نصف عدد اللاجئين العراقيين في سورية من المسيحيين


دمشق (7 كانون الأول/ ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء - أكّد تقرير صادر حديثاً حول وضع اللاجئين العراقيين في سورية، أن حوالي نصف عدد اللاجئين العراقيين في سورية ممن طلب الحماية المؤقتة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة هم من المسيحيين.وأوضح تقرير أصدرته وكالة اللاجئين الدولية المستقلة أن عدد اللاجئين العراقيين المسجلين في سجلات المفوضية العليا للاجئين في سورية بلغ نحو 22 ألف لاجئ في دمشق، بمعدل تقريبي يصل إلى 60 عائلة بالأسبوع تقريباً، مشيراً إلى أن "نصف هؤلاء اللاجئين المسجلين يدينون بالمسيحية"، على الرغم من أن المسيحيين يشكلون قرابة 5% من سكان العراق".وأوضح التقرير أن تلك النسبة العالية من اللاجئين المسيحيين تتعلق بالتباين الناتج عن المخاوف من التفجيرات الحالية التي تعرضت لها الكنائس في أكثر من مدينة عراقية. وقدّر إجمالي عدد اللاجئين العراقيين في سورية بنحو 500 ألف لاجئ، يتوزعون في مدن سورية عديدة.وأشارت الوكالة الدولية إلى أن عدداً كبيراً من اللاجئين العراقيين وصلوا سورية هرباً من القانون أو المضايقات أو الاعتقالات، وأن العديد منهم اتهم بدعم القوات الأمريكية، أو بمهاجمة المواقع الأمريكية، أو هدّدوا بالخطف أو اختطفوا فعلاً من قبل جماعات عراقية مسلحة مختلفة، أو هروب بعضهم من خلافات عائلية أدت إلى مقتل العديد من أفراد أسرهم.ويشار إلى أنه على الرغم من عدم وجود معاهدة لميثاق عام 1951 التابع لشؤون اللاجئين، إلا أن سورية سارعت إلى دخول الاتفاق مباشرة قبل الحرب من أجل تزويد اللاجئين بحماية مؤقتة كوسيلة لتأمين الأمن خلال الهجوم على العراق.وسورية هي البلد العربي الوحيد الذي لديه حدود مفتوحة، تسمح للاجئين العراقيين بالعبور بحرية والحصول على إقامة مؤقتة قانونية لمدة ستة أشهر. وبالتالي لم يواجه اللاجئين العراقيين في سورية قوانين صارمة بشأن لجوئهم، إلا أن ذلك لا يعني أنهم قد لا يواجهون خطر الترحيل دون أمان مطلق.وترسل بعض الأطراف برسائل توصية إلى الحكومة السورية وإلى المفوضية العليا للاجئين تشدّد فيها على ضرورة وضع برامج دعم وحماية إنسانية للاجئين العراقيين، مشدّدين على أن قضية اللاجئين العراقيين في سورية مشكلة تتطلب المزيد من الانتباه.وطالبت الوكالة الإحجام عن قانون المهاجرين الذي يكره اللاجئين العراقيين على مغادرة سورية، وإلغاء الحظر على دخول اللاجئين العراقيين إلى مراكز الصحة العامة والوظائف القانونية، ودعم منظمات المجتمع المدني لتزويد اللاجئين العراقيين بالخدمات الاجتماعية، وتجنب ترحيل اللاجئين العراقيين لأسباب خرق الإقامة، وتوسيع خدمات المفوضية لضمان الحماية التامة، وتسجيل جميع اللاجئين العراقيين، ودعم تطوير المدارس العامة وزيادة سعة العيادات، وأخيراً الضغط على بلدان أخرى آمنة لإعادة توطين للاجئين العراقيين.كما طالبت الهيئات الدولية والمنظمات غير الحكومية بزيادة تواجدها في سورية لمساعدة اللاجئين العراقيين ومدهم بالمساعدات الإنسانية، وزيادة التعاون التفاعلي لتقديم مساعدات عالية الفعالية للاجئين العراقيين بما فيهم اللاجئين القاطنين في القرى.

المصدر: صوت العراق، 7/12/2005