العراق بين ثقافة التسامح وثقافة إجتثاث البعث


على ضوء التحضيرللإنتخابات البرلمانية القادمة
إشاعة ثقافة التسامح والتعايش في المجتمع العراقي

إلتقى رئيس الجمهورية العراقية السيد جلال الطالباني خلال زيارته الى الجمهورية الاسلامية مساء الثلاثاء ليلة الأربعاء 22 نوفمبر 2005م من هذا الاسبوع الجالية العراقية المقيمة في طهران وبحضور السفير العراقي الاستاذ المهندس محمد مجيد الشيخ (أبوحيدر الشيخ) والسادة الوزراء السيد موفق الربيعي والسيد برهم صالح مجموعة من المسؤولين العراقيين المرافقين للسيد رئيس الجمهورية وطاقم السفارة العراقية في طهران يتقدمهم القنصل العراقي الاستاذ لؤي الزبيدي الذين إستقبلوا الضيوف في إحدى قاعات هتل "آزادي الكبير" (فندق الحرية).
وقد حضر الاجتماع ممثلي المرجعيات الدينية في إيران يتقدمهم وفد مكتب المرجعية الدينية لسماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي "دام ظله الوارف" ووفد المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق برئاسة رئيس مكتب المجلس في طهران الاستاذ الحاج أبوعارف وممثلي الأحزاب والتنظيمات الاسلامية والوطنية والكردية ووفود رؤساء الحسينيات في العاصمة طهران ودولت آباد ، بالاضافة الى مجموعة من الشخصيات العلمائية والوجهاء يتصدرهم الدكتور الحاج صاحب حريري وكذلك النخبة من المثقفين والكادر الإعلامي العراقي ورجال الأعمال.
وقد إمتلئت القاعة بالحضور الجماهيري المتميز من النخب التي لبت دعوة السفير العراقي في طهران للحضور في هذا الاجتماع حيث ألقى السيد رئيس الجمهورية كلمة قيمة في الحضور تطرق فيها الى مختلف القضايا والأحداث الجارية في العراق وحث جميع العراقيين خصوصا المقيمين في الجمهورية الاسلامية للمشاركة الفعالة في الإنتخابات النيابية القادمة لأنها مصيرية وحساسة إذ أن الإنتخابات سوف يؤدي الى إنتخاب مجلس نيابي دائم لمدة أربع سنوات ، هذا المجلس الذي سوف يعين رئيس الجمهورية ونوابه ورئيس الوزراء الذي سوف يعين الوزراء الدائمين ، لذلك فالمشاركة هامة للغاية لدعم العملية السياسية وقطع الطريق أمام القوى الشريرة التي تريد أن تنال من العراق.
وفيما يتعلق بمشاكل المهجرين العراقيين وممتلكاتهم وأموالهم وحقوقهم الاجتماعية والسياسية وحقهم في الحصول على الجنسية العراقية فقد تحدث جلال الطالباني بوضوح بأن النظام الجديد سوف يستوفي حق كل العراقيين الشيعة والأكراد الفيلية الذين هجروا من بلدهم قصرا وسوف يسعى الى تحقيق مطالبهم ومنها منحهم الجنسية العراقية وتعويضهم ماليا جراء ما حل بهم من ظلم فاحش من قبل النظام المقبور ، وقد ربت السيد رئيس الجمهورية على كتف السفير العراقي الاستاذ المهندس عبد المجيد الشيخ شاكرا له مساعيه الحميدة في السهر لخدمة العراقيين وأشار له بأنه مخول من قبله شخصيا بأن يعطي كل عراقي الجنسية العراقية بعد شهادة إثنين من الثقات ممن يحملون الجنسية العراقية ، حيث لاقى هذا التصريح وتصريحات أخرى في كلمة رئيس الجمهورية منها أن هناك خطر أحمر مع البعثيين الإرهابيين وحلفائهم التكفيريين ولا مجال لهم في العودة الى الحكم إستقبالا جماهيريا عارما والتصفيق بحرارة وإستمرار لمواقف سيادة الرئيس الإيجابية فيما يتعلق بمشاكل المهجرين العراقيين المحرومين من حق المواطنة والجنسية.
