امانة بغداد ... وتبديد الاموال

جاء مدير المالية للمدير العام في عهد الطاغية يخبره بوجود عجز نتيجة اخطاء مالية ارتكبها المدير متجاوزا صلاحياته فتفتقت عبقرية المدير عن حل للمشكلة - سنقوم بترتيب حفلة في يوم 8 شباط نخفي فيه ما فقد بل ونزيد ما يدخل جيوبنا.
وفعلا تمت الحفلة واختفت الاموال وضاع النقص المالي بل واضاع مدير المالية اموال اكثر في تلك الحفلة لتدخل جيبه ايضا فلا احد افضل من احد في عالم السرقات والاختلاسات الكل سواسية .. الكل لصوص .. وجاء من يهناء المدير العام ذاك ويبشره ان الطاغية قد اخذ علما بالحفلة وهو يشد على يده وعلى ايمانه بمبادىء البعث البائد وهو اي المدير العام قد بات على بعد خطوة من الوزارة.
لا اعلم لما اتذكر تلك القصة وانا ارى تصرفات المسؤولين في امانة بغداد .. ففي الفترة الواقعة قبل كل شتاء تتفتق عبقرية القائمين على الامانة بعمل ما لا يستفاد منه سوى ان اموال تصرف وتنزل اقيامها من سجلاتهم وفق ترتيبات معينة .. ففي الشتاء الماضي صرفت الملايين لصبغ مقتربات والجسور المقامة على طريق القناة فيما انفاق تلك الجسور تمتلىء بالماء وتستحيل الى بحيرات !! وهذه الايام وقبل موسم الامطار تفتقت عبقريتهم على مشروع تطوير وتحسين وتجميل وتعشيب الساحات في بغداد وهو امر كسابقه لا باس به متى ما اتمت الامانة كل الامور الضرورية والتي تمس حياة المواطن , فعلى سبيل المثال تطوير ساحة وحديقة الامة في الباب الشرقي هل لدى الامانة التصور الكافي للحديقة وعلى جانبيها الباعة المتجولين والذين يبيعون كل شيء؟!! .. هل تعلم الامانة مثلا ان هذه المنطقة ومنذ عهد الطاغية كانت ولا زالت مرتعا للصوص والقتلة الماجورين واصحاب الشذوذ الجنسي والمتاجرين بالحبوب المخدرة ؟! الم يكن الاجدى معالجة تلك الظاهرة وتلك الحالة والشروع بعدها بتطوير الساحة وتجميلها فمن سيجرأ على ارتياد الساحة تلك والتمعن في جماليتها ؟! وهل تعلم الامانة ان ملايينها التي تنفقها للمقاول الرئيسي ويستلم دفعاتها ولن ينفذ منها شيء لانه اعطاها لمقاول ثانوي وذاك اعطاها لمقاول اخر كما حدث في احدى الساحات فحين اخبرني المنفذ بالامر ضحكت وقلت له واللقمة الكبيرة اصبحت في فم المقاول الاول واللقمة الصغيرة في فم المقاول الثاني فما تبقى لك وانت المقاول الاخير او المنفذ ؟ قال اتفاق بيني وبين المهندس المشرف على زيادة الكميات واستلام الساحة باي كيفية !!! ... المهم حين يصرخ البسطاء ويطلبوا الغوث من الدولة لان مياه الامطار حلت ضيفا في بيوتهم يبرز مسؤولوا الامانة وعلى راسهم امينها ليقول (لا يوجد تخصيص مالي للمجاري ) فيما الملايين تبدد هنا وهناك .. وحين يصرخ المستضعفين ليشكو من الطرقات التي امتلاءت حفرا وبات السير فيها مستحيلا يضع مسؤولوا الامانة وعلى راسهم امينها ايديهم على كروشهم المتخمة ويبرزوا على شاشات التلفاز ليهددوا بالاستقالة ان لم تخصص الدولة لهم المليارات ليسرقوها بحجة المجاري والخدمات كما يفعلون الان بحجة تطوير الساحات .. ان التحديات التي نواجهها كبيرة وكثيرة وعلينا ان نضع الخطط لمجابهة تلك التحديات لا ان نجير تلك التحديات للمصلحة الانية الشخصية او ان نلوي ذراع الحكومة ونحملها تبعات قصورنا.

علي الكلاواي
ali_alkalaway@yahoo.com
11/2/2006