حيلة "حاتم أبو الحياية" الإنتخابية!!!


الناس حمّلوا آيات القرآن أوجهاً لوحملوها على البشر لتصدعوا، فبعضهم جعل مداخل خطبه السياسية آيات كريمة ، للإيحاء بقدسية خطابه حتى لوكان هذرا.
آخرون حولوا تلك الآيات إلى تمائم وتعاويذ بأشكال لا تنافسها الرسومات الخيالية.
وإعتبرت حفنة غريبة على العلم، القرآن الكريم مصدرا سرمديا لتفسير الفيزياء، والجيولوجيا، والإحصاء والرياضيا ت والفلك والطب ،،،، و ما لا يعرفه العلم لحد الآن.
ولقد إستعمل المفترون آياته، لطردالشياطين و الجن الذين لم يحصلوا على سكن غير عقل وجسم أحد مساكين البشر الذي ألقى به حظه العاثرتحت قرع عصيهم، وبرحمة من الله العزيز ان تطور العلم ليحررهم من جرائم ناشري الخرافات.
ويشرق سؤال كالشمس، لو ان القرآن توفركمصدرعلمي لا يقهر من ما يقارب 1500 سنة،، فلماذا تأخرت البشرية في مجال نفوذه كل التأخر الذي يعرفه الجميع؟؟؟؟؟؟.
أليست الحقيقة هي، أن تطور العلم و التقدم الإنساني هما من نتاج البشر أنفسهم، فهل سمع أحد بحمار أصبح عالما.
أليست الحقيقة إن بعض زمر البشر مخلوقون من تراب الكذب والبراعة في الحيلة والدجل.
وهذه قصة عمرها يقارب الستين عاما، كنت طفلا صغيرا، رأيت مشهد دجال يضع على رأسه شال أخضر و يلف بمثله على بطنه ويتدلى منه كيس تتحرك فيه أشياء شدت أبصار الجمع المتفرج والمتحلق حوله على ساحة ترابية كانت على طرف من المحلة التي كان فيها بيتنا.
كان الدجال يتلوا على الناس بطريقة مسرحية آيات قال إنها من القرآن ،ويدعي قوتها في صد شرور العقارب والحيّا ت،و الجن بل حتى عنّة العريس في ليلة عرسه.
وبعد جولات عديدة أخرج من كيسه المتدلي عقارب ومثلها الحيّات لتمشي على ذراعه فلم تصبه بمكروه،لأنه كان يحمل تعويذة !!لايعرف غيره سِر ما كُتب فيها ، و لعل الدجال إستطاع إقناع الجهلاء من بين المتفرجين فباع عددا من تعويذ ته ليغطي بثمنها قوت يومه،،عندها أصابني شعورمن الهيبة لذلك اللغز، فركضت مهتاجا الى بيتنا لأجد الجواب عند أمي التي كنت محظوظا بها، فقد كانت من بين القلائل اللواتي تعلمن القراءة والكتابة.
لقد رويت لها معجزة السيد؟! فقد ناداه المتفرجون هكذا! فاغرقت من الضحك -لأن الدجال كان معروفا من الكثيرين ويسمونه " حاتم أبو الحياية " ـ فشرحت ببساطة المؤمنين الصادقين، إن عقارب هذا الأبو..... كانت مقطوعة الأذناب و الحيّات مقلوعة الأنياب !! ولولا ذلك، لاصبح ملدوغا ومعضوضا حتى لو نقش على جسمه الآيا ت كلها.
والآن حيث نعيش عصر التطور العلمي و الحياة البشرية الأكثر تقدما، فقد طور المفترون أيضا، أساليب خداعهم لتأخذ اشكال جديدة لا تُحصى، فهنالك من يلعب بعقول البعض من الناس حتى و إن تعلق الأمر برقم قرعة القائمة الإنتخابية.
فأية براعة في الدجل تتجاوز دجل الأفاّق " أبو الحياية"، أن يحول البعض رقم قائمته الإنتخابية الى آية في سورة من القرآن الكريم، للإيحاء بأنها تأخذ قدسيتها من مصدر للوحي الألهي !!؟
أليس ذلك مُعيبا !!ويبقى السؤال هل لم ينل هؤلاء حصة من الحياء،، أم أن "حاتم أبو الحياية" خلف من بعده جيلا ًبنفس الصفات، سيفضحهم حتما الزمن ، و الوعي العلمي ، والإيمان الصادق!!!

سليم الحكيم
salhakim@yahoo.com
26/1/2005