رسالة مفتوحة الى الرئيسين مام جلال وكاك مسعود: إلى متى يتوجب على الايزيدية التضحية ويعاملون بالاهمال والتهميش

فخامة مام جلال طالباني رئيس العراق الفدرالي المحترم
سيادة مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان العراق المحترم

تحية طيبة وبعد،
باسم مناصري ومؤيدي التجمع الديمقراطي الايزيدي، نتوجه الى فخامتيكما بهذه الرسالة المفتوحة، لان هذه القضية هي ليست قضية سهلة وبسيطة. بل قضية مجتمع برمته كان يعلق الامال عليكم، فصدم بالاجحاف والاهمال بحقه.
اسمحوا لنا في المقدمة أن نعلم سيادتكما مسألتين هامتين قبل ان نعرض قضيتنا:
1. لقد شارك الايزيديون بقوة في الاستفتاء، ولبّوا دعوة القيادة السياسية الكوردستانية للتصويت بنعم للدستور، فكانت اصواتهم اكثر من (153000 صوت) في محافظة نينوى، مما انجح الدستور، ولو قال نصف الايزيدية لا للدستور لسقط بالثلثين في المحافظة، ولرجع العراق الى نقطة الصفر في العملية السياسية.
2. شارك (161722 ايزيدي ) في الانتخابات وكانت حصة التحالف الكوردستاني بالارقام الدقيقة
كما يلي:

ا- جنوب سنجار 32000 صوت من مجموع 55000
ب- ناحية الشمال 15000 صوت من مجموع 29000
ج- قضاء الشيخان 16335 صوت من مجموع 18933
د- قرى الايزيدية في قضاء تلكليف والقوش 29810 صوت من مجموع 39917 هـ- مناطق الايزيدية في محافظة دهوك 14250 صوت من مجموع 15440 و- بحزاني وبعشيقة 4082 صوت للتحالف الكوردستاني

أي ان الايزيديون منحوا 108477 صوتا للتحالف الكوردستاني. ولو راجعنا اصوات التحالف في محافظة نينوى، لوجدنا ان مجموعها كانت 179127 صوت، وهذا يعني أن اكثر من 53% من مجموع اصوات التحالف الكوردستاني في محافظة نينوى كانت اصوات الايزيدية. وبالمعادلة الحسابية البسيطة كان يفترض تخصيص (3) مقاعد للايزيدية من (53) مقعد للتحالف للكوردستاني .
ولكن مع الاسف الشديد لم نحصل ولو على مقعد واحد !!
وهكذا هو حال تمثيل الايزيدية في السلطات والمؤسسات والمراكز السياسية التي حصل عليها التحالف الكوردستاني، والبرلمان العراقي المنتخب، حيث لا نجد اية كفاءة ايزيدية في هذه المراكز الحكومية، حتى الشخص الوحيد الذي كان يشغل منصباً رفيعا في الحكومة المركزية، اعفي من وظيفته بسبب مقالة واحدة كتبها مدافعا فيها عن حقوق الايزيدية. بينما العشرات الذين كانوا يشجعون الارهاب والعنف ويقتلون الشعب الكوردي، يحتلون اليوم الصدارة في المجالس السياسية التي ترعونها.

ولو نقّيم المعاناة الراهنة التي يعيش فيها الايزيديون في مناطقهم، نجدها تدعو للحزن والاسى . فليس هناك من اهتم او يهتم بها، وانشطة الاحزاب الكوردستانية منصبّة في المكاسب الحزبية، دون الاهتمام بحقوق الفرد الايزيدي، كونه انسانا ومواطنا من هذا البلد. ويلاحظ المرء، وبأسف، وجود تمايز واضح، في تعامل القيادة والسلطات الكوردستانية، مع المناطق الاخرى الشبيهة بوضع مناطق الايزيدية. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يتوجب على الايزيدية التضحية دائماً، دون ان يحق لهم ان ينالوا ولو جزءا من حقوقهم؟ والى متى سيبقون مواطنين من الدرجة الادنى والى متى تبقى حقوقهم مهضومة دون سبب؟؟

فخامة الرئيسين،
اننا نرفع هذه الرسالة المفتوحة لسيادتكما مطالبين بعد الغبن الكبير الذي اوقع بحق الايزيدية في حرمانهم من مقاعد البرلمان العراقي، ان يكون هناك تمثيل ايزيدي حقيقي في التشكلية الوزارية الجديدة في بغداد وفي اربيل، بمنحهم حقيبة وزارية على الاقل، معتمدين على الكفاءة وليس على اساس الولاء الحزبي. فهناك العديد من الايزديين المؤهلين لهذه المناصب حيث نعتبر ذلك حقا طبيعيا للايزيدية يقع على عاتقكم شخصيا.
فاذا كان الايزيديون جزءاً من الشعب الكردي، فمن حقهم عليكم ان تراعوا وجودهم. واذا لم يكونوا كذلك، فالايزيدية نصف مليون عراقي ومن حقهم الطبيعي ان يتم مراعاتهم في حكومة الوحدة الوطنية التي تدعون اليها. وان التحالف الكوردستاني مطالب بان ينفذ برنامجه الانتخابي الذي وعدتمونا به بخصوص الشعب الكوردي عامة والايزيدية خاصة، حيث كنتم قد خصصتم فقرة خاصة بمعاناتهم ووعدتم جماهير الايزيدية ان ترفعوا الغبن عنهم.
اننا في التجمع الديمقراطي الايزيدي، مثلما وقفنا الى جانب التحالف الكوردستاني، وكنا قد دعونا الايزيدية من خلال بيان رسمي اصدرناه قبيل الانتخابات للتصويت لصالح قائمة التحالف الكوردستاني. نطالبكم ايضا باستيعاب الخصوصية الايزيدية في كوردستان، فالايزيدية هم المجموعة الوحيدة من الكورد الذين لايدينون بالاسلام. واستيعابكم لهذه الخصوصية، هو السبيل الامثل
لاقناع العالم الخارجي ان الشعب الكوردي، شعب لا ينظر للامور من زاوية الدين الضيقة. وان القيادة الكوردستانية لاتعمل على اعتبارات طائفية او دينية، بل على اعتبارات وطنية وقومية انسانية ناضجة.
ان ثقتنا بشخصيكما الكريمين، هي التي تعطي الامل لجماهيرنا التي صوتت لقائمة التحالف الكوردستاني وناصرتها مرات عديدة. حيث كنتما ولاتزالان المدافعان عن حقوق الايزيدية، واننا على يقين بان حقوقهم لن تهضم واصواتهم لن تذهب هدرا .

وتقبلوا منا فائق الاحترام والتقدير

قيادة التجمع الديمقراطي الايزيدي
المانيا الاتحادية في 10 شباط 2006
الموقع الرئيسي: www.yezidi-community.com
البريد الالكتروني: ezidi_group@yahoo.de

المصدر: صوت العراق، 11/2/2006