اللجنة المركزية لمنظمة الكورد الفيليين الاحرار..
دراسة الاوضاع العامة في العراق والمستجدات على الساحة السياسية وتقدم المسيرة الديمقراطية وافاق المستقبل
عقدت اللجنة المركزية لمنظمة الكورد الفيليين الاحرار اجتماعاً استثنائياً لدراسة الاوضاع العامة في العراق و المستجدات على الساحة السياسية وتقدم المسيرة الديمقراطية وافاق المستقبل خاصة بعد
اقرار الدستور وما يستجد من الاستحقاقات وموضوع الانتخابات القادمة المقرر اجراؤها في منتصف كانون الاول المقبل وموقف المنظمة في هذه الانتخابات .
ان اشتراك جميع مكونات الشعب العراقي في عملية الاستفتاء – رغم الظروف الامنية وتهديدات جماعات الارهاب ، من تكفيرين وبقايا النظام المنهار والجهات المعادية الاخرى ، يمثل تحديا واضحاً
لهذه القوى الشريرة واصراراً من قبل ابناء الشعب جميعاً على السير بالعملية الديمقراطية الى الامام ، دل على ذلك ليس فقط اقرار الدستور الذي يعتبر نصراً بحد ذاته ، وانما ادراك القوى الاخرى، من
مقاطعي العملية السياسية ، خطاْ وعدم جدوى وقوفها بالضد من ارادة غالبية الشعب العراقي ، وتركها لمواقفها السابقة والانخراط في العملية السياسية، وهذا بحد ذاته موقف يدعو الى ترسيخ التفاؤل
بمستقبل العراق المضيْ وطناً وشعبا .
ان اقرار الدستور لذو اهمية فائقة وقفزة كبيرة الى الامام ، فالدستور هو ام القوانين والركيزة الاساسية التي ستؤسس على وفق مبادئه واحكامه كافة المؤسسات السياسية والقانونية والحقوقية ، ويعمل
على التجانس بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وصلاحيات وحدود كل من هذه السلطات ، كما ان الدستور يحدد الملامح الرئيسية للنظام الجاري بناءه في العراق الجديد ، وهو النظام
الديمقراطي الفدرالي الموحد .....
ثمن الاجتماع تثميناً عالياً اقرار الفدرالية في صلب الدستور فيما يخص اقليم كردستان مع ترك الباب مفتوحاً لمناقشة تطبيق هذا النظام في سائر انحاء العراق الاخرى في الفترة اللاحقة عند مناقشة
المواضيع المعلقة في الدستور من قبل اللجان المختصه في المجلس النيابي المقبل.
ان توافق اغلبية ممثلي الشعب العراقي على الاعتراف الواضح والصريح ، وفي صلب الدستور الدائم ، بحق الشعب الكوردي باختيار نوع علاقته بالحكم المركزي عن طريق الحكم الفدرالي ، خطوة
مهمة تكتسب بعداً حضارياً وانسانياً يعبر عن نضج الوعي السياسي والنظرة ذات البعد الاخلاقي والموقف السليم للقوى التي ساهمت باقرار هذا الحق ، كما ان الشعب الكوردي ، من الجهة الاخرى ، بل
من الاساس ، قد دفع غالياً جداً ثمن هذا المكسب ، فلقد ضحى بالالاف من خيرة شبابه في سبيل حريته وتقرير مصيره ، وقارع الظلم والعدوان طيله اربعة عقود ، وتعرضت مدنه وقراه الى التدمير
والجرف ، وتعرض الى اقسى الضربات واكثرها وحشية بشكل لم يتعرض له شعب أخر ... ومن جهه ثانية فقد اثبت هذا الشعب جدارته الكاملة في ادارة شؤون اقليمه بنفسه بكل اقتدار ، وما التقدم
العمراني والعلمي والثقافي في كردستان العراق – دون سائر مناطق العراق الاخرى – الا دليل على مصداقيه هذا الزعم ، مع عدم انكار توفر الظرف الملائم للشعب الكوردي بوجود منطقة الملاذ الامن
التي حمت كردستان من عدوان ووحشية النظام الساقط.
وفيما يخص الانتخابات القادمة ، كاستحقاق رئيسي من استحقاقات المسيرة الديمقراطية في المرحلة القادمة ، لاحظ الاجتماع بارتياح الحماس الذي يبديه ابناء الشعب للانخراط في الجهود المبذولة من
قبل الاحزاب والتنظيمات والشخصيات الوطنية ورجا ل العشائر للتداول ورص الصفوف واتفاق القوى فيما بينها ، حسب تقارب برامجها ونظرتها المستقبلية في قوائم مشتركة ، وإئتلافات توافقية مما
يدل على ان المعركة الانتخابية القادمة ستساهم بشكل فاعل في تقرير و بلورة الاتجاه الصحيح لمستقبل العملية السياسية ودفعها الى الامام ، كما ان اشتراك القوى التي قاطعت الانتخابات السابقه
وصححت مواقفها واتخذت العدة لدخول الانتخابات ،سيغير بلا شك من نسب التمثيل في الجمعية الوطنية القادمة وسيجعل قرارات المجلس المنتخب اكثر تعبيراً عن واقع الثقل السياسي لمكونات جميع
فئات الشعب ، وسيؤثر حتماً على طبيعة التحالفات القائمة او التي ستقام بعد اجراء الانتخابات وظهور نتائجها.
