لمن سوف اصوت ؟


لمن سوف اصوت ؟ من الطبيعي ساصوت لقائمه التحالف الكردستاني لانها تمثل قوميتي في هذه المرحله الحساسه من تاريخ العراق وهو الممثل الوحيد والقوي القادر على اثبات هويتنا وحقوقنا، ان تصويتي هذا هو لقوميتي وليس لحزب معين ، صحيح ان هناك بعض التمثيل للفيليه المتمثله ببعض القوائم او بعض الشخصيات في القوائم الاخرى ، لكن هذا التمثيل صغير وضعيف ليس له اي تأثير يذكر،كما ان ليست لهذه القوائم نكهه كرديه خالصه.

ان اختيارنا لقائمه 730 تصب في مصلحه قضايانا وتحقق امالنا وطموحاتنا ،كما ان ثقتنا بهذه القائمه عاليه وكبيره ، يكفينا فخرا بان عدد النواب الفيلين في البرلمان الحالي المرشحين عن قائمه التحالف الكردستاني 10-11 نائب وهم من خيره ابناءنا ، بينما تجد القوائم الاخرى لم تعطي الكرد الفيليه العدد الكافي من المقاعد يتناسب وحجمهم الطبيعي في الانتخابات السابقه.

تصويتنا لصالح قائمه التحالف الكوردستاني ليس معناه غض نظرنا عن ملاحظاتنا وانتقاداتنا لهذه الجهه او تلك ،فهناك الكثير من الامور الذي لم يتحقق فهناك الفساد الاداري ،المحسوبيه،نقص الخدمات... الخ لكن هذا لا يبرر عدم التصويت لقائمه التحالف الكوردستاني او عدم تصويتنا بالمطلق او تصويتنا القوائم اخرى ،في هذه الحاله سنفرغ الساحه الى اعدائنا وسيفرض علينا اناس غرباء رغم ارادتنا وسنكون تحت رحمه القوائم الاخرى العروبيه والاسلاميه.

ان تصويتنا لصالح القوائم الاخرى سوف يشتت اصواتنا وستذهب اصواتنا هدرا وربما الى جهات تتاجر باسم الفيلييه. اننا نجهل الكثير عن الاحزاب المتألفه مع الاحزاب التي تدعي تمثيلها للفيليه ، من هم هؤلاء ومن يقف وراءهم؟ تاريخهم ، مواقفهم من قضايانا ،سيرتهم الذاتيه انهم بصوره عامه اناس مبهميين لنا .

ان الشعور العام السائدعلى الساحه العراقيه هو شعور قومي وطائفي،وهذا هو واقع المجتمع العراقي، كما ان المتابع لمجريات الامور في العراق يستنج بان هدف الانتخابات القادمه هو تثبيت دعائم العراق الجديد ورسم الخارطه السياسيه لمكونات الشعب العراقي الرئيسه التي سوف تحتل البرلمان القادم وهم العرب الشيعه ، العرب السنه، الكورد والقوى الديمقراطيه والليبيراليه.

ونحن الكورد الفيليه اقرب الى اخواننا في التحالف الكوردستاني من الكتل الاخرى ، وهذا نابع من اعتزازننا بقوميتنا ويجب التمسك بها والحفاظ عليها من سياسه التعريب الغير مبرمج الذي يروج لها بعض الجهات، ان هذا واجبنا القومي والاخلاقي للدفاع عن كياننا والتصدي لهذه المحاولات اليائسه.

ان هذا التفكير ليس نابع من حس عنصري او شوفيني ،لكن هذا هو الجو العام السائد في الانتخابات. ان عدم تصويتنا او التصويت للقوائم الاخرى سيضعف من قوتنا في البرلمان وستحتل قوى اخري اماكننا في البرلمان وسوف نعيد نفس اخطاء اخواننا العرب السنه في الانتخابات السابقه حيث اصبحوا خارج العمليه السياسيه بالرغم ترشيح بعض العرب السنه في القوائم الاخرى.

انا اتعجب لماذا يطلب من الكوردي الفيلي ان يصوت لقائمه عربيه معينه او لقائمه ايرانيه الهوى ؟ ولماذا لا يطلب من العربي ان يصوت لقائمه كورديه؟ اي غباء هذا واي سذاجه في التفكير هذا ؟ هل يتوقع احدا ان يصوت الاخ العربي السني كمثال لقائمه لاتحاد الاسلامي الكوردستاني بحجه انهم اخواننا في المذهب ؟ وهل يتوقع احدا ان الاخ العربي الشيعي سوف يصوت لقائمه تمثل التركمان الشيعه كمثال بنفس الحجه السابقه ؟ الجواب كلا والف كلا لان التأثير القومي هو اقوى من التاثير الديني ، فالانسان يعرف من خلال قوميته ، فيقال ان فلان فرنسي وليس مسيحي ، وفلان عربي و ليس مسلم فهذه التسميات الدينيه ثانويه . كما ان الهويه القوميه تلاحق المهاجرين حتى في الدول المهاجره اليها فيقال انه امريكي من اصل عربي او بريطاني من اصل هندي .

