لماذا الهجوم على بيان جبر؟


ان الاخ بيان جبر من الوزراء القليلين الذين حافظوا على صلابتهم ومبادئهم في الدفاع عن حقوق جميع افراد الشعب العراقي ، ولكن الانفلات الامني الحاصل في العراق نتيجة تراكمات الارث الذي تركه علاوي في تعيين ضباط ومدراء سابقين من البعثيين ، والتغاضي الامريكي عن الارهابيين الذين لا يهاجمونهم ، وبقاء ممثلين الارهاب والارهابيين طلقاء احرار ويمارسون حياتهم اليومية الطبيعية في التحريض وتأجيج العمليات الارهابية كل تلك العوامل تركت وزارة الداخلية في حيرة من امرها ، ان القت القبض على ارهابي ، اما يطلق سراحه من الباب الخلفي من قبل جهات غير امينة على سلامة العراقيين ، او يتركونه دون عقاب صارم لكي يكون عبرة للأخرين ، وما حدث من اثارة لحوادث التعذيب الا امراً مدبراً ضد الاخ بيان جبر ، وعلينا ان نفسر ذلك منطقياً ونسأل هل فعلاً الاخ الوزير متورط في مثل هذه العملية ؟ وهل فعلاً منظمة بدر لها دور؟ اود ان اجيب على هذه الاسئلة ، وقبل الاجابة اود ان اقول اني ضد اي نوع من انواع التعذيب لاني انا شخصياً تعرضت له من قبل الجلاوزة البعثيين ، ولكن لنكن منصفين هل هناك تصريح من الاخ الوزير او امراً بذلك؟ وهل الوزارة كما يدعي البعض كلهم من اعضاء منظمة بدر؟ هل منتسبي الوزارة ابان حكم علاوي طردوا جميعاً بعد استلام الوزارة من قبل بيان جبر؟ لو كان للوزير او منظمة بدر يد في الموضوع لماذا يقوموا بذلك في داخل الوزارة او في سجن تابع للوزارة ؟ لماذا لايقومون به في مناطق اخرى غير رسمية؟ وهل جواسيس الامريكان داخل الوزارة لم يفطنوا لذلك ؟ وكلنا نعرف ان الوزارات مليئة بعملاء الامريكان ، انا لا انفي ان هناك اناس تعرضوا للضرب او كما يسميه البعض التعذيب ، ولا بد لهؤلاء لم يروا اساليب التعذيب الحقيقية التي كانت ترتكب في زمن الطغاة لكي يسموا عمليات الضرب بالتعذيب ، لنسأل سؤال اخر ومهم من ضرب (بضم الضاد) ومن ضرب (بفتح الضاد) ؟ لنأتي بالذين ضربوا (بضم الضاد) ونعرف من الذين ضربوا (بفتح الضاد) ؟ وان كانت الحادثة صحيحة نحاسب المذنبين ، لا ان تثار ضجة اعلامية معروفة غاياتها ، وكذلك العمل في الاتجاه المقابل في تسريع معاقبة الارهابيين المعتقلين ، هؤلاء الذين شغلهم الشاغل قتل الابرياء وزرع الرعب في قلوب المواطنين الامنين . ان ما يسميه البعض فضيحة وزارة الداخلية او الجادرية يعيد بي الذاكرة لوقت قريب حدثت حالة مشابهة تقريباً وفي السويد حيث زارت مرشحة الحزب الاشتراكي السويدي مونا سالين(والتي كانتمرشحة لرئاسة الوزراء في السويد) الى رام الله والتقت ياسر عرفات دون المرور بالاسرائيلين ، ففبركوا لها تهمة وهي انها قد استخدمت بطاقتها الائتمانية لسحب مبلغ ما قيمته خمسون الف كرونه سويدة ، وكانت المسكينة قد اعادت المبلغ ولكن الضجة الاعلامية كانت مستمرة بالرغم من ان اغلب اعضاء البرلمان السويدي كانوا يقومون بنفس العمل (اي سحب مبالغ وثم استرجاعها بعد فترة معينة من الزمن) ، فلم يروا في تاريخ المرشحة سوى هذه التهمة لتحيدها ، اذن المسألة مسألة الارادة الخارجية التي تتحكم في الاقتصاد العالمي ككل والسياسة العالمية وهذه الارادة هي الارادة الامريكية ، واما الاخ بيان جبر فقد وقف موقفاً لم يقفه مع الاسف اي من الوزراء حيث كان موقفه ثابتاً من الديناصور الاعرابي دفاعاً عن ابناء المقابر الجماعية وعن كل المظلومين ، وسعيه الحثيث لأستباب الامن بالرغم من الكثير من المعوقات ، وهذا ما لا يروق لدول الداعمة للارهاب، وبما ان الاعراب حلفاء الامريكان ، فلا يرغبون لرجل ذات مباديء الاستمرار في تولي اي منصب!! وبعد ان لم يجدوا في تاريخ الرجل اية شائبة ، فوجدوا من حالات الضرب التي حدثت ثغرة لمهاجمة الرجل والنيل منه في رأيهم!!
ولذلك عرفنا السبب فلا وجود للعجب من الهجوم القذر على الاخ الوزير بيان جبر

المهندس بهاء صبيح الفيلي
baha_amoriza@hotmail.com
24/11/2005