وفيما يتعلق بموضوعنا ثقافة التسامح في المجتمع العراقي والعراق بين ثقافة التسامح وثقافة إجتثاث البعث فإن وجهات نظر حزب الطليعة الإسلامي تبدو متطابقة مع وجهات نظر كبار السادة المسؤولين السياسيين للنظام السياسي الجديد في العراق فقد أوضح رئيس الجمهورية العراقية السيد جلال الطالباني في كلمته وتصريحاته لوسائل الاعلام نشرها أيضا موقع مكتب الرئيس على شبكة الإنترنيت حيث قال الطالباني "إننا حاولنا في مؤتمر القاهرة أن نكون على الطريق الصحيح وقد وضعنا خطا أحمر ضد مشاركة البعثيين المجرمين والتكفيريين في العملية السياسية" مضيفا "أن التكفيريين في العراق قاموا بتكفير الشيعة وأسموهم روافض وخونوا الكرد وقالوا عن السنة المشتركين في العملية السياسية بأنهم مرتدون وأعلنوا حرب إبادة على الشعب العراقي" و"إن كل طرف كشف أوراقه أمام الرأي العام العربي وكان الشيعة والكرد يبدون مرونة الا أن هناك بعض التعصب في الجانب الآخر".
وتأتي تصريحات رئيس الجمهورية وكلمته القيمة أمام الحضور الجماهيري المتميز للعراقيين المقيمين في طهران لتدعم موقف سيادة رئيس الوزراء الدكتور إبراهيم الجعفري وكلمته الإرتجالية التي ألقاها في مؤتمر القاهرة وتصريحاته للوفد الاعلامي العراقي المرافق لسيادته حيث قال:" "إذا كان البعض يفهم هذا الإقصاء بأنه إقصاء لحزب البعث ورموزه والذين يرتكبون الجرائم نعم فهو إقصاء ، وأتشرف بأن أقصي عن شعبي من تسبب له بالدمار والخسائر والهدر الإقتصادي والإرتهان للإرادة الأجنبية ، وإذا كان هذا هو المقصود بالإقصاء نعم أنا كنت إقصائيا وسأبقى إقصائيا على الإطلاق ، أما سعة الحكومة والشعب للبعثيين الذين لم يرتكبوا جرائم فإنها مفتوحة شأنهم شأن بقية الشعب العراقي".
وأشار الجعفري بأن الكلمة التي ألقاها في الجلسة الإفتتاحية لإجتماع القاهرة "لا تندرج تحت مفهوم الإقصاء كما وصفها البعض" إشارة منه الى الإتهام الذي وجهه الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري.
وأضاف رئيس الوزراء في تصريحاته بعد كلمته في إفتتاحية المؤتمر"لقد كنت واضحا ومحددا عندما تحدثت في مؤتمر يراد منه أن يجمع الفرقاء السياسيين العراقيين ، لذلك فلا عودة للبعثيين على الإطلاق كحزب وكرموز يريدون تشكيل قدر عراقي جديد".
أما رئيس الجمهورية فقد صرح أمام العراقيين المقيمين في إيران والنخبة العراقية المقيمة في طهران أنه على إستعداد لإستقبال المقاومة المسلحة التي تقاوم الاحتلال الأمريكي في العراق والتحدث اليها إمتثالا للآية القرآنية الكريمة :"وبشر عبادي الذي يستمعون القول فيتبعون أحسنه"، فإنه على إستعداد للجلوس معهم لكن هذا لا يعني قبول وجهات نظرهم إذا كانت مخالفة لمصالح الشعب العراقي والتوجه السياسي الجديد ، وأضاف سيادته بأن المسلحين من غير الجماعات البعثية والتكفيرية يمكنهم بأن يبدوا وجهات نظرهم ومواقفهم عبر العمل السياسي لوجود الحريات السياسية والمجال المفتوح لهم ووسائل الاعلام الحرة الموجودة في العراق ، ولا دعي لرفع السلاح.
إن المواقف السياسية التي أبداها حزب الطليعة الاسلامي في أكثر المقالات والبحوث والبيانات الصادرة مباشرة عن الحزب أو البيانات والمواقف التي صدرت مباشرة عن الأمين العام لحزب الطليعة الاسلامي السيد علي الياسري التي نشرت على موقع الحزب على شبكة الكوثر الحرة ، ووسائل الاعلام المقروءة والمسموعة وشبكات ومواقع الإنترنيت الكبرى تدلل دلالة واضحة على صواب الرؤية والموقف وتطابق وجهات النظر السياسية لدى القوى والأحزاب والتنظيمات الاسلامية والوطنية الشريفة وعلى رأسها موقف الحكومة العراقية والنظام الجديد الذي يتمتع بدعم وموقف الملاييين من أبناء الشعب العراقي العظيم الذي شارك في كل الإنتخابات التي مضت وشارك بملايينه من أجل إقرار الدستور الدائم للعراق الديمقراطي الحر والذي سوف يشارك في الإنتخابات النيابية القادمة ليقطع دابر المفسدين.
