القاضي رؤوف رشيد عبدالرحمن في لقاء خاص لـ PUKmedia

أقسمت أن احكم بالحق والعدل والانصاف، وإن كان لديّ شعور آخر غير شعوري كقاضٍ لتنحيت عن مهنتي PUKmedia لقاء:كاروان أنور

في أول لقاء صحفي له قال القاضي رؤوف رشيد عبدالرحمن الذي ترأس اليوم 29/1 الجلسة الثامنة لمحاكمة صدام حسين و7 من اعوانه بقضية الدجيل في تصريح خاص لموقعنا PUKmedia، قال: ان القاضي رزكار مثل دوره بكل صدق وأمانة وشرف وكرجل قضاء، وانا مكمل لما بدأ به القاضي رزكار.
يذكر ان القاضي رؤوف رشيد من اهالي منطقة حلبجة الشهيدة التي تعرضت أيام نظام الحكم البائد للقصف بالاسلحة الكيمياوية وأستشهد فيها اكثر من 5 آلاف مواطن كوردي في 16/3/1988.
وفيما يلي نص المقابلة الخاصة التي اجراها رئيس تحرير الموقع مساء اليوم 29/1 في تمام الساعة التاسعة والنصف مساءً مع القاضي رؤوف رشيد:
**سيدي القاضي في البدء نهنئكم لمناسبة تسنمكم هذا المنصب ونود أن نطرح عليكم عددا من الاسئلة بخصوص جلسة اليوم والجلسات الاخرى، وبامكانكم الرد او عدم الرد عن اسئلتنا:
س/ أود أن أطرح عليك سؤالا شخصيا.. وهو بماذا شعرت أنت كمواطن من اهالي مدينة حلبجة التي قام صدام بقتل 5 آلاف مواطن منها في دقائق، واليوم كنت تحاكم صدام حسين؟
ج/ انا تحت القسم، أقسمت أن احكم بالحق والعدل والانصاف، وإن كان لديّ شعور آخر غير شعوري كقاضٍ لتنحيت عن مهنتي ومن المحكمة، والله شاهد إن تلك القضية (حلبجة) لم تخطر في بالي. وفي لحظة ورود هذه الفكرة في ذهني للحظة، سأتنحى من المحكمة مباشرة.
س/ ما هو وجه المقارنة بين محاكم العراق أيام نظام حكم صدام حسين، والجلسات الثمان التي ترأسها قاضيان كورديان في العراق الجديد وأحدهما هو رؤوف رشيد؟
ج/ لا مجال للمقارنة بين الحالتين، ولا أحد يستطيع المقارنة بينهما، وان الفرق بينهما كالفرق بين الارض والسماء، لانه في النظام السابق كانت المحاكم في نظام الحكم الواحد (توتاليتاري) وكانت المحكمة وجها للسلطة، والآن المحاكم والسلطة القضائية جزء مستقل من ادارة الدولة، وأثناء الحكم السابق كان الحاكم يعين بقرار من مجلس قيادة الثورة. والآن الحاكم يتعين بقرار مجلس القضاء، والفرق كبير جدا واذا اكتب عن ذلك سيكلف وقتا طويلا. وإن المحاكم حاليا مستقلة، تابعة لمجلس القضاء، ومجلس القضاء مستقل وغير تابع حتى لوزارة العدل.
س/ ما هو الحل القانوني الذي تتبعه محكمتكم الموقرة اذا رفض المتهمون الحضور في جلسات المحكمة؟
ج/ هذا سؤال اجرائي لا اجيب عليه الآن، ويمكن الاجابة عليه من قبل المحكمة بل وأثناء جلسات المحكمة، وخارج نطاق المحكمة لا يجاب على هذا السؤال، وفي حينه يمكن الاجابة عن سؤالكم اثناء مجريات المحكمة.
س/ بعد انتهاء شهادات الشهود ما هي الاجراءات القانونية الاخرى التي تتخذها المحكمة الموقرة ؟
ج/ هناك مسائل اجرائية اخرى يجب ان تتبعها المحكمة، ولحد الآن نحن نستمع للمشتكين، وبعدها نستمع للشهود إن وجدوا، ومن ثم سنطبق قانون الاصول الاجرائي، وان المحكمة تسيير خطوة خطوة لحد الوصول الى النهاية.
س/ ان العراقيين يعرفون حجم الجرائم التي ارتكبها نظام صدام والمتهمين الآخرين طيلة ايام حكمهم، لذا ينظرون الى المحكمة نظرة ازدراء، الا يمكن ان تشفي المحكمة غليل العراقيين وأن لا تتأخر عقد الجلسات كل هذا الوقت؟
ج/ ليس لديّ جواب عن القسم الاول من سؤالكم بل الجواب تسمعونه أثناء المحكمة ..، وعن القسم الثاني من السؤال وهو الاسراع في الحكم.. فكل دعوى لها كيان مستقل، وكل جلسة للمحكمة تبدأ خطوة بخطوة لحين الوصول الى النهاية، وان جلساتنا في مراحلها.
س/ حول ادائكم لدوركم ودور القاضي السابق، هناك صنفان من الناس من يرى اداء القاضي السابق أفضل، ومن يرى ادائكم افضل، علما انكما لا تمثلان سوى القانون.. فبرأيكم ما هو وجه الخلاف في نظرة المواطنين عن ادائكما؟
ج/ بالنسبة للقاضي رزكار مثّل اداءه بكل امانة وشرف وجدية، كرجل قضاء، ومن يعاتب على القاضي رزكار ليسوا أهل القضاء ولا يفهمون في القضاء والمحاكم، وبالنسبة لعملي هو مكمل لما بدأ به القاضي رزكار محمد امين، ولكن لكل واحد اسلوبه دون ان يغير النظام الاداري للجلسات والمحكمة، ونحن كقضاة لا نهتم لآراء السياسيين، السياسيون لديهم وجهات نظرهم الخاصة، وهم ينظرون الى الحياة بنظرة خاصة بهم، والقاضي لا يلتزم الا بالقضية التي امامه، والقاضي يخدم المحكمة.
س/ سؤال شخصي آخر وبامكانكم عدم الرد عليه..هل فقدت أحدا من اقربائك في فاجعة حلبجة؟
ج/ لا أجيب عن هذا السؤال الآن، سأجيب عنه في الوقت المناسب، ولكن أؤكد لك كمواطن من حلبجة، بأنني تحت القسم، ولا أخسر قسمي نتيجة وجود شيء في نفسي، وإن شعرت بوجود أي شيء في نفسي، سوف أترك القضية واتنحى عنها، وان لم تقبل تنحيتي سوف اترك عملي، ولا أسمح لعاطفتي أن تغلب على ضميري، وانني قاضٍ وأقسمت بكتاب مقدس، وهو القرآن وإنني لا اتجاوز حدود قسمي لكائن من يكون، أنا رجل صادق مع ربي ومع نفسي.
س/ ما هي كلمتكم الاخيرة من خلال موقعنا؟
ج/ أريد الأمانة التامة في نقل ما قلته، واتمنى لكم التوفيق في عملكم.
ونحن نشكركم جزيل الشكر ونتمنى لكم التوفيق والنجاح..

المصدر: PUKmedia، 29/1/2006