماهير الهائجة أو المهيجة ، والعمل بكل جد وشفافية لتشكيل لجنة تحقيقية نزيهة ومحايدة لتتولى البحث والتحقيق عن الأيدي المجرمة والجبانة التي اقترفت هذه الجريمة ، والتعمق في التحقيق للوصول إلى من يقف وراءها ، ومن له مصلحة حقيقية في تدبيرها ، وإنزال العقاب الصارم بالفاعلين وأسيادهم عبر الحدود .
إن الحقائق سوف تنكشف عاجلاً أم آجلاً وسيعرف شعبنا من هم المجرمون الحقيقيون ، ومن دفعهم لهذه الفعلة الخسيسة والجبانة ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون .

حامد الحمداني
24/ 2/ 2006