من يستحق تمثيلي غدا
التنقل بين القوائم الانتخابية ، وقراءة شعارات القوى المتنافسة من الكتل والأحزاب والشخصيات ، أمر بحد ذاته ممتع ، ودلالة على البدء بمشوار جديد ، لتقبل الرأي والرأي المنافس ، بين القوى
السياسية العراقية ، ورغبة أغلب هذه القوى ، على تأسيس عهد جديد يتسم بمفاهيم أولية للديموقراطية ، تعتمد الحرص على نجاح التجربة الثانية للانتخابات . فتعميق مبادئ التوافق والاتفاق ، على نهج
' اختلاف الرأي ' ، مبدأ لا يفسد تلاحم مكونات الشعب ، بل ، يعزز من قدراتها على تحدي الصعاب ، لبناء عراق مخرب ، يساهم الكل في بنائه . وعندما تتوجه أغلب القوائم الانتخابية ، والكيانات
السياسية ، للمنافسة السلمية في كسب ثقة المواطن ، ستعمل جاهدة على محاربة الإرهاب ، والإرهاب المضاد ، أيا كان شكله ومن أي كيان انطلق ، لتبديد ما يعانيه المواطن من خوف اللحظة التي هو
فيها ، فانفجار سيارة يقودها ' بهيمة ' ، وانحشار ' دابة ' مفخخة بين الجمع أمر احتماله وارد ، وقد دحرته رغبة الجماهير وتحديها له في الانتخابات الأولى ، إلا أن ما يزيد من حالات الخوف والقلق
بين الشعب ، الظهور المكثف للملثمين من المليشيات الطائفية والعنصرية ( بأشكالها المختلفة ) التي صعدت من فعالياتها الإرهابية خلال هذه الفترة ، نتيجة لغياب مقصود لقوى الأمن الحكومية ،
المسؤولة عن توفير الأجواء الأمنية للناخبين ، وحفظ حياة كل المواطنين ، قبل وبعد الانتخابات . ما نراه من حالات انفلات أمني يطال اليوم جهة سياسية معينة ، وقائمة بعينها ، بهدف التأثير على
حرية المواطن والحد من اختياراته ، ففي الغد سيطال الإرهاب ، وسيشمل كل المناوئين للجهة التي تمارسه ، إن لم تظهر في الأفق معارضة جادة وإدانة فاعلة ذات تأثير ملموس ، ليس من قبل القوى
السياسية فقط ، بل من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، والهيئات المشرفة على الانتخابات ، وكافة منظمات الدفاع عن الحقوق المدنية ، ومنظمات حقوق الإنسان ، وتحذير الحكومة من تساهلها
إزاء أي موقف يشجع أو يساند انتهاك حرية الناخب أو تزوير إرادته ، أو يعرض حياة ممثلي القوائم للخطر .. ضمان حريتي وسلامتي كناخب ، يفسح في المجال أمامي لأن أساهم بفاعلية جادة ، في
استعراض قوائم القوى المتنافسة على شغل مقاعد الجمعية الوطنية ، وأن أختار ما يتلائم مع أهدافي وتطلعاتي المستقبلية ، ومن تجربة الانتخابات السابقة ، وما حصده المواطن من خيبة أمل ، نتجت
عن :ـ
أولا ، تبعثر القوى الوطنية والديموقراطية ، ومقاطعة بعض المحافظات للانتخابات .
ثانيا ، قصر مدة التمثيل ، تسبب في عدم تمحيص وتدقيق ، طبيعة أهداف وبرامج القوى السياسية والطائفية المتحالفة .
ثالثا ، انحياز المرجعيات الطائفية في مساندتها لجهة دون أخرى .
