أين الدمقراطية من المراهنة على قطع اليد؟!!!


قبل آلاف السنين في عهود الظلمة من الحياة البشرية كان " قطع اليد " وسيلة للعقاب ،حسب القوانين المكتوبة موادها بالحروف المسمارية ،على عمود من الصخر الأصم الأسود ،سُمي "مسلة حامورابي".
وماتزال هذه الوسيلة الوحشية حية لتنفيذ العقاب ، حسب الشريعة الإسلامية لبلد تشكل حكومته حجارة الميزان بين الحكومات الإسلامية ، وأضا ف النظام الصدامي عليها، ووسع حدودها، بقطع اللسان والأذن ، كعقاب لمن شتم صدام و آل بيته، أو للمتهم بالتزويرأوترويج التعاملات التجارية غير المصرحة بها.
أما الحثالة من بين شرائح المجتمع في العراق، فتراهن بـ " قطع اليد " بقصد المباهاة و التظاهر المزيف بقوة الحجة ، فهل يملك الجاهلون ، غير الرهان و إستعراضات القوة ، لفرض أرائهم حتى ولو في إنتخابات نيابية دمقراطية؟!.
ومرة أخرى إجتازالعراق نفق الإنتخابات برغم إرادة البعض، فقد كتب العديدون مذبوحين، كتابات مظهرها حماسية، في الإيمان بالدمقراطية ولكن لم ينسوا إلصاق علامتهم التجارية المميزة بأنها غريبة على الإعراف والتقاليد!! وإنها غربية المولد، وإن لهم الحق الدمقراطي!! في معارضتها لأنهم لا يجدوها ضمن قائمة مفردات عقيدتهم السليمة!! ودمغوها بالفساد وعلى أنها "الحرية" في ممارسة ما هو مخالف للسلوك و أدابهم العامة!! لأنهم فسروا الدمقراطية ، هذا النهج الإنساني الجميل، أنها حلاقة اللحية وما خفى من شعر، و إشاعة زواج الجنس الواحد، أللهم إشهد إنهم خبراء لا يشق لهم غبار ، في لوي وجهة الحقائق الى أي قبلة يشاؤون! فاعصمنا من مكرهم.
وبرز- من بين جوقة محترفي الكتابات المحشوة بآيات لا حدود لمصادر إقتباسها، كممارسة منهم للحق الدمقراطي!!!- محترف كل أمنيته تسقيط أصحاب المنهج الدمقراطي، وتسويد سمعتهم ، في محيط خصب تسري الإشاعات فيه كقصة "أبو طبر" مثل النار في كومة القش،لقد إستعمل هذا المحترف أسلوب الدجالين، في تسويد بيضة الخصم، وإلقائها في النار كلما اشتكى أحدهم من سحر ٍمعمول ضده، أو في قطع رقبة دمية تمثل الخصم وإلقائها في نار التهم والأكاذيب ،مخاطبا عواطف الناس وعقائدهم بالعزف على الأوتار المشدودة،،، ولتذهب العقلانية و المبادئ الى الجحيم !!!
هذا المحترف – ذو حرف الدال المرفق بإسمه – و آخرون من قبله تحدوا، أن لا يمنحوا أصواتهم لكتلة إنتخابية حتى لو منحوا أصواتهم الى الشياطين!! يراهن اليوم على قطع يده فماعساه لا يراهن على قطع رقبته؟!! إن فازت كتلة سياسية و خصم بعينه في الإنتخابات العراقية الدمقراطية، فيا تُرى أين الدمقراطية من المراهنات و منابرالضجيج الإستعراضية ؟! .
هؤلاء هم نماذج من الفطريات إلتصقت بشجرة الدمقراطية في العراق فلا تدعوها تنموا وتنتشر فتأكل الإثمار والشجرة .
فاغرسوا أقدامكم أيها الدمقراطيون في خنادق النضال من أجل الدمقراطية ورسخوا حقيقة ً،هي كشمس تمّوز في العراق ، بأن الدمقراطية لا حامي ونصير لها ، غيرالمؤمنين الحقيقيين بها .
أمامكم جولات عظيمة من النضال الصعب وليس جولة يتيمة للإنتخابات النيابية العراقية .

سليم الحكيم
salhakim@yahoo.com
19/12/2005