برعاية رئيس اقليم كوردستان عقد مؤتمر خاص للكورد الفيليين في اربيل

اربيل ـ هيرش صابر
عدسة: آزاد لشكري
برعاية السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان وبحضور السيد كوسرت رسول علي رئيس اللجنة العليا لقائمة التحالف الكوردستاني للانتخابات وممثلي الاحزاب والاطراف والجمعيات والمنظمات وشخصيات للكورد الفيليين الساكنين في بغداد وايران واوروبا، بدأت امس 3/12 في اربيل اعمال مؤتمر خاص بالكورد الفيليين تحت شعار (الكورد الفيليون ودورهم في نضال شعبهم الكوردي التحرري).
وقدم محافظ اربيل في مستهل اعمال المؤتمر كلمة ترحيبية اشار فيها الى اهمية انعقاد المؤتمر والظلم والاضطهاد الذي لحق بالكورد الفيليين ابان عهد النظام البعثي البائد.
بعدها القى السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان كلمة اشاد فيها بدور الكورد الفيليين في الحركة التحررية الكوردستانية وقال: ان الكورد الفيليين كانوا الداعم الاكبر لثورة ايلول وان النظام البعثي البائد قام بترحيل الالاف منهم الى جانب اعتقال آلاف اخرى في بغداد بسبب تخوفهم من بلوغهم مكانة مرموقة في بغداد، واضاف رئيس اقليم كوردستان في كلمته ان دماء عموم تكوينات كوردستان قد اختلطت وتمازجت الى درجة اصبحت هذه التضحيات الجسام هوية كوردستان في العالم، وقال ايضاً انه آن الاوان للقيام بتعويض الكورد الفيليين جراء الخسائر التي لحقت بهم، وان يشاركوا في العملية السياسية في البلاد، وفي ختام كلمته رحب الرئيس البارزاني باسمه وباسم السيد جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق الفدرالي بالمؤتمرين ودعاهم للتصويت لصالح قائمة التحالف الكوردستاني.
بعدها قدم السيد كوسرت رسول علي كلمة باسم اللجنة العليا لقائمة التحالف الكوردستاني للانتخابات مشيراً فيها الى ان الكورد الفيليين لديهم تاريخ مشرف في صفوف الحركة التحررية الكوردية وقدموا تضحيات كبيرة من اجل الكورد وكوردستان ولما كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني حزب كل المناضلين الكورد فقد كان دور المناضلين الفيليين بارزاً في هذا الحزب، واليوم وفي عصر تعددية العراق وكوردستان هناك قيادات متقدمة من الاحزاب الكوردستانية من اخواننا الفيليين وبالاخص في صفوف الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي الكوردستاني وان ابناء شعبنا من الكورد الفيليين هم جزء اصيل واساس من الامة الكوردية موضحاً ان عمليات الانفال بدأت ضد ابناء شعبنا من الكورد الفيليين ابان عهد النظام البعثي البائد حيث تم ترحيل اكثر من (350) الف كوردي فيلي الى ايران مع حجز اموالهم المنقولة وغير المنقولة والقاء القبض على اكثر من (11) الف شاب من شباب الفيليين وبقي مصيرهم مجهولاً لحد الآن، مؤكداً ان الكورد الفيليين ادوا دوراً متميزاً في تعزيز اواصر الاخوة العربية الكوردية في العراق ودعا الى ضرورة دراسة تاريخ نضال ومشاركة الاخوة الفيليين في العملية السياسية في العراق وكوردستان وتخصيص ميزانية خاصة من قبل الحكومة العراقية الفدرالية لتعويض المتضررين منهم وعوائل شهدائهم واعادة املاكهم وثرواتهم.
بعدها القيت كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر... ويذكر ان انعقاد هذا المؤتمر يأتي بدعوة من السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان بهدف الاطلاع على اوضاعهم وتقويم دورهم في الحركة التحررية الكوردستانية وسبل مشاركتهم في العملية السياسية والتصويت لصالح قائمة التحالف الكوردستاني وتحديد مكانتهم المستقبلية.