رابعا ، ضعف أداء المفوضية العليا للإنتخابات في معالجة حالات التزوير ، وتغاضيها عن الانتهاكات الحاصلة في الكثير من المواقع الانتخابية. هذه مجمل الأسباب السلبية في التجربة السابقة ،
جعلتني أطيل التدقيق في كل القوائم التي أعلنتها القوى المتصارعة للفوز بثقة المواطن ، لتمثيله غدا في الجمعية الوطنية ، أو في المجلس النيابي القادم ، وقد تمثلتها بشكل عام . القوائم التالية : ـ
1ـ القائمة القومية الكوردية .
2ـ القائمة ( الطائفية ) السنية المتحالفة مع العنصريين العرب ، بغض النظر عن تعدد قوائمهم ، فهدفهم طائفي ـ عنصري .
3ـ القائمة ( الطائفية ) الشيعية ، بغض النظر عما أفرزته من قوى علمانية ، فهذا فقط محاولة لكسب الناخبين ، الشيعة من العلمانيين ، وعدم توجههم لقائمة علمانية أخرى . فممثلو هذه القائمة ، من
العلمانيين ، أعلنوا أنهم سينظمون ، متحالفين ، بعد الفرز مع القائمة الطائفية ـ الشيعية .
4 ـ قوائم منفردة ، وهذه القوائم بشكل عام لا تمثل قوى سياسية ذات أهداف سياسية أو اجتماعية ، إنما تمثل أشخاصها ودورهم ، في العشيرة والمدينة ، وما شابه .
5ـ القائمة الوطنية العراقية ،هي ذات طبيعة جبهوية ، تمثلت فيها كل القوى الوطنية العراقية ، بمختلف مشاربها وتعدد أفكارها وتوجهاتها السياسية. على الأغلب ، القوى السياسية التي تخوض
الانتخابات ، هي من كل الموزائيك العراقي ، المتعدد الأشكال والألوان ، وتقييمي لأدائها هو من منظورومفهوم شخصي بحت، وكل ناخب ، حتما ، سيختار الجهة التي يرى فيها القدرة على تمثيله ،
وتحقيق أهدافه ، إما من خلال مفهوم المصلحة العامة ، التي هي المصلحة الوطنية العليا ، أومن خلال المصلحة الشخصية.
1) القائمة القومية الكوردية ، محسوم أمرها أنها تمثل الكورد ، بمختلف فصائلهم وتباين أفكارهم ، ومن هذا الواقع رفضوا الدخول في أي تحالف عراقي مهما كان ، حتى وإن كان الحزب الشيوعي
العراقي ، الذي دافع عن الكورد وكوردستان ، منذ بدايات نضاله ، ولا يزال ، أكثر مما دافع عن القضية العراقية نفسها ، بل يرى إن تحققت للكورد مطاليبهم ، سيتحقق للعراق الحكم الديموقراطي
الحقيقي . وقد أعلن الكثير من قادتهم أنهم يخدمون بالدرجة الأولى الكورد والقضية الكوردية ، وهذا شأنهم كفصيل حركة تحرر قومية ، إنما الأكثر من هذا أن السيد مسعود البرزاني رئس إقليم
كوردستان ـ العراق ، أعلن : '.. لو حصلت حرب أهلية بين العراقيين ـ العرب ، فسيعلن انفصال كوردستان عن الكيان العراقي ..' على الرغم من مشاركة الكورد في الحكم ، متمثلين برآسة
الجمهورية ، وباقي الوزرات السيادية ( كما يطلق عليها ) والمهمة . فعليهم تقع مقاسمة مسؤولية ما حصل في العراق من مظالم ، نتيجة مشاركتهم الحكم ، مع قوى الائتلاف الشيعي ، وهذا ما تمثل
بغض النظر عن الانتهاكات التي حصلت ، وإطلاق يد الحكم الطائفي في الشأن العراقي ، دون أن يتدخل الشركاء ، الكورد في وقفها أو المطالبة بإجراء التحقيق فيها ، وربما ، هذا الموقف هو من
ضمن اتفاق سري مبرم بين القائمتين قبل تشكيل الحكومة ، وكثيرا ما طالب بتنفيذ بنوده الأخوة الكورد عندما تتوتر العلاقات بين الشريكين ، فالموقف الخاطئ ، تخليهم عن حلفاء الأمس ، مهما كان
الثمن ، لن يحقق للكورد أهدافهم المستقبلية ، فالحلفاء الوطنيين والديموقراطيين ، رغم كل سلبيات الكورد اتجاههم في هذه الفترة ، لا زالوا يعتبرون أنفسهم حلفاء لهم وعلى الدوام ، ولن يتحقق للعراق ،
الكوردي والعربي والتركماني وكل الفصائل الأخرى ، الحرية والتمتع بالحقوق المتساوية للمواطنة ، دون وطن حر وديموقراطي لكل قومياته وطوائفه المتآخية . من كل هذا أقول لن أصوت للقائمة
الكوردستانية ، في هذه الجولة ، لعدم فسحها في المجال لأمثالي ، وخيرها بغيرها كما يقول المثل .
