البديهيات والافتراضات وما يسمى باكراد الرافدين

وتستمر الحملة المسمومة المضادة للكرد وقياداتها السياسية كلما اقترب موعد الانتخابات ويستمر الكلام باسم الفيلية والتركيز على نفس النقاط التي تناولنا الكلام عنها في مقالات سابقة وبشكل تحليلي دون ان يرد عليها هؤلاء المسمومين حيث لم يستطيعوا التعقيب عليها لانه ليست في جعبتهم سوى الاكاذيب والحقد الطائفي او العنصري وجهلهم بحقائق ووقائع على ارض الواقع ان كتابة مقالات او مواضيع سياسية يحتاج الى امتلاك خلفيات تاريخية وسياسية واسس يبني عليه افكاره والتحولات الجارية في العالم والمعادلات الجديدة النابذة للاطر الطائفية والعنصرية للافكار والعقائد السياسية ان كاتب المقال السياسي يجب ان يكون واقعيا وان يكون افكاره معبرة عن وقائع مستنبطة من مكونات ملموسة .. لا المهاترات والسب والشتم والتعبير الرخيص عن افكار عفى عليها الوقت واصبحت بالية ساتطرق في مقالي هذه عن موضوعين وهما ( اكراد الرافدين ) و هي تسمية جديدة نسمعها بعد اراد اخرون الصاق صفة القومية الفارسية بهم ولاهداف طائفية والتسميتان وجهان لعملة واحد وهي محاولة يائسة لتجريد الكرد الفيلية من صفته القومية حيث مفادهم هي فليكونوا ما يكونون ولكن لانريدهم ان يكونوا اكرادا والموضوع الاخر والذي ساتناوله في مقالي هذه مقولة اطلقها نفس الكاتب وهي وصف الكرد الفيلية بالـ (البقرة الحلوب) اي ان القيادة الكردستانية تستغلهم لاغراض سياسية دون الايفاء بالتزاماتها تجاههم

اولا : اود ان اقول ان هذه الشريحة الكردية الواسعة ليست كلها منتمية الى الاحزاب الكردستانية بل الى كل القوى والاحزاب العراقية من يسارية ودينية وعلمانية وان هذه الشريحة الكردية ابعد ما يكونوا عن الطائفية رغم اعتزازهم بمذهب آل البيت وقد كتبت وبشكل تفصيلي عن تاريخ الكرد الفيلية وكتب اخرون عنهم كما كتبت وبشكل تفصيلي علاقتهم بالحركة الوطنية الكردسانية ودورهم في اغناء الحركة قيادة وجماهيرا .

ثانيا : ان الانتماء الى اية حركة او حمل عقيدة فكرية او سياسية يعني الطوعية في العمل الفكري او السياسي اي ان الانسان يكون له قناعة في العقيدة او المبدأ الذي يحمله ويناضل من اجل اهدافه دون الاهتمام بحسابات الربح او الخسارة اي انه لايفكر بانه سيكون بقرة حلوب من قبل الحزب او الجهة السياسية التي يعمل من اجلها لانه جزء من هذه الحركة ويسمى مثل هذا الانسان بانه مبدئي او عقائدي ... ويظهر ان الاجيال الجديدة لاتعرف هذا المصطلح لانه العفلقية محت من الادمغة المفاهيم والمصطلحات التي تدخل في صميم العمل الجماهيري ولان حزب البعث كان يشكل قاعدته الجماهيرية بالاغراأت وشراء الناس بتوزيع الهبات وتحقيق المصالح الضيقة فقط للذين يرقصون على انغامهم دون القطاعات الشعبية العراقية الاخرى والتي كانت تبحث عن اهداف انسانية وجماهيرية لكل العراقيين وبمختلف اتجاهاتهم السياسية او الدينية او الطائفية وهؤلاء رفضوا ان ينقادوا الى المخطط البعثي بقبولهم تحقيق مصالح انية ضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا والكرد الفيلية اول من رفض هذا المبدأ فتعرضوا الى ابشع هجمة بعثية واشرس مخطط تهجير وقتل وابادة ان محاور الكلام عن المسيرة الكوردية وانطلاقتها المباركة منذ ايلول واحد وستون وتسعمائة والف تتمركز على أ:-- مهام قيادة الحركة الكردية وتشمل الجوانب الفكرية والسياسية والعسكرية والاعلامية
ب:-- تفاعل وتجاوب الجماهير الكردية بكل شرائحه الطبقية من الفلاحين والكادحين والمثقفين التي كانت تشكل القاعدة الشعبية والتي اعطت زخما وقوة لدفع الحركة الوطنية الكردسانية واختراقها لكل ما لدي اعدائها من وسائل قمعية لا انسانية وافشال احتواء الحركة الوطنية الكردسانية المباركة.
اذن فنحن سنتكلم عن الفقرة (ب) اي دور الجماهير الكردية ذات الصلة بالمقولة (البقرة الحلوب) التي قصد بها الكاتب وبان القيادة تحلب الكرد الفيلية وتستغلها لاغراض سياسية . ان الجماهير الكردستانية بكل طبقاتها كانت ومنذ اندلاع الثورة الكردية في ايلول عام واحد وستون من القرن الماضي