وفيما يأتي نص كلمة السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان في المؤتمر:

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوات والاخوة الاعزاء
باسمي وباسم الاخ السيد جلال الطالباني وباسم قيادتي الحزبين والاحزاب المتحالفة الاخرى ارحب بكم جميعاً ترحيباً حاراً في بلدكم وبين اهلكم في كوردستان العزيزة، ويسعدني جداً بان سنحت لي الفرصة لالتقي بالعديد من الاصدقاء والمناضلين الاصلاء.
لاشك ان دوركم ككورد فيليين في حركة التحرر الكوردستانية كان مؤثراً جداً، كان دوراً وطنياً وكان الكثير من المناضلين الفيليين من مؤسسي او قياديي الاحزاب وادوا دوراً رئيساً في قيادة الحركة التحررية الكوردستانية، انتم كنتم في الطليعة في النضال السري وخاصة في بغداد العاصمة والمدن الاخرى، وعلى شعب كوردستان ان يعلم ان معظم المساعدات المادية كانت تأتي لثورة ايلول من الاخوة الفيليين الذين كانوا يمتهنون التجارة واوضاع معيشتهم جيدة.
وفي التضحيات كانت لكم حصة الاسد ايضاً وبعد انتصار ثورة شعب كوردستان العظيمة في 11 آذار عام 1970 ظهر ثقل الكورد الفيليين لنظام بغداد عندما امتلأت الشوارع بهم لتقديم التهاني بهذا الانتصار العظيم، ومنذ ذلك اليوم انتاب النظام الرعب عندما ادرك بالثقل الذي يمتلكه الكورد في بغداد ومنذ ذلك اليوم خططوا للتخلص من الكورد الفيليين بالذرائع والحجج الواهية والغدر الكبير، وفي عامي 1971 و1972 بدأوا بتنفيذ ذلك ولكن بشكل سري وتدريجي بترحيل الفيليين الى خارج الوطن بتهمة انهم غير عراقيين رغم ان اكثرهم عاشوا لاكثر من 400 او 500 سنة في العراق، وكان هذا من احد الاسباب الرئيسة لفقدان الثقة بين قيادة ثورة كوردستان والنظام السابق ومن احد الاسباب الرئيسة لنشوب الخلاف في العلاقات وعدم نجاح تنفيذ اتفاقية 11 آذار، وهنا تطبق عليكم المقولة العربية (اول من ضحى وآخر من استفاد)، اراد النظام ان يلغي دور الكورد في بغداد وكان عليه ان يبدأ ذلك بترحيلكم من بغداد والمدن الاخرى وبصورة خاصة في بغداد، لقد تعرض كل شعب كوردستان الى الاضطهاد ولكنكم تعرضتم للاضطهاد مرتين، الاولى بسبب قوميتكم ككورد والثانية بسبب المذهب، وكان اضطهادكم مزدوجاً، كما اوضحت لكم سابقاً انه منذ عام 1972 بدأ النظام بترحيل الكورد الفيليين ولكن الحملة الكبرى بدأت كما اعتقد في الثمانينات، عندما رحل عشرات الالاف من الفيليين ونهبت ممتلكاتهم كما جرى في هذه الحملة ايضاً اعتقال عشرات الالاف من الشباب الفيليين ومازال مصيرهم مجهولاً لحد الآن ولا نعرف في اي مقبرة جماعية دفنوا، وبعدكم بدأوا في عام 1983 بالحملة ضد البارزانيين واستمروا في ذلك حتى وصلت الحملة الى ذروتها عام 1988 عندما قاموا بالقصف الكيمياوي وحملات الانفال الكبيرة، والنتيجة اليوم نحن كشعب كوردستان نبحث عن 182 الف شخص مجهول المصير ونأمل ان نعثر عليهم جميعاً وعلى مقابرهم لكي نتمكن من اعادتهم الى كوردستان، ان دماء هؤلاء الشهداء قد امتزجت سواء كانوا فيليين ام بارزانيين ام كرميانيين ام بادينانيين ام شبك ام ايزديين وهم كلهم كورد وكوردستانيون وان هذه الدماء والتضحيات غدت هوية انسانية للكورد والكوردستانيين.