2 ) القائمة الطائفية ـ السنية المتحالفة مع القومية ـ العنصرية، هي تجمع لكل المعادين للقيم والمفاهيم الوطنية والديموقراطية ، فأغلب عناصرها هم من البعث ـ الفاشي ( الذين شوفونا نجوم الليل في
عز الضحى ) الذين تسببوا بكل مآسينا ، ولا زالوا ، من قتل وتشريد وإسقاط جنسية وإعدام ، بماذا نبدأ من الجرائم المقترفة وبأي فصل من فصول مأساة العراقيين نختم ، هذه الزمر ، هي بعينها التي
صنعت هذا التاريخ المخزي بحق العراقيين الشرفاء ، هل نقول أنهم لم يساهموا في القتل والتعذيب للوطنيين العراقيين ، نزلاء سجونهم المعروفة والمجهولة ، وهم أنفسهم لا ينكرونها بل يتبجحون بها
لأنهم أبطال وفرسان القائد ' المهزوم ' ، هل ينكرون مساهمتهم في جرائم النظام المرتكبة بحق الكورد ، من غازات سامة وأنفال ، وتهجير وإبادة الآلاف منهم ، وضحايا الحروب العبثية، هل يدينون
قائدها والنظام الذي أوقد نارها ؟ وهل سمعنا منهم من وقف وقال لا لدخول الكويت ، إن كان من أحد قالها فما أبقاه ' المهزوم ' حيا ، والمقابر الجماعية هل يستنكرونها ، أو يدينون القائمين بها ؟ وبعد
سقوط النظام الفاشي ما هو موقفهم منذ هزيمة ' القائد' وحتى اللحظة ، فهم يقودون ويمارسون القتل والخطف والتفخيخ والتفجير ، تحت أسم ' المقاومة الشريفة ' فهل فعلا هي شريفة مثلما يدعون ؟ وهي
تحصد الطفل والعاجز والمرأة والعامل ، ولم نسمع منهم كلمة إدانة واحدة ، لما يتعرض له لشعب العراقي على يد هؤلاء الإرهابيين ، المتأسلمين والقومانيين ، حتى وهم يحضرون مؤتمرا للمصالحة في
القاهرة .. التصويت لهم ، يعني المطالبة بعودة النظام بكل رموزه من القتلة والسفاحين ، والموافقة على كل جرائمهم ، وهذا لن يوافق عليه أي عراقي مهما كان مجردا من القيم الوطنية ..
