حول التصريح الصحفي لوزارة المهجرين والمهاجرين

لقد صرح الممثل الاعلامي لوزارة الهجرة والمهجرين بتصريح مفاده اننا قد اقمنا الدنيا ولم نقعدها بشأن مؤتمر مانشستر وادعوا اني صاحب الضجيج وبعض من امثالي على حد زعمهم لا لشيء سوى لأن الوزارة ابلغتنا بأنهم سيدفعون مبلغ 150 باوند ، ولكي نفند التصريحات الصحفية نقول للممثل ستار نوروز ان كلامك غير صحيح ، وانا شخصياً قد بلغت (بضم الباء) بموعد المؤتمر قبل ثلاثة ايام من انعقاده ولم استطع الحصول على تذكرة في باديء الامر لأن لا يمكن الحصول على تذكرة بهذه السرعة ، ولكنني وجدت تذكرة اللحظة الاخيرة كما يعرف في اوربا وسعر هذه التذكرة رخيصة جداً ولم تتجاوز سعر التذكرة المائة باوند ، ولكنني فوجئت بأن لم تكن الدعوة للمؤتمر عامة ولم تكن معلنة ولم يكن لي العلم بأن العراقيين في السويد والمنظمات والتجمعات الاجتماعية والسياسية والهيئات العلمية لا تعلم بأمر المؤتمر . فكان ردنا طبيعياً ان نرفض الدعوة من اساسها وخصوصاً ان حضور الوزيرة كان غير مبرراً لأنها وبصراحة منتهية وزارتها ، وياترى هل العدد الضخم من الموظفين الذين اتوا لبريطانيا والذين قد بلغوا سبعة عشر شخصاً كما ادعوا هم ايضاً ضرورة قصوى لوجودهم ؟ وهل حلت بذلك الوزارة مشكلة المهجرين والمهاجرين ؟ ولماذا لم يعلم بعقد المؤتمر اي شخص فقط عندما انتقدت المؤتمر لسريته ؟
نود الان ان نرد على الوزارة بصورة اكثر وضوحاً واكثر دقة عن منجزاتها القيمة وكيف ان الوزارة لا تعمل الا بعد ان تثار ضجة اعلامية حولها وبعد ان يوجه النقد لها.
ان الوزارة لم تقم بأي عمل من اجل انقاذ اي من المهجريين المنتشرين في مخيمات اللجوء في دول الجوار وعندما اثيرت ضجة حولة مخيم ازنا في ايران ومخيم رفحاء في السعودية دب النشاط في الوزارة واحست الوزيرة بالتقصير ولكن متى حدث كل ذلك ؟ سؤال اخر اود ان اوجهه لوزارة تعلق لوحة مكتوب عليها وزارة المهجرين والمهاجرين ، اين المهجرين والمهاجرين من هذه الوزارة ؟ واين يختبيء العاملين في الوزارة وما هي المنجزات العملية لهذه الوزارة بالمقارنة مع خدماتها ؟
هل تكون المنجزات مجرد وعود وكلام يطلق في الهواء ؟ لماذا يقدم مستشار رئيس الجمهورية وبطلب من رئيس الجمهورية لزيارة مخيم ازنا ويقدم لهم المساعدات الانية ؟ هل واجب رئاسة الجمهورية هذه ام واجب رئاسة الوزراء والوزراء المختصين كوزيرة الهجرة بالذات ؟ اذن نصل الى معادلة وهي ان وزارة المهجرين مقصرة ولم تؤدي واجبها بالصورة المطلوبة منها وبالتالي فرئيس الوزراء هو المسؤول المباشر عن الوزير ويعتبر مقصراًايضاً .
هل ذهاب الوزيرة لأستراليا كان اوجب ام ذهابها الى اناس معرضين للموت من الجوع والبرد في ازنا ، ان الوزيرة ذهبت الى بريطانيا ليس لأجل عيون المغتربين وكما يظن البعض وكما كتب عنه بعض من الاخوة بالرغم من معزة ومكانة بعضهم لدينا من الذين نعرف جيداً ولائهم للعراق وهم فعلاً يحبون خدمة العراق والعراقيين ، ان وزيرتنا كانت منتهية ولايتها ولو كانت ظروف البلد اعتيادية لما كانت باقية في الوزارة ولكان هناك وزير اخر في مكانها .
ان ذهاب الوزيرة والوفد الضخم المرافق لها لهو دليل بعدم الشعور بالمسؤولية ، ولو ان عدة اشخاص من هؤلاء قد ذهبوا الى مخيم ازنا او رفحاء لما كان اجدى وانفع ، والمبالغ التي صرفت على الوزيرة والوفد لو انها صرفت كمساعدات انية الى اخوتنا في المخيمات المحيطة بالعراق كان اجدى وانفع .
ايها الاخوة والاخوات نحن ان سكتنا سنكون مشتركين في هذا الفساد وان شجعنا على ذلك نكون من المفسدين.
ان الحكومة تبرر الفساد وقلة الخدمات بالارهاب والارهابيين ونود ان نسأل من المسؤول اذن على اتساع ضاهرة الارهاب اليس ذلك نوع من التقصير من قبل الحكومة التي لم تستطع توفير الامن للمواطنين ولم تستطع ابداء الحزم للمروجين للأرهاب والارهابيين ، ونحن نستمع مراراً وتكراراً لأناس يروجون للأرهاب دون ان تحرك الحكومة ساكناً ، ان البلد يمر بدوامه عنيفة فالارهاب يحرق المواطنين الابرياء والفاسدين يسرقون لقة عيشهم .
انا لا انتقد اي شخص لشخصه ولكن انتقده لمنصبه الذي شغله دون ان يؤدي ما عليه ، وليس من الحكمة ان نقول ان العملية الديمقراطية في اوله وعلينا ان نقبل بالاخطاء التي تحصل ، ان الخطأ هو خطأ والفساد ليس له معنى غير الفساد والمحسوبية تبقى محسوبية و الظلم لا يكون له تفسير غير الظلم الا عند الظالمين .
ان الخطأ يلحقه اخطاء وبذلك سوف يأتي اليوم الذي لا يمكننا السيطرة على الاخطاء ان سكتنا عنه اليوم.
ليست الوزيرة معنية فقط بهذه التصرفات الغير مقبولة بل هناك الكثيرون قد قاموا بنفس انجازاتها من الوزراء والمسؤولين . ولسنا الذين نذرف دموع التماسيح كما تدعي الوزارة فهل قول الحق صار دموع تماسيح والوقوف ضد الفساد والخطأ تفسر بهذه التفاسير الكيفية .

