الجعفري وحب السلطة واللعبة الخطرة
وددت ان لا ادخل في موضوع جعفري مرة ثانية ولكن ما نراه من عجب العجاب من جعفري
ومن بعض المطبلين له مدعاة للأشمئزاز ، ولا اعرف ما سر تمسك جعفري بالسلطة
بالرغم من الاخفاق المعيب والمشين له وللكثير من وزرائه ، في حكومة جعفري موزع
للبضائع في لندن (حمال باللهجة العراقية) يصبح وكيل وزارة وبعد اقل من ستة اشهر
يمتلك ملايين الدولارات ، والخدمات في عصره الذهبي تدنت بصورة رهيبة والغلاء
صار فاحشاً والفقر هو السيد الان في العراق كما اللصوص في حكومة الجعفري اثروا
الا ان يستثمروا اموال سرقاتهم في الدول الاوربية خدمة لفقراء العراق بمفهوم
جعفري وحزبه ، والارهاب صار مألوفاً ، واما الفساد فقد اعترف به الجعفري وقرر
هذه المرة محاربته كما ادعى في المرة السابقة انه بصدد محاربة الفساد ، الان
اود ان اوضح بعض الامور التي حدثت ومع الاسف ان الكثير من الاحزاب في الائتلاف
العراقي لم يعوها الا بعد فوات الاوان ، وقد كتبت مقالة سابقة قبل الانتخابات
عندما انضم الجعفري للأئتلاف وتعجبت كثيراً كيف وافقوا على دخول جعفري في
الائتلاف ، لما سببه من اخفاق وفساد .
جعفري اتفق مع التيار الصدري للدخول في الائتلاف ، وبما ان الصدريون يريدون ان
يكونوا هم فقط الممثلون للشيعة في الائتلاف ، وان هناك نوع من عدم الالفة بينهم
وبين المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ، وعلى ما اعتقد ان جعفري دغدغ
امالهم لكي يقصوا المجلس ، ويساندوا جعفري ، وبذلك يضرب جعفري الفريقين ببعض
ليكون هو وحزبه منفردين على الساحة ، وبهذه الاربع سنوات مستعد جعفري ان يعمل
اي شيء للبقاء في كرسي السلطة حتى وان اضطر لجعل الزرقاوي وزير للداخلية او
الدفاع مستلهماً افكارة من الطاغية النتن صدام حيث قام الاخير بأبرام اتفاقية
مع شاه ايران على ان يبقى البعثيين في السلطة ودحر ثورة الاكراد . الان يقوم
جعفري بلعبة مماثلة ، وجعفري سيقدم تنازلات للكل ويقنع الكل انه ديمقراطي
ومسالم ومتساهل ومتعاون مع الكل ( وكما يقال في الامثال يتمسكن لحد ما يتمكن )
، ان جعفري له اهداف معينة وغايات باتت معروفة الان . لقد سمعت احد المواطنين
ومن على شاشة قناة جعفري او كما تسمى العراقية قال الرجل بالحرف الواحد ان
الجعفري هو القوي الامين ، قد يستغرب البعض لماذا احاول ان ابرز هذه القضية وان
كل مواطن حر يقول مايشاء وان هذا لا يعني ان للجعفري دور في اعتقاد البعض ،
ولكي نكون اكثر حنكة علينا ان نعود الى الوراء قليلاً ماذا كان يقول المواطن
البسيط في العهد المباد الم يقول نفس هذا المواطن عن الطاغية صدام القائد
المنصور حفظه الله ، ومن اين كان للمواطن ان يعرف ان الطاغية هو القائد المنصور
ان لم تكن الماكنة الدعائية تبث هذه السموم ، والان افراد حزب جعفري يقومون
بنفس الدور يصفون جعفري بالقوي الامين ، والحريص على العراقيين وحامي الحمى
وواهب العطايا والانعام والكثير من الاوصاف والالقاب التي تمجد به وبدوره ،
واذا قلنا لهم ان الحكومة لم تقم بشيء يذكر والفساد بقي على حاله ان لم نقل زاد
والمحسوبية بقت كما هي وازدادت اضعافاً مضاعفة ، يقولون ان الحكومة كانت لكتابة
الدستور ، ونسأل ما دور جعفري في كتابة الدستور ؟
جعفري ترك امور الدستور على عاتق المجلس الاعلى ولكي يبني لنفسه امبراطورية
الهبات والعطايا ويتحالف مع الاخرين ليضربهم ببعض ويفوز هو وحزبه في اخر المطاف
، وهذه اللعبة ليست بالجديدة فالبعثيون استغلوا الشيوعيون ليضربوا بهم القوى
الوطنية ولكي ينقلبوا عليهم في اخر المطاف ، قد يقول البعض ان مثل هذه المقارنة
غير جائزة او غير صحيحة ، وان جعفري زاهد للسلطة كما يدعي بعض مطبليه ، ولكن
نقول ما سر تمسك جعفري بالسلطة بعد فشل حكومته وما سر تحالفاته المبطنة والغير
معلنة ، وما سر مكوكيته لكسب ثقة الاخرين لتشكيل حكومته ، ان جعفري يلعب لعبة
خطرة في محاولة السيطرة على الائتلاف والتحكم بالاخرين ، لكي نرى بعد اربعة
سنوات كيف العراق يتحول الى دعووية جعفري ، ولكي ننتظرخمسة وثلاثين سنة اخرى
لنتخلص منه .
اود ان اقول شيء عن المدافعين عن جعفري هؤلاء استخدموا اقبح وارذل الكلمات على
وجه الارض في رسائلهم التي وجهوها لي عندما كنت افضح ممارسات سيدهم وهذه
الكلمات لا تصدر الا من اناس قد لفضهم الارض من وساختهم، واما تهديداتهم فلم
ولن تكون له مثيلاً الا عند جلاوزة الطاغية الملعون صدام ، فمثل هؤلاء الذين
يدافعون عن جعفري سيتحكمون بنا الى سنوات عديدة وسيعيدون بنا الزمن الى زمن
طوفان الظلم .
المهندس بهاء صبيح الفيلي
baha_amoriza@hotmail.com
14/2/2006