إن موقف حزب الطليعة الاسلامي سيبقى ثابتا تدعمه الملاييين من أبناء شعبه العراقي المضحي والمظلوم ، حيث حدد الحزب موقفه من الزمر البعثيين الإرهابية المسلحة وحلفائهم التكفيريين النواصب ، بأنه لا مجال للمشاركة السياسية في الحكم ولا مجال لعودة البعثيين المجرمين الى الساحة السياسية ، بالاضافة الى أنه لا مجال للتكفيريين النواصب الذين يكنون العداء للشعب العراقي ومكوناته السياسية فيكفرون الشيعة ويطلقون عليهم الروافض ويستحلون سفك دمائهم وهتك أعراضهم بإعلانهم حرب الإبادة ، ويخونون الكرد وقالوا عن السنة المشتركين في العملية السياسية بأنهم مرتدون.
إن ثقافة التسامح في المجتمع العراقي يجب أن تنشر وإن النظام الجديد والشعب العراقي سوف يستوعب البعثيين الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء ، وإن المجال أمامهم مفتوح للعيش بأمن وسلام وإستقرار ما دام ليس لديهم إنتماء سياسي جديد للإرهابين البعثيين المجرمين الجدد الذين يحاربون الله ورسوله بقتلهم الأبرياء وسفكهم للدماء من أجل العودة الى الحكم من جديد.
إن قطار العملية السياسية الجديد قد تحرك وبسرعة الى الأمام ولا يمكن للقطار أن يرجع الى الوراء ، فمن ركب القطار وشارك في العملية السياسية ودعم المسيرة الجديدة للنظام الجديد فإن أحضان الشعب العراقي والحكومة العراقية مفتوحة اليه ، والعراق يتسع للجميع من المخلصين الذين ذاقوا الويل والثبور من قادة ورموز النظام الديكتاتوري المقبور ، وكثير من البعثيين ممن لم يرتكبوا جرائم بحق الشعب العراقي كانوا ضحية النظام السابق إذ أنهم كانوا منجبرين على العضوية في الحزب المنحل وكانت الثروات والخيرات والمناصب كلها لعشيرة إبن العوجة وأبنائه وحاشيته وكبار الحزب والأمن والمخابرات القتلة ، أما البقية فكانوا يعيشون حياة البؤس والشقاء وكثير منهم كان يتمنى زوال النظام وصدام المجرم ليتنفس الصعداء ، فكثير منهم كان محروم من السفر الى خارج العراق وبعد سقوط الصنم سافروا الى بلدان العالم ورأوا بأم أعينهم الحقائق وما لاقاه العراق وشعبهم من ظلم على أيدي جلاوزة النظام البائد ، وأبصروا الحقيقة ورجعوا الى أحضان الشعب ودعموا المسيرة السياسية الجديدة ، فلابد من التسامح معهم وإستيعابهم وعدم خلق مناخ وأرضية لجعلهم أعداء للشعب العراقي والنظام الجديد ، ولابد من التفريق بين البعثي العادي الذي لم يرتكب جرائم والذي كان مغلوب على أمره وبين البعثيين المجرمين الذين عذبوا وقتلوا وأعدموا وكتبوا التقارير على أخوتهم وذويهم وبقية أبناء الشعب العراقي مما أدى الى كسر الرقاب وتعذيب وإعدام الأبرياء وهتك الأعراض والحرمات. لابد من إشاعة ثقافة التسامح والتساهل في المجتمع العراقي خصوصا ونحن الآن على أعتباب الإنتخابات النيابية القادمة ، فلابد من إحتضان جموع أبناء الشعب وخصوصا البعثيين الذين لم يرتكبوا أي جرم ، وأن لا نخلق لنا أعداء جدد فيكفينا أعدائنا من أزلام النظام السابق الذين تحالفوا مع الإرهاب التكفيري الناصبي القادم من وراء الحدود وراهنوا على إفشال العملية السياسية وإرباك الوضع الأمني بعملياتهم الإنتحارية ومفخخاتهم التي تحصد المئات يوميا من خيرة أبناء شعبنا الجريح.
لابد من تكاتف الجهود ومصالحة وطنية ووفاق وطني بإستيعاب كل الشرفاء العراقيين بالتسامح والتساهل الذي كان عند رسول الله والأئمة المعصومين من أهل بيت النبوة والرسالة الذين كانوا رحماء على الناس ، وقد بعث الله النبي المصطفى رحمة للعالمين وإن الاسلام هو دين السلام والمحبة والتعايش بين أبناء البشرية حيث قال القرآن الكريم:"وكذلك جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".

حزب الطليعة الاسلامي
قائمة شمس العراق 652

alslamic_talleaparty@yahoo.com
http://www.al-kawther.net/6lee3a/index.htm
24/11/2005