القيادة الكوردية والكورد الفيلية والخطوة المتأخرة


تناقلت وكالات الانباء والفضائيات الخبرالتالي: انه وبرعاية السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان وبمبادرة السيد جلال طالباني رئيس جمهورية العراق عقد يوم 3/12/2005 في فندق خانزاد بمدينة اربيل مؤتمر "الكرد الفيليين ودورهم في نضال الحركة التحررية الكردستانية". كما تناول الخبرتأكيد البارزاني على الدور البارز للكورد الفيلية في نضال الحركة التحررية الكردستانية ومقارعتهم الدكتاتورية، مشيرا الى النضال السري ايام الدكتاتورية.
كما واشار سيادته الى ماعاناه الكرد الفيلين من بطش النظام السابق من التهجير والترحيل والابادة.
كما واعاد الى الاذهان بيان 11 اذار حيث اشار الى ان مشكلة الفيليين كانت من بين المشاكل التي حال دون تنفيذ البيان في موعده منذ ذلك الوقت حيث بدء النظام البائد بتنفيذ مخططاته لابعاد الكرد الفيليين في بغداد ومدن اخرى بهدف مسخ هويتهم الكردية الاصيلة
وفي نهاية كلمته دعا السيد بارزاني الكرد الفيليين الى المشاركة في الانتخابات والتوصيت لصالح قائمة التحالف الكردستاني بصفته معبر حقيق لطموحاتهم.

فبالعودة الى بداية الخبر، تكونت لدينا اشارة مفرحة الى ان القيادة الكوردية بدأت تستوعب اللعبة السياسية وبشكلها صحيح، فلاول مرة نسمع ومن قيادي كوردي كبير تأكيده على ما جرى للكورد الفيلية ومنذ بداية السبعينات ، هو لسلخهم عن قوميتهم ، وذلك لان الحكومة البعثية الفاشية عرفت انهم يشكلون السند والضهير للحركة التحرية الكوردية وانهم يمثلون لها عمقاً في ارض العراق. و كانت تلك ايضاً ديدن الحكومات المتعاقبة على حكم العراق لذا لم تتوانى من اضطهادهم بشتى السبل وتضيق الخناق عليهم، وسن قوانين جائرة ومنها قوانين الجنسية للتشكيك بانتماءهم وولائهم لوادي الرافدين رغم انهم من اعرق شعوبها واحفاد بناة اولى الحضارات العالم فيه.

كما ذكرنا الخبر بالموقف المبدئي والصلد الذي كان يقفه الخالد المناضل مصطفى البرزاني ، الذي بفقده خسر كل الكورد واولهم الفيلية، مدافع حقيقي لقضايا الكورد جميعهم ودون استثناء. ويؤسفني ان اذكر هنا انه لم يظهر بعده ولحد هذه الساعة من يجمع شمل الكورد كما فعل. وربما تكون المبادرة هذه صحوة متاخرة ولكنها بالتأكيد افضل من ان لا تأتي تجاه الكورد الفيلية.

ولكن يؤسفني توقيت هذا المؤتمر، فانه جاء قبل الانتخابات بفترة قصيرة، مما قد يعكس للبعض انها تقع ضمن نشاطات الدعائية للانتخابات، وخاصة ما جاء في ختام الكلمة من دعوة الى المشاركة والتصويت للقائمة الكوردستانية.

ولكن الخبر لم يأتي على ذكر الحضور من الفيلية، وارجو ان لا تكون الدعوة قد وجهت فقط الى الكورد الفيلية من اعضاء الحزبين والاعضاء المرشحين ضمن القائمة الكوردستانية، (مع احترامنا الشديد لكثير من شخوصهم)، الذين لم يستطيعوا حتى الان من ان يكسبوا الكورد الفيلية الى جانبهم ، بقدر استطاعتهم من تكوين صورة سلبية لعدم دفاعهم عن مظالم ابناء شريحتهم وتوصيل صوتها لا من خلال عملهم في قيادة احزابهم ولا من خلال وجودهم تحت قبة البرلمان العراقي، سوى بعض الاستثناءات، مثل شخصية الاخت سامية عزيز. مما انعكس باحجام الكثير من ابناء الشريحة عن التصويت للقائمة التحالف الكوردستاني، وتشتيت اصواتهم بين اكثر من قائمة رغم قناعتهم الاكيدة بان اي منها سوف لا تحقق ولو جزء ضئيل من احلامهم واستعادة لحقوقهم، وهذا ظهر جلياً في نتائج الانتخابات السابقة، ولنا بظهور نتائج الانتخابات المقبلة تكملة للحديث.

غلام قهرمان

المصدر: صوت العراق، 7/12/2005