3 ) القائمة الطائفية الشيعية ، بالتأكيد لن أصوت لها ، لأن منطلقاتها دينية ـ طائفية بحتة، لا تقر بمبدأ المواطنة ، لا في الحقوق ولا في الواجبات ، وتجعل المرأة ذات حقوق متدنية عن الرجل ، لأنها
ناقصة دين ، وهذا نتفهم أسبابه ، ولكن لماذا ناقصة عقل ، وكوندا ليزا رايس تقود سياسات بلدان كثيرة ، ومن ضمنها العراق ، الذي يحكمه الائتلاف بكل سادته ومشايخه ، الذين يقرون بولاية الفقيه ،
وهذا الولاية ، ألا تتناقض مع إيمانهم وتوجيهات وزيرة الخارجية الأمريكية التي تحكم العراق ؟ فالحكم يقر بنقيصة عقل المرأة وتخلفه ، وأنا شخصيا لا أعبد ما يعبدون لأنهم متناقضون ، ولم يؤمنوا
لا بعقل ولا فكر رصين .. قوى الائتلاف الطائفي ، خلال حكمها ، لم يظهر لها برنامج سياسي أو اقتصادي لإدارة العراق ، ولم تنفذ الحكومة ، ما أعلنه رئيس الوزراء الجعفري من وعود ، التزم بها
أمام الجمعية الوطنية ، بل خدم بعض طائفته ، من السادة الوزراء ' ونبلاء ' الجمعية الوطنية ، فزاد النهب والفساد ، ولم يف بقسمه ، خدمة العراق وشعبه ، ولم يحقق للمواطن علاجا لمشاكله الحياتية
والمعاشية التي يشكو منها ، بل زادت ساعات انقطاع الكهرباء ، ونسي العراقيون ، طعم الماء الصالح للشرب ( اللي يتذكر يرفع أيده )، ولم يعد المواطن العادي ، شيعي أو سني ، يطبخ أو يتدفأ على
مشتقات البترول ، من نفط وغاز ، حيث يحترق في مكانه ، والبنزين نستورده من الدول التي تهربه ميلشيات الحكم إلى الشقيقة إيران وسوريا وتركيا ، وفي كل أزمة أو مصيبة ، تهرول الحكومة
وقادة الائتلاف ، إلى المرجعية لإنقاذها ، فما وجدت عندها من حل لأمور دنياها ، فهذا شأن السياسيين . زاد الإرهاب ، ليس إرهاب ' المقاومة الشريفة' ، بل إرهاب المليشيات الطائفية ' قوات بدر ،
سيئة الصيت ، وجيش المهدي ، من حثالات البعث ، وجمعيات الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف الإيرانية ..' فهذه المليشيات تسيطر وتدير مناطق مختلفة من العراق ، وبعلم الحكومة وحمايتها ،
عشية التحضير للانتخابات ، تم اقتحام مقر الحزب الشيوعي العراقي ، في مدينة الثورة من قبل ملثمي المليشيات ، وتم اغتيال عنصرين دون جريمة ، سوى جريمة الفكر التي تناهضها الحكومة
الطائفية . فالمليشيات الطائفية تفرض سيطرتها وإرهابها على كل مواطن يخالفها الرأي والعقيدة ، جأر المواطنون بالشكوى ، من الظلم والتدخل في الصغيرة والكبيرة من حياة المواطن ، دون جدوى
ودون تحقيق من قبل أصحاب الشأن ، وأصحاب الشأن هؤلاء ، هم من يأمر بالقتل والاعتقال والتعذيب ، والمصيبة الكبرى أن هذه الجرائم تديرها وتنفذها أياد غير عراقية ، تعذيبا وتحقيقا ، وهذا ما
بدا في سجن الجادرية السري ، آخر الفضائح التي ارتكبها الحكم .. فمن يجرؤ على التصويت لمثل هذه القائمة مرة أخرى ؟ إن أخطأ المواطن مرة ، فهل يلدغ المرء من جحر مرتين ، أعتقد جازما ،
لا الله ولا رسوله ولا وليه ولا أيا من المعصومين ، يرضى بتكرار مثل هذا مرة أخرى ..
4 ) القوائم الشخصية ، فلا شأن لي بها ، فهي شخصية بحتة ، ولا تمثل أيا من رموزها اتجاهات سياسية أو وطنية معينة ، فأنا بصدد القوائم التي تمثل نهجا سياسيا ، له تأثيره على مستقبل العراق ،
وإن كان ممثلي هذه القوائم الشخصية أو المنفردة ، في نهاية المطاف ، يلجأون لعقد صفقات مع هذه القائمة أو تلك ، المرشحة للحكم ، وفق ما تحققه لهم من مكاسب شخصية ، ( ُهمً وشطارتهم )..