كانت العامل الحاسم في كل الانتصارات التي حققتها على الصعيد السياسي والعسكري وكانت القوة التي تغذي الحركة الكردية وتميزت القاعدة الجماهيرية الكردسانية عن الكثير من الثورات الشعبية بأن الثقل الاساسي لمهمات الحركة وديمومتها على كاهل هذه الجماهير وفيما يخص المسائل اللوجستية ( التموين – النقل - المواصلات -الدلالة)
اضافة الى مدها بعناصر القوة القتالية في ادامة الوحدات العسكري للبيشمركة وكان بيت الفلاح الريفي مأوى للمقاتل الكردي يطعمه ويأويه ويسهم في ايصاله الى منطق العمليات ويسخر دوابه في حمل معدات المعركة ويرافقه الى مناطق العمليات واحيانا يقاتل بجانبه وفي عام اربع وسبعون من القرن الماضي شكلت العشائر الكردية في مناطقهم قوات احتياطية لمساندة البيشمركة سميت ب( سوباي ميللي ) اي القوات الشعبية الاحتياط وقد شاركت هذه القوات في عدة معارك بجانب البيشمركة و يوحي هذا الي ارتفاع مستوي الفهم الجماهيري للطباقات والشرائح الكردستانية فكريا وسياسيا والتصاقها بقياداتها وهذه التجربة الرائدة للجماهير الكردية ضاهت الثورات العالمية التي كانت قواعدها الجماهيرية العامل الحاسم في تحقيق اهدافها كالمسيرة الكوبية واليوغسلافية والكوبية والكامبودية وغيرها وباعتبار صميمية العلاقة الشعبية الجماهيرية بين بينها وبين قيادة الحركة الكردية جزء من الحركات الثورية في العالم المتحول الى التحرر من الدكتاتوريات والانظمة القمعية في العالم .
وواجهت هذه الجماهير شتى انواع القمع والمعاملة الوحشية اللانسانية والابادة الجاعية والتطهير العرقي ودفعت هذه الجماهير تضحيات غالية .....
وبعد هذا العرض المختصر اريد السؤال من هؤلاء الذين يقولون بان الكرد الفيلية اصبحوا البقرة الحلوب يطلب منها دون الايفاء بالتزاماتها والسؤال هل ان كل هؤلاء الذين ذكرتهم والذين ساهموا في المسيرة الكردسانية الظافرة والذي ساهموا وناضلوا من اجل كرامتهم واعلاء شأن الكرد وتحقيق الاهداف القومية للكرد بشكل طوعي هل انهم بقرة حلوب هل تعلمون يا اخوان ما معنى كلمة ..الطوعية.. في العمل النضالي ان الافتراضات التي تبنى عليها افكار وثم تجعل هذه الافتراضات وسيلة لطعن هذا وذاك دون مسوغ او مبرر دلالة فجاجة فكر وقصر نظر ان الطوعية في العمل النضالي الكردي كانت اختيار مئات الالاف الكرد الفيلية ومثل اية شريحة او عشيرة كردية دفعت ثمنها على مذبح مبادئها وصلابة عقيدتها ان كانت في العمل النضالي الكردستاني او في باقي الاحزاب الوطنية العراقية وليس لاي كائن الحق ان يتكلم باسم مئات الالاف الكرد او اختراع نظريات سياسية ومصطلحات لانجدها في اي قاموس سياسي ويفترض هذا الكاتب الذي يسمي نفسه دكتورا اكاديميا في طرح الافكار وان استمر على هذا المنوال في افتراضاته الخاطئة سيكون محل ازدراء المثقفين السياسيين او مواجهة الاعلام الكردستاني العملاق.

