ماذا يفعل برهان شاوي في الكوت؟
تتبعت بفضول اسماء المرشحين على القائمة الكوردستانية (730) في واسط، المحافظة التي قرر النظام في العام 1970 اخلائها من الاكراد. وهجر من مدنها مئات الالاف، من فيلييها، الى ايران، فقط لكونهم
كردا، فوجدت اسمه على رأس القائمه.
اعرف انه كان قد هجر، في زمن البعث، الى سجون تحت الارض، وقضى وطره في العالم السفلي، ذلك البرزخ القاري، التي تحرسه افاعي تشبه الى حد كبير وجه برزان الحسن، ودراكولات تحولوا اليوم الى
ذباحين.
واعرف انه خرج فابتعد الى القطب، فكان يمسح الثلج عن نافذته في بطرسبورغ بحثا عن الشمس، الرفيق الوحيد الذي يذكرنا بمدينة الكوت.
ثم جرفه النهر الى القرى الالمانية المظلمة، الساكنة كالمقابر على ضفاف الراين، وكان عليه ان يعود.
واذ عادت المقاهي المشمسه في الكوت، تستقبل الاصدقاء، الذين صاروا قدامى، على جانب دجلة، عاد وجه المدينة لما قبل كابوس البعث، وعاد المهجرون والمهاجرون، والمبعدون السياسيون، والمختفون،
وصار من الطبيعي ان تلتقي وجوه تعرف بعضها، بعد فراق طويل.
من هذه الوجوه كثير من الكفاءات الثمينة، التي يحتاجها العراق اليوم، على الخصوص في المدن والمحافظات التي تركت بلا اعمار عن سوء نية .
وكلنا يحس بجسد العراق مازال مثقلا، تحت وطأة الجهل، والتخلف الذي تركه الاميون، بعد خمسة وثلاثين سنة تخريب، وكلنا يعرف ان البلاد اليوم بحاجة للكفاءات المهاجره، من اجل اعمار تلك المحافظات،
وكلنا يدرك الحاجة لامثال د. برهان، وغيره من ابناء المدينة العائدين من الخارج، فشكرا للقائمة على هذا الاختيار.
انا كناخب، لا استطيع ان امنحه صوتي، فمالمسافات بيني وبين واسط طويلة، الا اني احس عن بعد، بغبطة المدينة، وواسط، وكل المحافظات، بعودة العراق الاصيل، المتسامح مع ابنائه، من كل الطوائف
والمذاهب واللغات، وهي عقوبة الزمن المستعحله لصدام، حيث تلكأ القاضي باصدارها الى هذه الساعه
ان ترى د. برهان شاوي، الذي طوته المنافي، يلعب النرد في مقهى بالكوت، فهو امر غريب، وان يترشح للبرلمان عنها، كونه ابنها الغائب طويلا، فهو اغرب، ولكن على رأس القائمة الكوردستانية، التي كان
الحلم بوجودها في هذه النواحي بعيدا، فهو ما يبهرني، ويجعلني اتساءل باعجاب، ماالذي يفعله برهان الشاوي في الكوت؟
حسين القطبي
tohussein@hotmail.com
المصدر: صوت العراق، 11/12/2005