5 ) القائمة العراقية الوطنية ، هي ما تهمني وهي التي سأصوت لها وأدعو كل عراقي وطني ، وغيور على مصلحة العراق ، أن يصوت لها للأسباب التالية :
أ ـ هي ائتلاف من قوى سياسية مختلفة الاتجاهات والأفكار والقيم ، تقر بالولاء للشعب وللوطن ، ولا ولاء لغيرهما ، يجمع بين عناصر هذه القائمة ، معيار الوطنية ، المناقض للمفاهيم الطائفية
والعنصرية، وهو المعيار الأساسي والمهم في بناء العراق ، تتبناه هذه القوى في المرحلة الحالية ، فالعراق تبنيه كل القوى العراقية الوطنية ، فلا الطائفية ولا العنصرية ، وفق مفاهيمهما القاصرة قادرة
على بناء العراق .
ب ـ الأمن والسلم الوطني من ضروريات الحياة ، وهو هام جدا في ظرفنا الحالي ، وهذه القائمة تلزم نفسها بتحقيق هذه الاهداف ، كما تتعهد القائمة العراقية الوطنية ، بالقضاء على الإرهاب ، وإلغاء
المليشيات الحزبية ، فهي الشر المستطير ، التي تسببت في الكثير من الجرائم ، ولا زالت حتى اللحظة تمارس جرائمها ، بعلم من الحكومة الطائفية الحالية ، كما تتعهد ببناء مؤسسات أمنية لحماية أمن
الشعب الداخلي ، وبناء جيش يحترم الشعب ومؤسساته وتنظيماته الديموقراطية ، يكون قادرا على حماية الوطن ، بالتزامن مع تنظيم انسحاب للقوات الأجنبية.
ج ـ برنامج كل حزب، من قوى القائمة العراقية الوطنية ، على حدة ، يقر ويهتم بتأمين مقومات الحياة الأساسية للمواطن العراقي ، فإذا اتفقت هذه القوى جميعا على تنفيذ برنامج مشترك يتضمن هذه
الاحتياجات ، فهذا يعني اتفاق مصداقية الجميع ، على تحقيقه . فالماء والكهرباء والوقود ، وباقي الضروريات الأخرى ، هي ما تعمل له هذه القائمة وعلى توفيره للمواطنين كافة . د ) تتفق قوى هذه
القائمة ، على احترام الدين ومؤسساته ، وحفظ مكانته السامية في قلوب المؤمنين، وعدم زجه في القضايا السياسية ، التي لا تؤمن بالحلال والحرام .
هـ ـ القائمة العراقية الوطنية ، تقر مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة ، فالمرأة صنو الرجل وشريكته في كل مشوار ، تشاركه وتقاسمه مهمات بناء البيت والأسرة والوطن ـ العراق ، وبدون الإقرار
بحقوقها كاملة نبني عراقا متخلفا وكسيحا ...فالأم مدرسة إذا أعددتها ...أعددت شعبا طيب الأعراق و ) الفساد المستشري ، أهدر الكثير من حقوق المواطنين ، وهذا ما أكدت على محاربته هذه القائمة ،
وعودة الحقوق التي صادرها النظام السابق لأصحابها الشرعيين ضرورة وطنية ، والتعويض للمتضررين نتيجة للأعمال الإرهابية ، وضمان عوائل الشهداء ..وهناك الكثير من الإلتزامات التي
تعهدت بتنفيذه القائمة الوطنية ، يمكن للقارئ مراجعتها ، فهي تتميز عن كل ما ألفناه من عمل وفضائح وتصريحات الحكومة الحالية ، لأنها قائمة للقوى التي تؤمن بالوطنية معيارا ، ولا معيار لها