فيما يخص التحالف الكردستاني ينظر اجتماع اللجنة المركزية نظرة تفاؤل مبررة لحصوله على نتائج مقاربة لما حصل عليه في الانتخابات الماضية ، ومما يعزز هذا التفاؤل ان التحالف الكردستاني
حافظ على تماسكه السابق بالرغم من خروج احدى التنظيمات الاسلامية من صفوفه، بالاضافه الى ان نجاح المفاوضين الاكرادفي تثبيت مبداْ الفدرالية في صلب الدستور عزز من التفاف جماهير
كردستان حول قيادتها السياسية الحكيمة والجهد المضني الدؤوب الذي بذلته هذه القيادة في سبيل ترجمه اماني وطموحات الشعب الكوردي الى واقع عملي ملموس ، وجهود القيادة في تجميع الصف
الوطني بمختلف اطيافه حول المحور الاساس ، بناء عراق فدرالي ديمقراطي موحد ، وطناً لكل العراقيين ، واقامة نظام حكم جديد لا مكان فيه لاعادة دوران دولاب الحرب والتقتيل ويتيح لابناء العراق
جميعاً التمتع بثمار نضالهم وجهادهم والعيش بامان واستقرار والتفرغ لبناء الوطن ... والتقدم به الى مصاف الدول المتحضرة المتقدمة خاصة مع وجود الامكانات والكفاءات العلمية تعززها ثروة هائلة
تحتويها ارض العراق من جميع الوجوه .
وتطرق الاجتماع الى واقع الشريحة الفيلية من الامة الكوردية وتدارس مجمل نشاط منظمتنا – منظمة الكورد الفيليين الاحرار – بشكل خاص وتجارب ابناء هذه الشريحة ودور المنظمات المنبثقة عنها
بصورة عامة وخلص الى ضرورة تبني النهج الواقعي الملائم , لتوحيد هذه المنظمات وبلورة خطابها السياسي ، والاستفادة من التجارب التي مرت بها وتهيئتها للاشتراك الفعال في الانتخابات القادمة ،
وبناءاً على هذه القناعات التي توصل اليها المجتمعون ، ولعدم تشتيت اصوات الكورد الفيليين او استغلال هذه الاصوات من قبل البعض ممن يحاولون حرف نضال وتضحيات ابناء الشريحة الى وجهه
اخرى ولقطع الطريق امام المزايدات الجارية لادعاء تمثيلهم بقوائم لاتعنيهم ولا تمت لهم بصله ، فقد قرر المكتب السياسي لمنظمتنا سحب قائمة الترشيح المقدمة من المنظمة الى المفوضية العليا وتوجيه
الجهود للآلتحام بقائمة التحالف الكردستاني الموحد ليكون للكورد صوت واحد وقائمة موحدة لجميع العراق .
ان توحيد جهودنا مع قائمة التحالف الكردستاني تعني بالنسبة لنا توحيد جهود الكورد ، ليس في كردستان فقط وانما في مناطق الوسط والجنوب وفي العاصمة بغداد ايضاً .
طيلة الفترة المنصرمة ، لم يتطرق احد الى حقوق الكورد الفيليين المسلوبه ، ولا الى قضية شهداءهم وهم بالالوف ، ولا الى اعادة حق المواطنه المسحوبة من مئات الالاف منهم ، ولا الى ضرورة
اعادة المهجرين منهم ، وعلى العموم فقد طوى الاهمال ملفات الشريحة الفيلية ، ذلك لعدم وجود صوت رسمي لهم من جهه ولتشتت جهودهم وبعثره قواهم وعدم تحالفهم مع اية جهه مؤثرة من جهه ثانية
..
واذا كان بعض الاخوة والاخوات من الكورد الفيليين قد ادرجوا ضمن قوائم انتخابية اخرى ، فان وجودهم في المجلس لم يكن ذا تأثير كبير على القضية الفيلية رغم قيام البعض منهم باثارة قضيتهم
...
ولغرض ان يكون للكورد الفيليين تمثيل اكبر في المجلس القادم واداء واجب مزدوج لهم ، واجب الدفاع عن شريحتهم وواجب الوقوف الى جانب امتهم ، ليس امامهم الا الطريق الوحيد الصائب
وهو الوقوف الى جانب القائمة الكردستانية الموحدة فهي اقرب الجهات اليهم ، بل هي الجهة التي تنتمي اليها شريحة الكورد الفيليين كأبناء امة واحدة يتحسس بعضها باحاسيس البعض الاخر ويشاركه
في الهم المشترك ويسعى الى رفع شأن الامة الكوردية الواحدة الموحدة ..
المصدر: شمس الحرية، 25/11/2005