لأية قائمة سأصوت...ولماذا؟
 

المشاركة في الانتخابات النيابية حق لكل المواطنين في جميع الأنظمة الديمقراطية، ممارسته اختيارية في أغلب الدول باستثناء بعض البلدان حيث المشاركة فيها واجب ملزم لكل مواطن.

غالبية الذين سيقرئون هذه المقالة هم من المقيمين في بلدان ديمقراطية وافترض إنهم على اطلاع على مجريات عملية الانتخابات والقوائم الانتخابية والوعود الانتخابية المعطاة من قبل كل قائمة في البلدان التي يقيمون فيها. تعتبر الوعود الانتخابية في هذه البلدان التزامات سياسية وأخلاقية ملزمة للقوائم التي تطرحها على ناخبيها ويعتبر عدم الالتزام بها غشا وخداعا لهؤلاء الناخبين من قبل القوى السياسية التي أعطتها قبل الانتخابات. وهذا ما يعلمه المقيمون في أوربا من الاكراد والعراقيين وغيرهم، على سبيل المثال.

من الممكن ألاستفادة من الانتخابات النيابية لتحقيق مصالح الاكراد الفيلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمشاركة الواسعة فيها وتحديد كيفية التصويت على القوائم باستخدام معايير دالة، هي باختصار:
1- مدى أهمية الانتخابات نفسها في المرحلة الراهنة.
2- مدى احتواء برنامج القائمة على مواقف واضحة من قضايا ومصالح وتطلعات الاكراد الفيلية.
3- مدى توقع حصول القائمة على مقاعد برلمانية، أي كم من المحتمل إن يضيع الصوت أو لا.
4- مدى الثقل السياسي للقائمة ودرجة قدرتها على تحقيق برنامجها.
5- مدى التزام القائمة ببرنامجها وبوعودها الانتخابية بعد الانتخابات.

أولا، الانتخابات القادمة انتخابات مهمة لأنها ستؤثر من نواحي عديدة سلبا وإيجابا على وضع ومستقبل الاكراد الفيلية في العراق في قضايا الجنسية والحقوق السياسية والمدنية وغيرها التي سيعيد البرلمان المنتخب النظر فيها وتعديلها ، إذا سمح توازن القوى ألبرلمانية بذلك، أو إلغاء الدستور وكتابة دستور جديد كما يدعو لذلك بعض القوى القومية العربية. بعد قراءة البرامج الانتخابية لمختلف القوائم الرئيسية تبين (ثانيا) أن القائمة 730 هي أكثر صراحة ووضوحا في وعودها الانتخابية لصالح الاكراد الفيلية (إضافة إلى بادرة مشجعة من القوى الأساسية في القائمة المذكورة تمثلت في عقد كونفرانس اربيل-هولير الذي خرج بعدد من القرارات والتوصيات وتمخضت عنه لجنة متابعة، رغم وجود ملاحظات حول موعد عقده وقلة الوقت المتاح للحضور وغياب تيارات مهمة عنه وحول قراراته وتوصياته)، كما أن برنامجها يتضمن أهدافا ترمي إلى تثبيت نظام ديمقراطي فدرالي تعددي موحد في العراق، نظام لا مكان فيه للاضطهاد والتفرقة والتمييز القومي والمذهبي. كما أن من المتوقع (ثالثا) أن تحصل القائمة 730 على عدد لا بأس به من مقاعد البرلمان القادم، عدد كاف لإعطائها (رابعا) ثقلا سياسيا ملموسا خاصة إذا تمخضت نتائج الانتخابات عن تحالفات سياسية-برلمانية جديدة. أما المعيار الخامس المذكور أعلاه فستبين الأيام والممارسات مدى التزامها بوعودها الانتخابية وستأتي انتخابات أخرى وسيصوت الناخبون عندئذ على ضوء ذلك.

من المؤكد أن الذي يدفع الاكراد الفيلية للمشاركة في الانتخابات هو حرصهم على ضمان مصالح شريحتهم التي تعرضت للكثير من المظالم والاضطهاد ورفع نتائج هذه المظالم وهذا الاضطهاد.

لذا ولكل هذه الأسباب سأشارك في الانتخابات. ولقناعتي بأنها من أكثر الخيارات المتوفرة ايجابية في هذه الانتخابات من منطلق مصالح الاكراد الفيلية فسأصوت للقائمة 730 آملا أن يشارك أكبر عدد من الأخوات والإخوان من الشريحة الكردية الفيلية من جميع الأوساط وفي كل مكان في الانتخابات مشاركة واسعة وأن يصوتوا للقائمة التي يقتنعون أنها تساند شريحتنا وتكون عونا لنا في جهودنا لاسترداد حقوقنا وتحقيق تطلعاتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالتعاون مع جميع من يقفون إلى جانب جهودنا لاستعادة هذه الحقوق وتحقيق هذه التطلعات، لأننا "بالديمقراطية نصل إلى حقوقنا". ويحذون ألأمل أن ننجح نحن الاكراد الفيلية جميعا ومن مختلف الأوساط الديمقراطية والليبرالية، اليسارية والمعتدلة، الإسلامية والعلمانية، القومية و"الفيلية" والأغلبية الصامتة في رص صفوفنا وترتيب بيتنا السياسي من أجل إقامة كيان سياسي جامع ومؤثر، كيان قادر على جمعنا جميعا أو أغلبنا تحت مظلة واحدة ويقودنا نحو المستقبل ولنستطيع ألمشاركة في الانتخابات القادمة بكتلة سياسية قوية.

د. مجيد جعفر

المصدر: صوت العراق، 13/12/2005