غيره .. لماذا أصوت لهذه القائمة ؟ لو جاء الحزب الشيوعي أو أي حزب اشتراكي أخر ، وطرح برنامجا مستقلا لبناء العراق وفق أفكاره ، في مثل هذا الواقع المخرب الذي يعيشه الشعب والوطن ،
كونوا على ثقة لعارضته ، ولأعطيت صوتي لمن يعمل على بناء العراق وفق المفاهيم الوطنية ، أي وفق هذه القائمة ، وليس للحزب الشيوعي أو الاشتراكي ، لأنهما لم يكونا صادقين ولا قادرين على
تحقيق ما يدعون له ، فللبناء له ظروفه وله أدواته كذلك ، وهذه غير متوفرة حاليا ، أما إذا توفرت مستقبلا شروط أفضل ، فلكل حادث حديث ..ورحم الله امرؤا عرف قدر نفسه ، و' مدد رجليه على
كد غطاه .' كلمة أخيرة لابد من قولها قبل أن أختم مداخلتي لصالح القائمة العراقية الوطنية ورقمها 731 ، هو أن البعض من أصدقاء الحزب الشيوعي ، والكثير من مناوئيه ، يثيرون قضايا مختلفة ،
منها أن بعض القوى المؤلفة لهذه القوى هم من البعثيين ، وعلى سبيل المثال الدكتور علاوي ، فهو يعترف ولا يزال يقر بأنه كان بعثيا ، وتحمل مسؤولية المشاركة والمساهمة في حزب البعث منذ العام
1963 وحتى بعد أن تسلم السلطة في العام 1968 ، وبعدها في أواسط السبعينات من القرن المنصرم ، تخلى عن نهج البعث ، وقد تعرض للكثير من محاولات التصفية التي أمر بها القائد ' لا فك الله
سجنه ' صدام ، وقد مضى على انفصاله من حزب البعث أكثر من ربع قرن .السؤال هل يحق للشيوعي الذي تخلى عن حزبه ، ما يقارب هذه المدة ، التي قضاها علاوي خارج حزبه ، وتعرضه
للكثير من محاولات التصفية من حزبه مثلا ، أن يقول أنا شيوعي ؟ أو هل يقبل ، هو ، أن يقول عنه البعض أنه شيوعي ، أو حتى أن ُيطلق عليه كلمة ' رفيق ' فربما يعتبرها إهانة له ؟ وهل
سيحاكمه الآخرون على أنه شيوعي ، ويحملونه وزر الحزب الشيوعي للسنوات التي هو خارج عنها ؟ أنا لا اعتقد ، من الحكمة أن نطبق مثل هذا المعيار على أحد من أي اتجاه كان . ولو تفحصنا
قيادات ، لأحزاب قومية ، كردية أو عربية ، وأحزاب أخرى إسلامية ، كم من الشيوعيين سنجد بينها ، تتحمل مسؤليات قيادية ؟ سواء بالحكم ، حاليا ، أم بالمناصب الحزبية ، فهل تعاملهم أحزابهم ،
والآخرين ، على اعتبار ما كانوا ، أم على ما هم عليه من قيم وأفكار يدينون بها في الوقت الحاضر ؟ السؤال لماذا يبقى علاوي يطارده شبح البعث ، ويتحمل الحزب الشيوعي وزر التعامل مع جلاد
بعثي ؟ خمسة وعشرون سنة ، أفكار جيلين لماذا لا نصدق أن مثل هذا الزمن كفيل بأن يغير العقول والأفكار ، على أرض واقع جرت فيه الكثير من المآسي والفواجع ، دعونا من الحقد غير المبرر ،
ولنسم الأشياء بأسمائها ، وكونوا مع الوطن لترميمه ، وإن لم تكونوا قادرين على بنائه مع الخيرين ، فلا تكونوا متناقضين مع قيمكم وأفكاركم ، وصوتوا ، معي ، لمن يستحق تمثيلنا غدا لبناء عراق
وطني وديموقراطي جديد ، للقائمة العراقية الوطنية رقم 731..
هادي فريد التكريتي
25 تشرين ثاني 2005