من لسانهم ندينهم
حتى وقت قريب وقريب جدا ، كان البعض من المحسوبين على الكورد الفيليين قد انخدعوا بالشعارات البراقة والاساليب الملتوية والفضفاضة التي اتبعتها التنظيمات الشيعية المختلفة لتضليل الكورد الفيلية
بتغيير هويتهم القومية ، ومحاولة جعل اولوياتهم المذهبية في المقام الاول. ومسخ شخصيتهم القومية بالادعاء ان المذهب اولى من القومية وانهم انما شيعة اولا وينتمون الى الكورد ثانيا، مع نشر كمّ هائل من
الافتراءات والتشويهات للتأريخ النضالي القومي للكورد الفيليةوالافتراءات على القيادات الكوردية من انها همشّت قضيتهم،وتخّلت عنهم في محنتهم، واظهار مظلوميتهم وكأنها مضلومية مذهبية ليس الا،مع اننا
لسنا بصدد الدخول في تفاصيل حقيقة الانتماء الحقيقي للكورد الفيلية ،لاننا اولا ،لا نشّك في هذا الانتماء مطلقا بل ان ان شكّنا هو هل ان الكورد هم من الفيلية ام العكس ، ومن ثم ان موضوع الحديث اليوم هو
فضيحة اخرى من فضائح الائتلاف الشيعي ومفوضيته (المستقلة جدا)، وهي تضاف الى فضيحة امس فيما يخص (نسيان !!!!) ادراج اسماء 230 الفا من كورد كركوك ضمن القوائم الانتخابية، فضيحة اليوم
يخص الكورد الفيلية هذه المرّة ، وهي جاءت لتثبت ان قضية كركوك وقضية الفيلية انما وجهان لمظلومية واحدة الغرض من استمرارها هو لوي ذراع الحركة التحررية الكوردية ومنعها من تبوء موقعها المتميز
في صنع صرح الديمقراطية في عراق ما بعد صدام.
تصرفات المفوضية (المستقلة جدا) في تعيين الموظفين العاملين في الانتخابات في شمال اوروبا اظهرت منذ الوهلة الاولى مدى انحيازها في اعطاء حصة الاسد لبعض الاتجاهات السياسية المعروفة (الطائفية
بالتحديد) وذلك للتأثير في سير هذه الانتخابات باتجاهات معروفة التوجه والانتماء ، ومع ان اغلب ممثلي القوائم الاخرى قد ابدوا امتعاضهم وملاحظاتهم حول ذلك ،الا ان ممثل المفوضية لم يغير من الامر شيئا،
وبعد جهد جهيد مع السيد ممثل المفوضية تم الاتفاق على تعيين عدد قليل لا يربو على الاصابع من الكورد الفيليين في اعمال الانتخابات باعتبارهم من ابناء الجالية الكبيرة من الكورد الفيليين في السويد وشمال
اوربا، الذي حدث ان المفوضية قامت بانقاص هذا العدد من حصة الجالية الكوردية (باعتبارهم كورد!!!) وحتى تقوم بالمقابل بزيادة حصة الائتلاف الشيعي ، ونحن في الوقت الذي نشكر المفوضية التي تهيمن
عليها الاتجاهات الطائفية الشيعية على اعترافها اخيرا بان الكورد الفيلية هم من حصة الكورد قبل ان يكونوا من حصة الشيعة ، حتى ولو كان الهدف الحقيقي منه تقليل اعداد الموظفين الكورد ، ولكننا نسأل في
الوقت نفسه بعض الذين لا يزالوا مخدوعين بشعارات الائتلاف الطائفية المدغدغة للعواطف المذهبية، او ليس هذا دليلا كافيا لهؤلاء من ان ادعاء الائتلاف الشيعي بالدفاع عن مظلومية الكورد الفيليين انما هي
شعارات مخادعة جوفاء، الم يحن الاوان للبعض من الذين يطبّلون للاتلاف الشيعي ان يدركوا انهم كالسمكة ( مأكولون ومذمومون).....
صفوت الجباري
المصدر: وطن الجميع، 12/12/2005