المهندس بهاء صبيح الفيلي
baha_amoriza@hotmail.com

المصدر: صوت العراق، 29/1/2006
 


ملحق
كان عقد المؤتمر الاول للمغتربين العراقيين للفترة من 14-15/1/2006 من قبل وزارة المهجرين والمهاجرين وبرعاية السيد رئيس الوزراء المحترم. هي المبادرة الاولى والمهمة في ردم الهوة بين الشعب العراقي في الداخل والخارج وتقليص المسافات الفكرية والمعنوية قدر المستطاع اضافة الى توظيف الطاقات الابداعية لعراقي المهجر كافة من اجل اعادة اعمار العراق الجديد وان هذه المبادرة الصادقة من قبل الحكومة العراقية ووزارة المهجرين والمهاجرين على وجه اخص قد دُعمت بمباركة العديد من الطاقات الكبيرة من قبل العراقيين في المجموعة الاوربية وساهموا بصدق واخلاص عبر لقاءاتهم الثنائية ومحاضراتهم المختلفة مما زاد من تفاؤل وزارة المهجرين والمهاجرين برغبة المغتربين العراقيين بالتواصل والتفاعل بالصيرورة الديمقراطية الجديدة ويؤسفنا عبر هذا المنبر الحر ان نخاطب بعض ابنائنا الذين اتخذوا موقفا سلبيا وعدائيا من هذا المؤتمر، وان اسلوب الحوار الهادئ والموضوعي مؤشر حقيقي على تبلور الشخصية وعلى عمق حسها الاجتماعي تجاه ابناء الجالية وباقي الوطن وان اتهام وزارة المهجرين والمهاجرين بالتبذير والاسراف والتباكي على المصلحة العامة بدموع التماسيح لايعكس الا ضيقا في الافق ولايعني الا ان صاحب هذه الاتهامات لاينظر الى موضوع المغتربين بالشمولية ولايدرك انها قضية وطنية كبيرة حيث ان هذه الحساباتن الصغيرة لاتخدم القضية العراقية بالنتيجة، ذا ان اعادة الروابط من جديد مع الملايين من المهمشبن والمغيبين خارج الحدود العراقية له ثمن وما ارخص ذلك الثمن امام استثمار تلك العقول وتلك الطاقات وما ارخصه اما استرجاع الهوية المعنوية للانتماء، هذا وان تجاوزات بعض المتشائمين والذين لاينظرون الى الامور الا من زواية ضيقة جدا قد تجاوزت اللياقة والذوق الاجتماعي الرفيع وتهجموا بمفردات لاتليق بأنسان يدعي التحضر والحرص على المصلحة العامة ليشمل هجومهم غير المهذب الحكومة العراقية وسيادة معالي رئيس الوزراء وسيادة وزير المهجرين والمهاجرين علما ان صاحب الضجيج المدعو بهاء الفيلي وامثاله قد اقاموا الدنيا ولم يقعدوها لالشئ الا لان الوزارة قد ابلغتهم عبر الوفد التحضيري للمؤتمر في مانشستر ان حدود الوزارة في تكفل اجور السفر لايتجاوز ال (150) باوند للفرد والباقي بعهدة المشاركين وان المبلغ الضئيل المتبقي لبعضهم احياناً والذي سيدفع من حسابهم الخاص ما هي الا مساهمة اخرى في دعم هذا المؤتمر لمحدودية تخصيصاته من جهة ةمساهمة صادقة من قبلهم لدعم المبادرة العراقية على مستوى الخارج املين ان يسترجع مثل هؤلاء وعيهم الأخلاقي وذوقهم الاجتماعي وان لايفهموا الرسائل عبر الشبكة الألكترونية هي حرية مطلقة. لأن الاخلاق الفردية ستبقى تحكم الضوابط وكل اناء بما فيه ينضح. والسلام عليكم..

وزارة المهجرين والمهاجرين