العراق اولا وأخيرا ... وما بينهما
العراق للعراقيين .. عربا اكرادا تركمان اشوريين وغيرهم .. لا مجال للمزايدة ولا مجال لغير ذلك .. لقد تعبنا بما فيه الكفاية لنرى ونصل الى عراقا للعراقيين .. بعد ان كانت تبدد ثرواته ويقتل
خيرة شبابه بأسم القومية العربية تارة وباسم حركات التحرر العالمية تارة اخرى .. فهل ينكر لبيب دعم العراق ولسنين طويلة وبملايين الدولارات لحركة التحرير الارتيريا .. وها هي ارتيريا شاحت
بوجهها عن العروبة بأكملها وأقامت علاقات دبلوماسية مع اسرائيل بمجرد زوال الاحتلال الاثيوبي منها !! وذلك على سبيل المثال .. لقد وجدنا العراق الحر اخيرا بعد أن استنزفت طاقاته في حروب
خاسرة عبثية لاجل هذه العيون او تلك .. دفعنا نحن العراقيين الثمن فيما كان العروبيين من اصحاب تقبيل اللحى يستقلون طائراتهم وحقائب مرافقيهم مثقلة بالاموال التي اعطاها من لا يملك لمن لا
يستحق .. كفانا نقبل ونفتش عن الحلول لمشاكلنا في دول الجوار, تارة نحمل ايران المسؤولية واخرى سوريا واحيانا السعودية فيما الحل هنا بيننا نحن العراقيين ..قد تكون تلك الدول محرضة ولكن لو
قطعنا دابر الاسباب الموجبة للأثارة لما وجدنا احدا الا اللملم من الناس يلتفون خلف تلك التصريحات المنطلقة من خلف الحدود ..
الفساد الاداري والحواسم .. سببين مباشرين لوجود اناسا قد يرفعون شعار تحرير العراق وخروج المحتل لتغليف مقتهم من الواقع الذي يعيشون .. قد يكون هناك اناسا قد يئسوا من حياتهم بسبب عدم
وضوح الرؤى الصحيحة والحلول الناجعة لمشاكل كان النظام البائد باذر حباتها في الارض ومنذ مطلع التسعينيات في خطة لتحطيم المجتمع العراقي وأنهاء القيم المعنوية والاخلاقية فيه .. لتجد من
يرفع شعارا نفسي وبعدي الطوفان على حساب الناس الاخرين .. لم يزرع الاحتلال تلك القيم بل زرعها الطاغية باسلوب مدروس حين نمى عن عمد طبقة بطانته لتمتلك مقدرات البلد وحين هوى
الطاغية برزت طبقة الحواسم لتزيد من معاناة المستضعفين الذين تضغط الحلة المادية على حياتهم وتحيلها حجيم .. وبعد ان حوسم من حوسم وجدنا فجاءة انفسنا امام طبقة جديدة من الموظفين
العموميين الفاسدين الذين تلاعبوا بكل شيء بداءا من البضائع الموردة الى العراق لمحطات الكهرباء والماء وليس انتهاءا بمواد البطاقة التموينية .. ليتمكنوا من حصد الملايين على حساب الفقراء
والمستضعفين و ليعيش المستضعف العراقي حالة من الاحباط وعدم الأمل بالمستقبل وهو يرى ان هناك بونا شاسعا بين ما يقال له وبين ما هو مطبق فعلا .. مازالت بطانة الطاغية تجوب ارجاء
الارض متنعمين بما سرقوه من قوتنا ومستقبلنا .. فها هي زوجة الطاغية وبناتها يقيمون امبراطوريات تجارية واقتصادية ويغذون عصابات اجرامية تقتل العراقيين او ازلام الطاغية في سوريا واليمن
والاردن ممن سرقوا واستفادوا دون وجه حق من اموال العراقيين .. لا أحد طالب بما سرق منا وكانه بات ملكا فعليا لهم لم يجرا حد على فتح ملفات السرقات الهائلة والتبديد المتعمد للثروات في زمن
الطاغية , الم يقيم الطاغية مصفا للنفط في الصومال الم يقيم الطاغية محطة بث اذاعي وتلفازي في موريتانيا الم يهب 22 مليون دولار لمكتبة الاسكندرية التاريخية ليزايد على ملك السعودية الذي تبرع
بـ20 مليون دولار في عام 90 قبيل غزو الكويت وكانت احدى مبررات غزوه الحالة الاقتصادية للعراق وتلاعب الكويتيين باسعار النفط , فيما هو يتبرع ويزايد على اعلى سعر وهب لمصر في بناء
مكتبة الاسكندرية ... اننا بحاجة الى تعزيز ذلك لشعار في انفسنا ودواخلنا لا علاقة لنا بأحد غير وطننا وأهلنا فتكفينا المشاكل التي تسبب بها الاخرون ودفعنا خيرة شبابنا ثمنا لشعارات قومية تارة
واسلامية تارة اخرى حتى انتهى بنا الامر الى ما نحن عليه الان
العراق للعراقيين .. والعراق اولا واخيرا .. وما بينهما .. ان سرنا على ذلك وجدنا الحل لكل المشاكل التي نواجهها الان .. والله اعلم
علي الكلاواي
ali_alkalaway@yahoo.com
30/11/2005