الجعفري بين الحقيقة والتضخيم


لقد تبينت كثير من الحقائق عن الجعفري قبيل نهاية مدة ولايته لرئاسة الوزراء وانكشفت امور كانت شبه خافية على الجميع والشيء الذي استغربت له ان الجعفري ليس بالدكتور بل طبيب عام ليس الا ، ووجدت في نفسي مرارة للمدة التي انا كنت مغشوشاً بأنه دكتور اي حامل لشهادة الدكتوراه ، والفرق واضح وجلي بين الاثنين ، وكيف الجعفري لم يعترض على الذين يلقبونه بالدكتور ، ولابد انه كان مرتاحاً وفرحاً بهذا اللقب ، ولكن الشيء الذي لم يفهمه الجعفري ان مثل هذه الحالة تعتبر انتحال شخصية في البلدان المتقدمة ويمكن احالة المرء الى القضاء بتهمة الادعاء بشيء غير صحيح عن نفسه ، ونقول للطبيب جعفري ان حبل الكذب قصير ولا بد ان يأتي يوم ما وتنكشف كل الامور الغير صحيحة ، فهذه الامور لا يستطيع اي كاتب من الكتاب الذين يدافعون عنك ان يخفيه او يغطي عليه فمدة الادعاء بأنك دكتور قد تجاوت السنة وبذلك لا يمكن ان تدعي او يدعي اي كاتب عكس ما ادعيته في البداية ، واما سلبياتك فهي كثيرة ونود ان نذكرك بما قمت به ، الدستور عيوبه كثيرة بالرغم من دعمنا له في باديء الامر ولكن استمرت عمليات التنازل من قبلكم بشكل متسارع ورهيب لصالح الاعراب من دول الحقد والضغينة ، وتسمية الارهاب بالمقاومة ، وهذه المقاومة ان قتلت امركي من جهة فأنها تقتل الف من الابرياء الشيعة ، وبذلك حللتم قتل الشيعة وبموافقتكم ، فالارهاب لايفرق بين امريكي وعراقي بل العكس يعتبرون قتل اكبر عدد من الشيعة مفتاح لدخول الجنة ، واما الحديث عن تخفيض الديون وماشابه من الكلام واعتبار ذلك انجاز لحكومتكم فأنه نوع من الادعاء فأنكم لا تستطيعون ان تسقطوا درهماً واحداً من الديون التي قيد به الطاغية العراق دون الضغط الامريكي ، واما عن الوضع الداخلي فالتسيب مازال سمة الدوائر الحكومية ، واما الحديث عن محاربة المحسوبية والفساد فهذا ليس الا كلام فالمحسوبية قد دقت اساسها والتعينات قد جرت وتجري على قدم وساق للمعارف والمنتمين للأحزاب دون المستقلين او الغير منتمين لأي من الاحزاب ، فالوزارات اخذت طابع الاحزاب المسيطرة عليها ، فالصراع الان ليس بسبب الدفاع عن المظلومين والفقراء بل الصراع على كسب اصواتهم للتسلط عليهم ، وانت لم تقدم غير نفسك كصورة ليست حسنة مع الاسف ، قد تكون دمث الخلق كما يقول البعض عنك ، وهل دماثة الخلق كافية لتكون رئيس للوزراء ياترى !! ماذا جنى الفقراء منك في العراق غير الاستمرار على فقرهم ، ارجوا ان تراجع ماقلت في بداية تسلمك للوزارة وعن برنامجك لنعرف ماذا قدمت وهنا اقصد ماقدمت في الواقع لا ان تذكراشياء غير محسوسة او تدعي اشياء قد حدثت تحصيل حاصل بوجودك او بغيرك ، وماقضية سفرك في الايام الاخيرة اليست تقليل سفر المسؤولين لتقليل مصاريف الحكومة من فقرات برامج الحكومة ام ان البرنامج كان شيئاً والحقيقة شيئاً اخراً ، ان قلت من اجل خدمة العراق عليك توضيح ماقدمت في سفراتك لنناقشك على ماقمت به فعلاً هل التجوال داخل المكتبات السعودية خدمة للعراق وللعراقيين ام ذهابك لمعسكر رفحا خدمة للعراقيين ان العراقيين في معسكر الرفحاء صاروا من المنسيين لا يريد احد من المسؤولين ان يذكرهم او يزورهم هؤلاء الذين خرجوا على النظام وضحوا بأرواحهم وعوائلهم واموالهم لكي تدعي انت وغيرك بأبطال الانتفاضة الشعبانية زوراً وبهتانناً وانتم حتى لم ولن تفكروا في مساعدتهم في العودة الى ارض الوطن او حتى زيارتهم من باب المجاملة !!! وهل زرتم ايران وقمتم بزيارة المهجرين في معسكرات اللاجئين في جهرم والمدن الايرانية الاخرى وهل سألتم في يوم من الايام ماذا يحتاجون وكيف يعيشون؟ ولكن لما تسأل وانت لا تسأل على الذين في الداخل ، هل زرت شارع الكفاح في بغداد ام شارع الجمهورية قلب العاصمة التي انت تختبيء فيها هل سألت ماذا يحتاج هؤلاء الفقراء في مدينة الصدر (الثورة) والشعلة والحرية والكاظمية هل زرت المناطق الشعبية والفقيرة المكتظة بالسكان في المدن العراقية وسألت الناس ماذا تحتاجون ؟ ماهي الامكم ! وماهي همومكم ! انك بعيد عن الشارع يااخ جعفري وبعيد عن هموم الفقراء والمعوزين ، انك والكثير من امثالك لا يفكرون الا بأنفسهم والحصول على النفوذ والسلطة ، تحمون انفسكم وعوائلكم بعيدة عن محارق الارهابيين الذين يعدونها بين الحين والاخر لتحصد ارواح الابرياء ارواح هؤلاء الفقراء الذين لم ولن تسألوا عن همومهم واحوالهم وفي موعد الانتخابات تطالبونهم بأصواتهم ، ماذا ياترى سنسمي ذلك يا اخ جعفري؟ هل هو استغباء للناس البسطاء ؟ وهل اللعب بمشاعر الناس واللعب على عواطفهم ومحبتهم لال البيت (ع) نوع من المتعة ؟ ارجوا ان لا تحاولوا ان تستهينوا بمشاعر الفقراء والمحرومين ، لماذا تطالبونهم ان يقدموا ويضحوا وانتم فقط تكسبون ماهي مكاسبهم هل الاحتراق في تفجيرات الارهابيين مكسباً ام الاستمرار في فقرهم ومعاناتهم مكسباً ، اقول لك كلمة يا اخ جعفري ان اصوات الفقراء ضاعت بين المصالح الشخصية للأحزاب وبين التفجيرات ، وبين البالونات الدعائية الزائفة عن حياة افضل ، وبين الفيلة الطائرة التي تطلقونها ، حتى امتلئت سماء العراق بفيلة طائرة .

المهندس بهاء صبيح الفيلي
baha_amoriza@hotmail.com
12/12/2005