اما تسمية الاكراد الفيلية باكراد الرافدين فلي التعقيب التالي :--
ان احد مقومات القومية وفق احدث النظريات السياسية وعلم الاجتماع والضالعين بعلم الجغرافية السياسية ان اية فئة قومية يجب ان يكون له انتماء الى ارض يتسمى باسمه وليست هنالك قومية في العالم ليس لها ارض ينتمي اليها ويكون في هذا الارض جذور اجدادهم , فالاجداد الاولون للكرد الفيلية نزحوا الى بغداد او اية مدينة عراقية اخرى من لرستان الكردستانية ولرستان هي المنطقة الجنوبية من اراضي كردستان قسمتها القوى الاستعمارية المنتصرة في الحرب العظمى الاولى فقسم من اجزاء لرستان صارت ضمن ايران وقسم منها في وسط وجنوب العراق ومثلما قسمت الاجزاء الاخرى من كردستان الى دول تركيا والعراق وايران ومثلما قسمت الوطن العربي بين دول الحلفاء المنتصرين وصارت هذه الدول تمارس سياسة الانتداب الاستعماري ان الفيلية الذين في بغداد وفي مدن الوسط هم الكرد الذين نزحوا من كردستان المسمى لرستان حيث قطنت فيها قبائل الكلهرية والبختياري واللورية وقد تطرقت اليها في مقال سابق وشكلوا امارة فيلية باسمهم في القرن الثامن عشرا لميلادي قبل ان تحتلها جيوش رضا شاه بهلوي وتنهي امارتهم .
ان مناطق بدرة وحصان ومندلى وخانقين هي الجزء اللورستاني من كردستان الجنوبية ومنها نزح الكرد الفيليين الى مناطق العراق الاخرى حالها كحال مناطق كردستان الاخري مثل منطقة ( دشتى هولير - ومقان - وبازران والجاف - وجباري -الخ ) ترى لماذا لم يسمي كاتب المقال الاكراد من عشيرة ( الزنكنة والجاف والطالبان او الجباري ) الساكنين في بغداد ومدن العراق الاخرى باكراد الرافدين هل لانهم ليسوا اكراد شيعة لايفيدون في التصويت في الانتخابات اليس هذا دليل الطائفية البغيضة ان كل العشائر الكردية التي ذكرتها يسكن منهم في مدن الوسط والجنوب فلماذا التأكيد فقط على الكرد الفيلية …..انها محاولة مكشوفة يا سادة لسلخ الفيلية من قوميتهم

انها عصر العولمة يا سادة ان العالم الذي يصبوا اليه القوى الانسانية وقوى التطور ...عالم ينبذ العنصرية والطائفية انها عصر الليبراليات الديمقراطية ....نحن اكراد ومن اقليم كردستان الفيدرالي ونحن احرار ان نعيش في اية بقعة في العراق تخت خيمة العراق الكبرى او في بغداد مركز الحكومة الفيدرالية دون ان نفقد صفتنا القومية كاكراد ويقال لنا هؤلاء عراقيون من اقليم كردستان وكما للاخ العربي المنتمي الى ارض العراق له الحق ان يعيش في اية منطقة من اقليم كردستان ونحن اكراد من كردستان العراق سواء اكنا فيليين او زنكنة او جاف او اية عشيرة كردية اخرى.
ان سلخ الكرد الفيلية الى غير ما يشير الى ارض والتى هي اهم شرط لمقوماتهم القومية هي دعوة طائفية او عنصرية وقد حاول البعض من ذوي الادمغة الطائفية ان يلحقوا الكرد الفيلية الى القومية الفارسية ويحاول البعض الآخر الحاقهم بارض الرافدين ترى هل سيبرز لنا اخرون يلحقونهم بالقومية التركية او الارمنية ...يا لبؤس الجهل وهنالك معلومة احب ان يعرفها البعض ..وهي ان للكرد امكانية احترافية في الكشف عن اي دعوة عنصرية او طائفية او اية قوة مضادة لامانيها وقد اكتسبت هذه الخاصية نتيجة معاناتها وتعاملها الطويل ولسنوات طوال مع اعدائها العنصريين الترك والفرس والعرب ونتيجة غباء هؤلاء الحكام عرفت الهيئات والمحافل الدولية ان هنالك امة ذات اربعون مليون نسمة تعاني الامرين من هؤلاء الحكام وصارت هذه المحافل الدولية اكثر تجاوب مع القضية الكردية والعاقل يعلم ما قامت به هذه المؤسسات الدولية خلال الثلاثة عشر سنة التي سبقت بدعم الشعب الكردي وكانت هذه الهيئات داعمة لبناء ارقى نظام ديمقراطي في الشرق الاوسط بجهود قيادته السياسية المحنكة الم اقل في مقالي السابق بان الكرد بنوا جدارا من الثقة الدولية الصانعة للقرار ومن يقف في طريق هذا الشعب العظيم كمن يضرب رأسه بهذا الجدار

آراس الجباري

المصدر: صوت العراق، 4/12/2005