الحاضر والمستقبل كيف يكونان؟ من الواجب ان اقول واعترف هنا، بان جهود الاحزاب الكوردستانية لم تكن بمستوى مأساتكم ولكن في نفس الوقت يجب ان تضعوا الحقيقة نصب اعينكم، بان الفرصة لم تكن مواتية والان ان شاء الله ستأتي هذه الفرصة، كي يقوم اقليم كوردستان بدوره ازاءكم، هنا ارى من الضروري ان اشير الى بعض النقاط التي يجب تحقيقها، احداها هي وجوب مشاركة الكورد الفيليين في جميع المؤسسات التشريعية والتنفيذية في كوردستان وفي الحكومة العراقية الفدرالية في بغداد ويجب ان يدعموا بشكل كامل المؤسسات الثقافية والاجتماعية والرياضية المتعلقة بالكورد الفيليين وبذل المساعي الجدية لتعويض الكورد الفيليين للاضرار التي لحقت بهم وان لا يبقى الاخوة الفيليون من الان فصاعداً بدون جنسية او بقاء مشكلة تتعلق بجنسيتهم، وايلاء الاهتمام بمصطلح الفيلي وعلى الاعلام الكوردستاني الاهتمام الكامل بذلك ايضاً سواء عبر قنوات التلفاز ام الجرائد ام اية مجالات اخرى، ويجب تقديم جميع التسهيلات للكورد الفيليين الذين مازالوا في ايران والذين تم ترحيلهم، من اجل العودة الى وطنهم بكل رفعة رأس وتعويضهم ايضاً وتقديم التسهيلات اللازمة لهم، واعتبار شهداء الكورد الفيليين في نفس منزلة شهداء كوردستان الآخرين، املاً ايها الاعزاء ان يكون اجتماعكم هنا بداية لانهاء معاناتكم.
الاخوات والاخوة الاعزاء
نحن كشعب كوردستان حينما تعرضنا الى كل هذا الاضطهاد كان بسبب كوننا كورداً ولم يكن بسبب الدين او المذهب او اي شيء آخر، وبدأوا بكم لانهم كانوا متأكدين انكم كورد اصلاء، وانا واثق وادعوكم ان تثبتوا في كل الفرص القادمة للصديق والعدو انكم كورد قبل ان تكونوا اي شيء آخر، املاً ان تكون توقعات الاخ سامي صحيحة وان تصوتوا للقائمة (730) لكونها حقاً مصيرية للجميع، واستطيع القول باسم السيد جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق الفدرالي وباسمي وباسم القيادة السياسية الكوردستانية وباسم جميع المسؤولين في اقليم كوردستان ان اطمئنكم بانكم اعزاء جداً لدينا، ونحن معكم قلباً ووجداناً ونبذل ما في المستطاع للتخفيف عن معاناتكم لكي تشعروا بانكم فعلاً جزء عزيز من كوردستان.
واتحدث اليكم الان بنبذة عن سفرنا الى امريكا وبريطانيا ودول اوروبية اخرى قبل شهر وكان هذا تقديراً لدور الكورد وكوردستان وافتتاح بوابة جديدة وكان دعماً سياسياً ومعنوياً وبوابة كبيرة لتطوير بلدنا اقتصادياً، ونحن سعداء لذلك وكانت سفرة موفقة وان مستقبلاً زاهراً في انتظار شعبنا.
وبقيت امامنا ايام قلائل للانتخابات وهي انتخابات مصيرية، وهي تتعلق بمصيرنا جميعاً، وان التصويت لن يكون لصالح شخص او حزب بل كل يصوت لصالحه ولمستقبله وابنائه واجياله، لاشك ان القائمة (730) تتعلق بمستقبلنا، لذا ادعوكم ان لاتنسوا حينما تدلوا باصواتكم ان تصوتوا لصالح القائمة (730)، املاً ان تستمر هذه الاجتماعات واللقاءات، ونتحدث في اللقاءات القادمة حول التقدم الحاصل في وضعكم وعن اية برامج طبقت لخدمتكم.
مرة اخرى مرحباً بكم في وطنكم وبين اهلكم اينما قدمتم.

المصدر: جريدة التآخي، 4/12/2005