الحزب الكوردي الفيلي ونِعْمَ النداء


كان لا بد ان يرد الحزب الذي يحمل اسم الشريحة الفيلية المناضلة على الكثير من التساؤلات المشبوهة حول اصل وفصل الكورد الفيلية من قبل البعض من صيادي المياه العكرة ، أؤلئك الذين يثيرون الشبهات حول اصل العشائر الكوردية الاصيلة حتى بلغ ببعضهم الحد ان يؤلفوا قصصا من نسج الخيال وينسبوا اصل الكورد الى الجن . وجاء الرد بعد مشاركة هذا الوليد الميمون في اول انتخابات عراقية يشهدونه عندما وجه نداءا الى اكثر من مليوني كوردي فيلي في عموم العراق ان يصوتوا لقائمة التحالف الكوردستاني ( 730) .

قرار الحزب هذا ، اثلج الصدور واسعد ارواح عشرة آلاف شهيد فيلي في كوردستان والعراق وكان المنتظر منه ان يقرر هكذا قرار لكي لا يبقى في قوس المتشككين منزع للرمي الحر في ميدان الافترائات والاكاذيب الرخيصة .

الحزب الكوردي الفيلي ولد من أجل توحيد صوت كوردنا الفيلية ، شريحتنا التي عاشت دوما في خطين متوازيين ، خط الاضظهاد المستمر ضده من قبل كافة الحكومات المتعاقبة في العراق وخط النضال المستمر وعدم الاستسلام لنار التسفيرات وحديد الزنزانات وأعواد المشانق وشقوق المقابر الجماعية .

كوردنا الفيلية كانوا أبدا عنوانا لحرية الفكر والمجتمع المدني وحث المجتمع العراقي على كسب العيش من عرق الجبين والتمسك بالاصالة ، وربما هم الشريحة الوحيدة التي صمدت امام محاولات الصهر في بودقة اللغات المفروضة عليها قسرا وظلت تتعاطى مع لغتها الكوردية بلهجتها اللورية الجميلة ، تلك اللهجة التي كتبت بها عشرات الدواوين الشعرية الجميلة ورباعيات بابا طاهر الذي يعده البعض من الباحثين أول شاعر كوردي وردتنا أخباره هي الصورة الناصعة لهذه اللهجة الكوردية الاصيلة التي يتخيل لي انها وجدت ليكتب بها الشعر والادب .

في ميدان السياسة ، كان الكورد الفيلية العمود الفقري للاحزاب القومية الكوردية واليسارية في العراق وأكاد أجزم ان انتمائات شبابهم قد أنقسمت على هاتين الاتجاين لا غيرهما الا ما يسكح لنا قانون لكل قاعدة شواذ وبرز في صفوف هذه الاحزاب أسماء كبيرة يعدون حجج في العمل الحزبي في العراق ، وهذا الطبع الفكري هو جزء لا يتجزء من طبيعة المجتمع الكوردي بصورة عامة ، فالكورد كما هو معروف لا يميلون قط الى التطرف الديني والمذهبي أبدا ، فعندما يلتقي كردي من المذهب الشيعي وآخر من المذهب السني وثالث إيزيدي ورابع مسيحي وخامس كاكايي فيربطهم جميعا الهم القومي لا غيره وتدور جل أحاديثهم عن هذا الشأن ولم أشهد يوما في حياتي جدلا عقيما بين أكراد ذي إتجاهات دينية ومذهبية مختلفة . ولذلك تراهم جميعا في أجتماع كأجتماع الثريا داخل الاحزاب السياسية القومية المختلفة غير ان الفيلية تحملوا عبأ إضافيا كونهم يقطنون في خطوط المواجهة الاولى مع الاعداء الذين طالما يخططون لابادة الجنس الكوردي فيبدأون وينتهون بهم .

لم يقتصر مناداة الالتفات حول قائمة التحاف الكوردستاني ( 730 ) على الحزب الكوردي الفيلي بل شمل معظم التنظيمات الكوردية الفيلية ، ومن دواعي الفخر والاعتزاز ان نجد الرقم ( 730 ) متصدرا المواقع الالكترونية لمنظمات الكورد الفيلية كموقع ( أكفا ) وموقع ( العراق للجميع ) ومواقع أخرى ، وسوف نجني ثمار النداء الكوردي الفيلي لصالح أجيالنا الجديدة من الذين فقدوا رعاية الاب وحنان الام وحجر الوطن الدافئ .

ونعم النداء ندائكم .

قيس قره داغي

المصدر: صوت العراق، 3/12/2005