محاكمة الطاغية من جديد .. الطاغية يستعيد انفاسه


كان خائفا .. يعتقد أنه سيُفعل به مافعل هو بالاخرين من قبل .. سيٌقتل كما قَتلَ راجي التكريتي بأطلاق الكلاب الجائعة عليه .. او ان يطلق في احدى ساحات مناطق بغداد التي سامها وأزلامه سوء العذاب لتتولاه ايادي الشعب ويسحل وتباع قطع لحمه كما فعل الشعب من قبل بنوري السعيد وعبد الاله .. لذا كنت تراه ذليلا خائفا يجيب بهدوء الخائف المترقب لصفعة تنزل على رقبته او رفسه تستقر في اعماق بطنه .. ولكننا رأيناه مؤخرا وقد استعاد بعضا من جرأته ليتطاول ويستهزء ، لمس انسانية سجانيه وأن معدنهم بشري ليس كما هو الحال مع من كانوا سجانيه ويأتمرون بأمره .. أذ كانوا حيوانات لا عقول لهم ينفذون كل الاوامر حتى الغريبة منها والسادية كأسقاط المساجين من أرتفاعات شاهقة وتكسير عظامهم والتذويب بالحامض ولا يكتفوا بذلك فعليهم اثبات الولاء لسيدهم فيصوروا كل ذلك لينام الطاغية قرير العين ليلته معتقدا بشروق شمس يوم جديد عليه وهو الحاكم المطلق على العراق والعراقيين مسلوبي الارادة بفعل ازلامه ورجاله .. فمعارضيه أصبحوا أما أموات او بلا اطراف او بلا عظام صحيحة .. رايناه جبانا مختباءا في جحر كالجرذ الخائف من الاقدام التي تروم سحقه .. مستسلما لمن اعتبرهم اعداءه واستقدمهم بحمقه السياسي من خلف المحيطات ليحتلوا البلد ولسان حاله يقول وهو يســلم القــياد لــهم ويسمح لهم ان يعالجوه ويفحصوه كما تفحص البغال او الحمير ( افعلوا بي ما شئتم ولكن لا تسلموني الى الشعب .. ) أو ليس ذلك كان شرط استسلام الانبار وصلاح الدين للقوات الامريكية اثناء الحرب أن لا تدخل الا القوات الامريكية اليهم !! .. لانه يعلم ان لا ناصر له من الشعب وماكانوا مناصريه من قبل الا القلة الذين ارتضوا بيع انفسهم بمبلغ ما من المال وها هو قد نفذ من بين يديه المال .. ولكن بعد مرور بعض الوقت برز من ينادي باسمه ويرفع صوره اذ عاد المال الى الساحة تدفعه بناته من مال سلب من الشعب طوال ثلاثين عاما او اكثر .. عاد المال ليلعب لعبته القذرة بقتل الابرياء وتنفيذ سياسة شراء الذمم من موظفين فاسدين ليفسدوا فــرحة الخــلاص مــن الطاغية وليتقول الناس في محافلهم ولقاءتهم ( والله بزمن الطاغية لم تكن الامور هكذا .. ) عاد المال .. ليشعر الطاغية بذلك ويستجمع بعضا مما تبقى من قوته ويمد ازلامه بها فهم في مركب واحد ليحيلوا محاكمتهم الى مسرحية يتجرأ فيها برزان الى تكرار البصق على الشهود دون رادع او ان ينتقص المحامون من القاضي و المحاكمة ليصوروها على انها ذات حكم مسبق ..
الطاغية يأمل بأعادة الاوضاع الى عهدها .. ليعود البعث الى سطوته وليقيم البعثيون الرمز الجديد ويعيدوا بناء نصب هده الشعب في يوم ما من ايام نيسان .. يأمل الطاغية أن يسرق النصر من عيون الشعب بواسطة الفاسدين من الموظفين ايٌ كانوا وفي اي منصب يكونون .. ولم لا يعتقد امكانية حدوث ذلك وهناك تهاون في طلب استعادة للاموال من سارقيها من ازلامه ..هل ينكر احد ان برزان كان يدير شبكة اموال عراقية في سويسرا هو وحده من يملك حل طلاسمها .. هل ينكر احد ان الملايين التي تتمتع بها الان بنات الطاغية وزوجتيه هي اموال الشعب .. فهو بأعترافه من عائلة فلاحية فقيرة فأنى له الملايين يملكها او ان تكون له الارصدة في هذه البنوك او تلك.
نصيحة علمتها ووعيتها وأنقلها كما هي .. لا تدجن ذئبا استطعم لحم البشر وعلق بلسانه دمائهم .. ولا تعامله الا كذئب غادر قد ينهش يوما يدا تحاول استلاطفه او اطعامه.
ان الطاغية يشعر بالامان بوجود اعدائه (الامريكان!!) في العراق .. فهو الى الان يعتقد بفرصة الصفقة التي قد يتمكن من عقدها معهم او على الاقل سيضمن انه سيعامل ضمن حدود الانسانية التي لا يعرفها أوعلى الاقل كان لا يلتفت اليها حين يتعامل مع معارضيه.
اللهم ارحم الشهداء ممن سقطوا على الدرب ليبنوا العراق الجديد .. اللهم وأخزي وأخذل من اراد بالعراق والعراقيين شرا ونزل بهم تقتيلا بلا رحمة .. اللهم ورد كيد مناصريهم الى نحورهم .. اللهم أمين

علي الكلاواي
ali_alkalaway@yahoo.com
6/12/2005