ان سبب تصويتينا لقائمه التحالف الكوردستاني 730 هو حبنا وايماننا بالعراق ولكي نثبت حقا عراقيتنا من خلال قوميتنا ونثبت باننا القوميه الثانيه في العراق وان لايهضم حقوقنا الذي سحقت منذ تأسيس الدوله العراقيه على يد الحكومات العراقيه المتعاقبه على الحكم ،من خلال سياساتهم العنصريه المتمثله بالتعريب ، التهجير ، قوانين الجنسيه، المقابر الجماعيه ،مصادره اموالنا المنقوله والغير منقوله.

ان الكورد الفيليه مسلمون ومن المذهب الشيعي وليس هناك تناقض بين التمسك بالقوميه والاحتفاظ بالدين فالدين له منزله خاصه في قلوبنا ، لانريد ان نسيس الدين ولانريدها ان يكون قناعا يتستر وراءه اللاهثين وراء اطماع السلطه مستغلين اصحاب النفوس المريضه والجهله والفقراء والاتكاء على عواطف الناس لتمرير مخططاتهم الراميه الى تعزيز قبضتهم على الحياه السياسيه والاجهاض على العمليه الديقراطيه في العراق الجديد .

ان التنظيمات الشيعيه لاتفكر الا بنفسها ولاتريد ان تتحد مع التنظيمات الشيعيه الاخرى لتقويه الصوت الشيعي في الانتخابات القادمه وخير دليل على ما اقول هو شرذمه اصوات العرب الشيعه ودخولهم الانتخابات المقبله بقوائم متعدده طمعا بالسلطه وليس حبا بالشيعه فكان الاجدر باولئك الذين يطالبون الكورد الفيليه ان يصوتوا لقوائم شيعيه معينه ان يطالبوا العرب الشيعه اولا بالتصويت لتلك القوائم فالاقربون اولى بالمعروف ،كيف تريد من الكوردي الفيلي ان يقتنع بقائمه لم يقتنع بها العربي الشيعي ؟

ان مأساتنا التي عشناه في ايران من جراء تصرفات هذه التنظيمات الشيعيه التي لها اجندتها الخاصه في العراف كبيرة وعميقه وتركت ذكريات سيئه في نفوسنا ولايمكن لانسان ذو بصيره ان ينكرها اسألوا الكورد الفيليه وخاصه اولئك الذين عاشوا في جمهوريه الاسلاميه الايرانيه ليتكلموا عن مأساتهم كيف عوملنا وكيف همشنا من الحكومه الايرانيه الشيعيه و من بعض هذه الاحزاب والشخصيات التي تستغل اسم الكورد الفيليه زورا في دعاياتهم الانتخابيه الحاليه . ان من الافضل للكورد الفيلييه ان لاتصوت الى جهات تريد ان تصهر قوميتنا باسم الدين او باسم الوطنيه .

ان تجربه تسييس الدين وتجربه ولايه الفقيه الفاشلتان في ايران لايمكن تطبيقهما في العراق الجديد ، ان هذه الصوره القاتمه التي رسخت في ذاكرتنا عن الاسلام السياسي سوف لاتمحى بهذه السهوله ولايمكن لاي جهه تلميعه وتصديره لنا بنسختها العراقيه واظهاره بملبس جديد ولا اتصور ان فيليا واحدا له ضمير و وجدان كان سعيدا بهذه التجربه المره والقاسيه، الغالبيه العظمى من الكورد الفيلييه هاجروا الى اوربا وامريكا (اغلب الكورد الفيليه حصلوا على اللجوء في هذه البلدان بصفتهم كورد وليس شيعه) هربا من هذا الاسلام السياسي حتى ان العديد من الكورد الفيليه الذين كانوا يعملون معهم تركوا هذه التنظيمات لايمانهم بان هذه التنظيمات لا تخدم قضييتهم واستنتجوا بان هذه النظيمات تفرض عليهم تبعيتهم للنظام الايراني ، اما اولئك الذين فضلوا البقاء مع هذه النظيمات فهولاء لهم اجندتهم الخاصه ولايمثلون الا انفسهم.

لقد مررنا بتجارب مره في العراق وايران واصبحنا ضحيه في كلا الحالتين لقد عاصرنا الحاله العراقيه العروبيه والحاله الايرانيه الاسلاميه كنا مخلصين لقضايانا الوطنيه والاسلاميه والنتيجه كانت مخيبه في كل الاحوال حيث حرمنا من ابسط الحقوق لجرم بسيط هو اننا كـورد ،حان الوقت الان لنترك خلافاتنا الشخصيه والعواطف والمواقف من هذا الحزب او ذاك جانبا وندخل الانتخابات من اوسع ابوابها لنصوت هذه المره لاخواننا في الدم والنسب لقائمه التحالف الكوردســتاني 730 فغالبيه الكورد الفيليه والطبقه الواعيه والمثقفه منهم مصممين على المشاركه الفعاله والتصويت لقائمه التحالف الكوردستاني في هذه الانتخابات.
صوتنا هو مستقبلنا فلنـوحد اصواتنا لكي يعلو صوت الكورد عاليا في البرلمان القادم وفي العراق الجديد.

علي الفيلي
2/12/2005