معظم العراقيون يريدون من حكومتهم ايجاد سكن ملائم لهم

PUKmedia: بغداد: مهدي محمد: تعاني شريحة كبيرة من العراقيين من شدة ارتفاع الاسعار وتضاعف بدلات الايجار بالنسبة للعقارات، ورغم مواعيد الجهات الرسمية المعنية بقطاع الاسكان وخططها الطموحة في تخفيف هذه الازمة.

الى ان القريب القادم سوف يشهد كما يبدو تحسنا في اوضاع تلك الشرائح التي ارتفعت اصواتها وازدادت آلامها بسبب عدم قدرتها على تسديد بدلات الايجار التي شهدت ارتفاعا جنونياً.

العوائل في العراق اكثر ما تريده من الحكومة الجديدة جدية تلك الخطط التي رسمتها في انقاذها من براثن الاخطبوط الذي بدأ يفتك بمقوماتها المادية البسيطة.

ـ يقول هادي كاظم (30) عاما : انا صاحب عائلة مكونة من (3) اطفال طلب منا مناشدة المسؤولين في الحكومة الجديدة ان يلتفتوا الى ابناء الوطن الفقراء وان يجدوا لهم حلا لأزمة السكن، واضاف لقد طالت معاناتنا سنوات، واليوم نتطلع الى من يسمع صوتنا ونداءنا، ألسنا مواطنين؟! أليس من حقنا ان يكون لنا بيت ملك في هذا الوطن؟! او قطعة ارض تشعرنا بالانتماء اليه..

في مدرسة شباط الابتدائية المختلطة في القاهرة تقول السيدة ام محمد حيث تسكن في مبنى يتكون من غرفتين صغيرتين هي جزء من بناية المدرسة، : من اجل السكن عمل زوجي حارسا في المدرسة التي هيأت مكاناً للسكن في المدرسة، واضافت: لم يعمل زوجي بهذه المهنة من اجل الراتب الذي يدفع له، بل من اجل السكن، فبعد ان سكنا في هذا المبنى الصغير شعرنا بالاطمئنان والراحة بعد معاناة طويلة من التنقلات المستمرة والبحث عن سكن مناسب.

ـ المواطنة اسراء موفق خريجة معهد وحاليا ربة بيت، قالت: انا مهددة الان باخلاء شقتي وقد حكمت المحكمة لصاحب الملك باخلاء الشقة رغم الظروف الصعبة التي نعيشها ما لم اقوم بدفع بدل (300) الف دينار بعد ان كان (75) الف دينار.. حيث عمل صاحب الملك وبأساليب ملتوية وغير شرعية من اجل حصوله على الشقة التي اسكنها، وانا ليس لدي راتب وظيفي لأتمكن من دفع الأيجار الذي يصل حاليا الى (300) الف دينار واكثر.. اناشد السادة الوزراء والمسؤولين حل مشكلتي وهي توفير مكان للسكن لي انا واطفالي القاصرون.

ـ المواطن سيف احمد (40 عاما) مدرس، عن اسباب ارتفاع اسعار العقارات في بغداد، قال: ان اهم اسبابها هي ان الذين قاموا بالسلب والنهب لا يرغبون ببقاء الدولارات معهم، هم الذين رفعوا اسعار العقارات، وهذا احد الاسباب، واما السبب الاخر فهو عودة الكثير من الناس الذين يرغبون بشراء عقارات لهم داخل وطنهم..

ـ المواطن ابو حيدر صاحب مكتب الامل لبيع وشراء العقارات، قال: ان الحديث عن الملكية العقارية وارتفاع بدلاتها القيمية والمادية وارتفاع بدلاتها تشعب لانه يتعلق اصلا بالقوانين المعمول بها في العهد السابق، فالقانون الضرائبي التصاعدي السابق يصل الى 75% من قيمة ربح العقار وقانون ايجارات السكن، جعل اصحاب رؤوس الاموال يعزفون عن توظيف رؤوس اموالهم في المجال العقاري لان مردودها الربحي ضعيف، كما ان الدولة ليست لديها خطة جدية وفق منهج مدروس ومبرمج في بناء وحدات سكنية او بنايات كبيرة بالمساطحة الا بشكل محدود لا يفي بالغرض ولا يسد حاجة البلد.

ـ المواطن الحاج عبود العامري (صاحب مكتب القناعة لبيع وشراء الدور والعقارات) الذي اجاب عن سؤالنا حول ارتفاع اسعار العقارات في بغداد فذكر لنا ان عملية البيع والشراء مستمرة لدى دوائر التسجيل العقاري وكوني صاحب مكتب عقارات فاني ارى ارتفاعا كبيرا في اسعارها من خلال المكاتبات التي ادونها بين البائع والمشتري، وحول ملاحظة هل عمليات البيع مستمرة خلال المدة الاخيرة؟ اجاب قائلا: نعم كما اسلفت لكم المبيعات مستمرة لكنها اقل مما كانت عليه في بداية سقوط النظام حيث ان جميع (الحواسم) قد اشتروا العقارات اذ كانت اوفر وارخص، ولم يكن المواطنون على دراية بتطور الاحداث.. كما ان هناك سببا اخر قد برر ارتفاع اسعار العقارات في العاصمة بغداد وهو ان الكثير من العراقيين حرموا ولسنوات عديدة من السكن في العاصمة او التملك فيها بسبب القرارات السابقة وبعد ان الغيت هذه القرارات صار بامكانهم التملك (تعداد 1957 ) .

في مديرية التسجيل العقاري يقول (علي عبد السادة) الموظف في مديرية التسجيل العقاري الذي اجاب عن تساؤلنا حيث قال: اعمل منذ (15) عاما في العقارات والاملاك فاستطيع القول ان ارتفاع الاسعار في العقارات وصل الان الى اكثر من سبعة اضعاف السعر الاصلي وهذا الارتفاع لن يزول في الوقت الحاضر ولربما ستزداد الاسعار ارتفاعا فيما بعد ويعود هذا الارتفاع بالاسعار الى جملة اسباب اهمها التضخم الحاصل في جيوب البعض سواء اكان عن طريق مشروع ام غير مشروع والسبب الاخر هو عودة العراقيين الذين غادروا البلاد وهؤلاء وان كانوا لا يقيمون في العراق ولكنهم يرغبون بشراء عقار لهم داخل البلد بالاضافة الى ان الكثير من الاحزاب قامت بشراء العقارات، ناهيك عن عودة المهجرين الى البلد بالاضافة الى نزوح اصحاب رؤوس الاموال من المحافظات الى بغداد العاصمة.

كما ان هناك سببا اخر قد برر ارتفاع اسعار العقارات في العاصمة بغداد وهو ان الكثير من العراقيين حرموا ولسنوات عديدة من السكن في العاصمة او التملك فيها بسبب القرارات السابقة وبعد أن الغيت هذه القرارات صار بامكانهم التملك تعداد 1957.

المصدر: PUKmedia، 12/2/2006